هاني علي ( 49 سنة ) - الولايات المتحدة
منذ 3 سنوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، روي عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال(ان الحسن والحسين هما امامان قاما او قعدا) فلا شك لو كان الحسين مكان الحسن و لو كان الحسن مكان الحسين سلام الله عليهما لما تأخر الإمام الحسين بالصلح مع معاوية و لما تأخر الحسن بالخروج على يزيد ، و سوالي متى يكون الصلح و متى يجب الخروج على الظالمين و متى يجب العمل بالتقية و متى تنفى التقية ، وجدنا سلمان هادن الخلفاء و اصبح والي من موالي عمر و رأينا ابا ذر خرج على عثمان و لم يسكت و نفي و هكذا بعض أصحاب الرسول و اهل البيت عليهم السلام هادنوا او عملوا بالتقية بينما البعض الآخر لا يسكت و لو اذى ذلك الى قتله ، رأينا مراجع هادنوا حكوماتهم الظالمة او عملوا بالتقية حتى لا يراق دمائهم او لسبب لا نعلمه بينما بعضهم قتلوا لأنهم رفضوا الانصياع الى السلطان الجائر!


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الامام المعصوم هو اعلم بتكليفه الشرعي اتجاه الدين من غيره، فهو مطلع على الامور فيقدم مصلحة الاسلام على مصلحة النفس فنجد الامام علي عليه السلام، لم يخرج بالسيف عندما لم يجد اعوان ووجد ان ترك حقه في هذا الوقت الذي يخاف فيه على تشتت الاسلام وضياع جهود النبي اولى من استلام حكومة المسلمين، بينما نفس الامام خاض حروباً مع الناكثين والقاسطين والمارقين في حكومته. ونجد الامام الحسن عليه السلام جهز الجيش وقاتل معاوية ولكن لما وجد ان الجيش متخاذل منهزم لايمكن خوض المعارك به ،وان الحرب فيها خطر على حياة الشيعة جميعاً اثار ان يصالح معاوية لعنه الله ،على شروط فيها يحفظ مابقي من الشيعة. مع ان مقومات الاسلام لم تنهار في المجتمع الاسلامي. وكذلك نجد ان الامام الحسين عليه السلام لم يخرج الى قتال معاوية بعد شهادة الامام الحسن عليهما السلام. ولكن لما ولي يزيد الحكم شاهد الامام ان الاسلام في خطر شديد ودعائم الاسلام بدأت تنهار في داخل المجتمعات الاسلامية ،واوشكت بلاد الاسلام ان تتنصر او تتهود، نهض ابو عبدالله عليه السلام بثلة قليلة ولكن كان يعلم بهذا الوعد الالهي ان في سفك دمه وهذه الثلة المومنة التي معه ستعيد الحياة للمجتمع الاسلامي وتعيد للاسلام الحياة بعد ان ارادت بني اميه محوه وتبديله. اذاً كل امام له تكليف محدد وهو على علم به واطلاع وهو عارف بمجتمعه وماهو المهم والاهم. كذلك مراجع الشيعة في كل عصر ورثوا تراث اهل البيت من الاىمة المعصومين ودرسوا مراقفهم وسيرتهم وكلامهم فتخذوه دستوراً لهم في التعاطي مع المجتمع الاسلامي والحكومات وكيف تسير امور الشيعة والحفاظ كيان هذا المذهب من التفتت او الاقتتال او الضياع بين التيارات الاخرى ،فنجد العلماء المراجع يسيرون بخطوات ثابته رصينه ومدروسة. مستندة الى تراث اهل بيت العصمة في تحديد التكاليف الشرعية للمجتمع الشيعي في جميع الضروف وهذا كله من بركات الائمة الاطهار في وضع المسار الصحيح للشيعة. فعلى المؤمن ان يقراء ويتمعن في حياة اهل البيت المعصومين ويطلع على سيرتهم وكيف كان همهم الدين لا الدنيا. والمؤمنون في هذا الزمان عليهم اتباع الفقهاء المتفق على مرجعيتهم للشيعة،فهؤلاء العلماء هم امناء الله على حلاله وحرامه فاتباعهم يكون حجة يوم القيامة للعبد في الحساب والموقف في ماقام به.