الدعاء يرد القضاء المبرم

اهلا وسهلا بالسائل الكريم ورد في القرآن الكريم ما يدل على الدعاء، منها: ((وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ))، سورة غافر، آية (٦٠) . وكذلك وردت روايات كثيرة تبين فضل وثمرة الدعاء، منها ما ورد في سؤالكم، والظاهر من متن الرواية ((أنَّ الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراماً))، أي أنّ القضاء بعد ما ابرام إبراماً وكان محكماً، فالدعاء يرد ذلك القضاء، وإن قدر وقضي ولم يبق إلا إمضاءه، فإذا دعي الله عزّ وجلّ وسئل صرف ذلك البلاء والقضاء . فلا ينبغي ترك الدعاء في كل الأحوال وإن طالت مدة استجابة الدعاء فلعل التاخير فيه مصلحة لصاحب الدعاء فنحن لم ولن نقف على المصالح والمفاسد الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى، لذلك نحن علينا الدعاء والإلحاح به والاستجابة عند الله تعالى . ولا بأس بذكر بعض الروايات التي حثت على الدعاء، ورد في كتاب الكافي، لمحمد بن يعقوب (رحمه الله)، جزء (٢)، باب (إنّ الدعاء يرد البلاء والقضاء)، صفحة (٤٦٩) . ١ - عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: ((سمعته يقول: إن الدعاء يرد القضاء، ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم إبراما)). ٢ - عن عمر بن يزيد قال: ((سمعت أبا الحسن (عليه السلام يقول: إن الدعاء يرد ما قد قدر وما لم يقدر، قلت وما قد قدر عرفته فما لم يقدر؟ قال: حتى لا يكون)) . ٣ - عن بسطام الزيات، عن أبي عبد الله - (عليه السلام) قال: ((إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد ابرم إبراما)) . ٤ - عن الرضا (عليه السلام) قال: ((قال علي بن الحسين (عليهما السلام): إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى يوم القيامة، إن الدعاء ليرد البلاء وقد ابرم إبراما)) . ٥ - عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ((كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل)) . ٦ - عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((قال لي: ألا أدلك على شئ لم يستثن فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: بلى، قال: الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراما - وضم أصابعه)) . ٧ - عن عبد الله بن سنان قال: ((سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما، فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا بالدعاء وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه)). ٨ - عن أبي ولاد قال: ((قال أبو الحسن موسى (عليه السلام) عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضي ولم يبق إلا إمضاؤه، فإذا دعي الله عز وجل وسئل صرف البلاء صرفة)) . ٩ - عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ((إن الله عز وجل ليدفع بالدعاء الامر الذي علمه إن يدعى له فيستجيب ولولا ما وفق العبد من ذلك الدعاء لأصابه منه ما يجثه من جديد الأرض)) . ١٠ - عن هشام بن سالم قال: ((قال أبو عبد الله (عليه السلام): هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ قلنا: لا، قال: إذا الهم أحد [كم] الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير)) . ١١ - عن أبي ولاد قال: ((قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عز و جل الدعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل)) .