ادركني يامهدي ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

١-ارجو من حضرتكم توضيح معنى التقية عند الشيعة ولماذا المخالفين يعيبون الشيعة بسببها؟ 2- ولماذا الخطباء لايذكرون كل مايتعلق بتأريخ اهل البيت ويقولون أنه تقيه؟


ج١/التقية، مصطلح ديني والمراد منه أن لا يُظهر الإنسان عقيدته أو نيته الحقيقية كما يضمرها في قلبه وذلك لدليل مقنع، وهذا المعنى منصوص عليه في المصادر الإسلامية؛ وما يؤيد على العمل بالتقية الدليل العقلي إلى جانب النقلي والقرآني منها: ﴿لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِى شَىءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾. والتقية تعني حفظ النفس من الأذى، وهي تختلف عن النفاق؛ لأنَّ التقية إظهار الكفر وإخفاء الإيمان، بينما النفاق إظهار الإيمان وإخفاء الكفر. تقوم غالبية الأدلة القرآنية والروائية والعقلية والمجمع عليها، على جواز التقية. القرآنية إنّ المعنى الذي ذكرناه للتقية يمكن استنباطه من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾.[7] يذكر المفسرون إن سبب نزول هذه الآية هو أنّ قريش كانت تؤذي المسلمين، وهذه الآية تجيز لهم الكفر باللسان دون القلب تحت التعذيب.[8]وقد استنبط المفسرون وفقهاء الشيعة،[9] وأهل السنة، من هذه الآية العمل بالتقية.[10] ومن الآيات الدالة على التقية قوله تعالى:﴿مَن كَفَرَ بِاللَّـهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّـهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[11] يذكر المفسرون إن هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر حين قتل مشركو قريش والديه أمامه، وكان تحت التعذيب، فكفر بالنبي(ص)، وأخبر عمار النبي(ص) بعد ذلك إنه فعل ذلك بلسانه فقط، ولم يتسلل الكفر الى قلبه. فقبل النبي (ص) هذا العذر منه، وأخبر الآخرين أن يفعلوا مثل عمار إذا تعرضوا للأذى إعتماداً على هذه الآية.[12] وكذلك قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾.[13] وكذلك الآيات 173 و185 و195 من سورة البقرة، والآية 145 من سورة الأنعام، والآية 115 من سورة النحل، والآية 78 من سورة الحج. ويمكن الاستناد بالآيات الدالة على الإضطرار والحرج لفهم جواز التقية أو وجوبه في الظروف الاستثنائية؛ كآيات: 173 - 183 - 195 من سورة البقرة و145 الأنعام و115 النحل و78 الحج. كما أن بعض الروايات تستند بالآيات الدالة على معنى التقية ووجوب العمل به أو جوازه أو عدمهما. الروائية هناك الكثير من الأحاديث التي تدلّ على جواز التقية، كما تدل أيضاً على أن التقية من أفضل أعمال المؤمنين؛ إذ فيها إصلاح الدين، ولا يكتمل الدين إلا بها.[]وقد صرحت الروايات الكثيرة على جوازها والتي نقل قسماً منها صاحب الوسائل،[]وأن سيرة النبي (ص) تدل على جواز التقية؛ إذ تنقل الروايات بأن بعض أصحاب النبي (ص) من الذين هاجروا إلى المدينة المنورة طلبوا منه الرجوع إلى مكة المكرمة من أجل لملمة أموالهم، وطلبوا منه الرخصة في أن يظهروا ميلاً عنه في اللسان دون القلب، ليتجنبواً عناد المشركين، فأذن لهم النبي(ص). وهناك العديد من الصحابة يقولون بالتقية: كابن عباس،وجابر بن عبدالله الأنصاري،[18]وإبن مسعود،وأبو الدرداء[20]كما أن سيرة الأنبياء والصالحين تدل على جواز التقية كتعامل النبي إبراهيم (ع) مع الكفار، كما أن آسية بنت مزاحم إمرأة فرعون كانت تخفي إيمانها بالله وبرسالة موسى(ع)، وكذلك تقية أصحاب الكهف. العقلية إنّ من أهم الأدلة العقلية في هذا المجال هي: أن العقل يحكم بضرورة دفع الضرر والأذى عن النفس.[22] وبالاعتماد على هذا الدليل فإن التقية لا تختص بالشيعة؛ لأن الدليل العقلي هو حاكم على الجميع ولا يميز بين شيعي وغيره. كما يستدل الشيعة على جواز التقية بـالاجماع،وكذلك يؤخذ بـالاجماع في بعض مصادر أهل السنة. ج٢/الخطباء يقدمون كل ما بستطاعتهم وفقهم الله وجزاهم الله خير عن الاسلام ،ولكن على المؤمن هو كذلك يبحث بنفسه ويقراء المصادر المعتمدة في ذلك. كالطالب والمعلم فان الامر لايقع كله على المعلم بل جله يقع على الطالب في القراءة والبحث.