logo-img
السیاسات و الشروط
يقين ( 19 سنة ) - العراق
منذ سنتين

يا من يحول بي المرء وقلبه

السلام عليكم ما معنى قوله تعالى ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)،في الآية الكريمة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٥ - الصفحة٣٩٦: ثم يقول تعالى: واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون. إن المقصود بالقلب هنا الروح والعقل، أما كيف يحول الله بين المرء وقلبه؟ فقد ذكروا لذلك احتمالات مختلفة ... المزید. فتارة قيل: إنه إشارة لشدة قرب الله من عباده، فكأن الله في داخل روح العبد وجسمه، وكما يقول القرآن الكريم: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. وقيل: إشارة إلى أن تقلب القلوب والأفكار هو بيد الله، كما نقرأ في الدعاء: (يا مقلب القلوب والأبصار). وقيل: إن المقصود هو أن الانسان لولا اللطف الإلهي غير قادر على معرفة الحق من الباطل. وقيل أيضا: إن المقصود هو أنه ما دام للناس فرصة فينبغي عليهم أداء الطاعات وأعمال الخير، لأن الله قد يحول بواسطة الموت بين المرء وقلبه. ويمكن بنظرة شاملة جمع كل التفاسير في تفسير واحد، هو أن الله عز وجل حاضر وناظر ومهيمن على كل المخلوقات. فإن الموت والحياة والعلم والقدرة والأمن والسكينة والتوفيق والسعادة، كلها بيديه وتحت قدرته، فلا يمكن للإنسان كتمان أمر ما عنه، أو أن يعمل أمرا بدون توفيقه، وليس من اللائق التوجه لغيره وسؤال من سواه. لأنه مالك كل شئ والمحيط بجميع وجود الإنسان. وارتباط هذه الجمل مع سابقتها من جهة أنه لو دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس إلى الحياة، فذلك لأن الذي أرسله هو مالك الحياة والموت والعقل والهداية ومالك كل شئ. وللتأكيد على هذا الموضوع فإن الآية تريد أن تقول: إنكم لستم اليوم في دائرة قدرته فحسب، بل ستذهبون إليه في العالم الآخر، فأنتم في محضره وتحت قدرته هنا وهناك. دمتم في رعاية الله