logo-img
السیاسات و الشروط
( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ابي ضالمني جدا ويمنعني من الخروج والهاتف

السلام عليكم انه ولد عمري17 سنه انه مشكلتي ابوي ميقبل اطلع من البيت شلع ولا ينطيني هاتف نقال ولا انترنت ودائما ينهيني ما اطلع من البيت و يوم امس. حسيت نفسي ختنكت كلش روحي طلعت شسويت انه خالفت كلام ابوي وطلعت من البيت لفتره لا تقل عن ساعه وعندما رجعت الى البيت ابوي ضربني ضرب شديد جدا جدا و تئلمت وبقيه اثر الضرب بجسدي واخذت ابكي وتؤلمت جدا لاكن قلت الحمد لله عل كل حال هل يجوزبي ان اخالفه واطلع لان ضالمني جدا جدا دينار واحد ما ينطيني وانا جدا مقهور كتبت هاذي رساله من جهاز ابن جاري اريد حل منكم


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة ولدي العزيز ربما ابوك لمعرفته بمشاكل المجتمع في هذا الزمان يحاول ان يحفظك ويصونك من ان ينالك سوء ومكروه او انه يراك لازلت صغيرًا فيخاف عليك من التعرض لمشكلة ما او يتصور ان تجاربك في الحياة غير كافية فيخشى عليك من ان ارتكاب خطأ هنا او هناك ، وهذا حال كثير من الاباء عندما يشعرون بالمخاطر التي يمكن ان يتعرض لها ابنائهم اليوم فيحاولوا التضييق عليهم ضناً منهم بان ذلك هو الصواب في التعامل مع هذا الامر ، نعم ليس من الصحيح ان يتعامل الاب مع ولده بهذا الاسلوب القاسي بل عليه ان يجعله واعياً مدركاً لما حوله من مشاكل المجتمع ويحوطه ويرعاه بعنايته ، انت من جانبك تفهم حرص ابيك عليك ، وعليك ان تجعله اكثر ثقة بك من خلال اهتمامك برعاية نفسك وصيانتها مما هو سيء وان تكون اكثر وعياً وادراكاً لما حولك وان لا تصحب الا الاخيار والجيدين والحريصين على سلامة مستقبلهم ، استشره في كل شيء واستأذنه اذا اردت ان تخرج واطلب منه ان تخرج معه في زيارة الاقرباء مثلاً وكن قريباً منه ولا تخالفه واهتم بدراستك وتفوق فيها وتعامل مع الاخرين بطريقة تعكس انك رجلٌ يمكن الوثوق به والاعتماد عليه . ولدي العزيز : لا احد يريد ان يرى شخصاً افضل منه سوى الاب فانه يطمع ان يرى ابنه افضل من كل احد واحسن من كل شخص لانه امتداده الطبيعي وبه بقاء اسمه وبه يفتخر ويتباهى ولذلك تجد ان امير المؤمنين عليه السلام يخاطب ولده الامام الحسن عليه السلام بهذا المعنى فيقول ( وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا [لو] أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ) واعلم انه لا يوجد في هذا العالم ذو حقٍ عليك بعد الله ورسوله وائمة الهدى صلوات الله عليهم اعظم من والديك فاسعى ما تمكنت وابذل كل جهدك لارضائهما وقد قال تعالى ( وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ) من سورة الاسراء الاية ٢٣ ،٢٤ وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان) و قال الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام ( ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين ) و قال الامام أبي عبد الله عليه السلام ( من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ) وعنه صلى الله عليه وآله ( رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد ) واذا اردت الحديث معه فعليك بمراعاة الهدوء والأدب في مناقشته والحديث معه فلا تحد النظر إليه ولا ترفع الصوت عليه ولا تستخدم الكلمات الخشنة معه فعن الامام الصادق عليه السلام في معنى قوله تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) قال عليه السلام ( لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما ) وروي عن الامام الرضا عليه السلام ( من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة ) واخيراً حاول ان تتأمل في فقرات هذا الدعاء المروي عن الامام زين العابدين وهو من ادعية الصحيفة السجادية ( . اللهم وما تعديا ( يعني بذلك الوالدين ) علي فيه من قول، أو أسرفا علي فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. ) وجاء في رسالة الحقوق عن الامام زين العابدين عليه السلام ( وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلاّ باللّه. ) وفي مقطع اخر من دعائه لوالديه المروي في الصحيفة السجادية يقول عليه السلام ( أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ الاُمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا وَاُقَدِّمَ عَلَى رِضَاىَ رِضَاهُمَا وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإنْ قَلَّ وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإنْ كَثُرَ. أللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيْكَتِي، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً أللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي وَأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي. ) جعلنا الله واياكم من المحسنين البارين بالاباء والامهات دمتم في رعاية الله وحفظه

7