مريم بنت عمران
اين يوجد قبر مريم بنت عمران والده النبي عيسى عليه السلام؟؟؟ دمتم في رعاية الله وحفظه 💙 ... ارجو الرد
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم بعض الروايات تقول انها توفيت في فلسطين وبعضهم يقول ان قبرها بالقرب من دمشق ورأي آخر يقول ان قبرها في جزيرة أفسس التي يُقال انها عاشت فيها لفترة وجيزة قبل وفاتها . في إحدى الروايات الإسلامية عن السنوات الأخيرة لحياة مريم العذراء، أنّها عاشت مع ولدها النبي عيسى عليهما السلام في الجبل بعيدَين عن أعين الناس، يَتَعبدان ويَقومانِ في الليل ويَصومان في النهار، يعتمِدان في غذائهما على نباتات الأرض ومياه المطر، وفي أحد الأيام نَزَل عيسى من الجبل لجمعِ بعض النباتات ليأكلَ مع والدته، في هذه الأثناء نَزَل مَلاك على السيدة مريم وهي تُصلّي في مِحرابها، فخافت ووقعت مغشيّاً عليها، وبعد أنْ أفاقت قالت للمَلاك: من أنت يرحمك الله؟ قال لها: أنا مَلَك الموت. فقالت له: جِئت زائراً أم قابضاً؟ قال: بل قابضاً. فقالت: يا ملَك الموت لا تَتَعجّل حتى يعود قُرَّةُ عيني، وريحانة قلبي، وفلذة كبدي عيسى. فقال لها: ما أَمرني الله تعالى بذلك، وأنا عبد مأمور من الله. فقالت: يا ملَك الموت قد سلَّمتُ أمري لله تعالى ورضيتُ بقضائه. فَنَزل سيدنا عيسى إلى إحدى قرى بني إسرائيل ينادي: يا بني إسرائيل أنا روح الله عيسى ابن مريم، إنّ أمي قد ماتت فأعينوني على غسلها ودفنها، فردّ عليه أهل القرية بأن هذا الجبل مليء بالأفاعي ولم يسلكه أحد منذ سنين، فعاد سيّدنا عيسى وفي طريق عودته لَقي رجلين فقال لهما: إنَّ أمي ماتت غريبة بهذا الجبل، فأعينوني على دفنها، فرد الرجلان بأنَّ جبريل قد أرسلهما لذلك، فحفرا القبر، ونزلت الحُور العِين فغسَّلْنَها، ودفنها عليها رضوان الله ورحمته. نرى في هذه الرواية أنّ مريم العذراء قد ماتت قبل ولدها، وهذا ينفي حقيقة مسيحية يقوم عليها الإيمان المسيحي، وهي الصلب والقيامة، والإنجيل ومؤرخون كثيرون جداً يذكرون أن المسيح صلب في الثالثة والثلاثين من عمره، ومريم ماتت في الثالثة والخمسين على الأرجح أي بعده وليس قبله. كما أن الرواية الآنفة تسمّي المسيح بالنبي، أسوة بغيره من الأنبياء، وهو عند المسيحيين الإله المتجسد، وهو الوحيد الذي أقام الموتي وتكلم في المهد صبياً. ولو كان نبياً حقاً لكان وُلد من امرأة عادية كما ولد جميع الأنبياء، ولم يولد من امرأة عذراء في حكمة إلهية عجيبة تدل على تفرده واختلافه عن الأنبياء. ولم تحدد الرواية الإسلامية مكان الجبل الذي دفنت فيه مريم، ولكنها تتوافق مع ما ذكره المحدث النوري في كتاب “مستدرك الوسائل” “أن عيسى ناداها بعدما دفنت فقال: يا أماه ، هل تريدين أن ترجعي إلى الدنيا؟ قالت: نعم، لأصلي لله في ليلة شديدة البرد، وأصوم يوما شديد الحر ، يا بنّي ، فإن الطريق مخوف” (ج 7، ص 505)، أي إن المسيح كان حياً عندما انتقلت مريم، بحسب الرواية. وذكر المؤرخ ابن الجوزي في كتابه “المنتظم في تاريخ الملوك والأمم” ج 2، ص41 عن “وفاة مريم عليها السلام، فإنّها بقيت بعد رفعه (المسيح) ست سنين ، وكان جميع عمرها نيفاً وخمسين سنة”. وذكر النويري صاحب كتاب نهاية الإرب في فنون الأدب (ج 14، ص 248): “قال الكسائىّ قال كعب: ماتت مريم ابنة عمران أمّ عيسى عليهما السلام قبل رفعه، فدفنها في مشاريق بيت المقدس”. وذكر ابن بطوطة في كتابه "رحلة ابن بطوطة" أثناء الحديث عن المشاهد والمعالم في فلسطين أنّ قبر السيدة مريم موجود في القدس في بطن الوادي، وقد بُني عليه فيما بعد كنيسة يُعظّمها النصارى. دمتم في رعاية الله