السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
إن قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
فالظاهر منه أن الله سبحانه يقول :مروا عبيدكم وإماءكم والصغار الذين لم يبلغوا ويميزوا بين العورة وغيرها ذكرانا كانوا أو إناثا ، مروهم أن يستأذنوا قبل الدخول عليكم في ثلاثة أوقات لأنها مظنة انكشاف العورة ، وهذه الأوقات هي :
1 - { مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ } حيث يقوم الإنسان من فراشه ، وهو في ثياب النوم .
2 - { وحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ } أي وقت القيلولة والاستراحة لأن الإنسان يتخفف من ملابسه التي يستقبل الناس بها .
3 - { ومِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ } حيث يتجه الإنسان إلى شأنه الخاص .
وجاء في تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٧ - الصفحة ٢٦٩-٢٧٠:
المعنى لما تقدم أحكام النساء والرجال، ومن أبيح له الدخول على النساء، استثنى سبحانه ههنا أوقاتا من ذلك، فقال: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) معناه: مروا عبيدكم وإماءكم أن يستأذنوا عليكم، إذا أرادوا الدخول إلى مواضع خلواتكم، عن ابن عباس. وقيل: أراد العبيد خاصة، عن ابن عمر، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام، وأبي عبد الله عليه السلام. (والذين لم يبلغوا الحلم منكم) من أحراركم. وأراد به الصبي الذي يميز بين العورة وغيرها. وقال الجبائي:
الاستئذان واجب على كل بالغ في كل حال، وعلى الأطفال في هذه الأوقات الثلاثة، بظاهر الآية (ثلاث مرات) أي: في ثلاث أوقات من ساعات الليل والنهار. ثم فسرها فقال: (من قبل صلاة الفجر) وذلك أن الانسان ربما يبيت عريانا، أو على حال لا يحب أن يراه غيره في تلك الحال. (وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة) يريد عند القائلة. (ومن بعد صلاة العشاء) الآخرة، حين يأوي الرجل إلى امرأته، ويخلو بها، أمر الله بالاستئذان في هذه الأوقات التي يتخلى الناس فيها، وينكشفون، وفصلها.
ثم أجملها بعد التفصيل فقال: (ثلاث عورات لكم) أي: هذه الأوقات ثلاث عورات لكم. سمى سبحانه هذه الأوقات عورات، لأن الانسان يضع فيها ثيابه، فتبدو عورته. قال السدي: كان أناس من الصحابة يعجبهم أن يواقعوا نساءهم في هذه الأوقات ليغتسلوا، ثم يخرجوا إلى الصلاة، فأمرهم الله سبحانه أن يأمروا الغلمان والمملوكين أن يستأذنوا في هذه الساعات الثلاث. (ليس عليكم) يعني المؤمنين الأحرار (ولا عليهم) يعني الخدم، والغلمان (جناح بعدهن) أي: حرج في أن لا يستأذنوا في غير هذه الأوقات الثلاثة.
دمتم في رعاية الله