سيدحيدرالحسيني ( 27 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

ما هو معنى كراهه الامام للخلافه

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة يستشكل علينا المخالف بأن انتم تدافعون عن الولاية للائمة ولا تعلمون بأن امامكم علي كان كارها لها ويحتج علينا برواية الطوسي التي نقلها في اماليه وهذا نص ما احتج به المخالف .....واجتمعوا على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فبايعوه، فقام وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي وآله، ثم قال: أما بعد، فإني قد كنت كارها لهذه الولاية، يعلم الله في سماواته وفوق عرشه على أمة محمد (صلى الله عليه وآله) حتى اجتمعتم على ذلك، فدخلت فيه، وذلك أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أيما وال ولي أمر أمتي من بعدي أقيم يوم القيامة على حد الصراط، ونشرت الملائكة صحيفته، فإن نجا فبعدله، وإن جار انتقض به الصراط انتقاضة تزيل ما بين مفاصله حتى يكون بين كل عضو وعضو من أعضائه مسيرة مائة عام، يخرق به الصراط، فأول ما يلقى به النار أنفه وحر وجهه، ولكني لما اجتمعتم علي نظرت فلم يسعني ردكم حيث اجتمعتم، أقول ما سمعتم، واستغفر الله لي ولكم. الامالي للشيخ الطوسي ص728 السؤال ماوجه النص المذكور وما مدى صحة الرواية وهل قال بها الائمة بعد امير المؤمنين صلوات الله عليهم وفقكم الله لكل خير


إنه «عليه السلام» كان يرى أن هذه البيعة التي جاءته بعد مقتل عثمان سوف تواجه بالرفض من بني أمية وأعوانهم، الذين رأوا أنهم خسروا مجداً، وفاتتهم منافع هائلة كان يمكنهم الحصول عليها، لو بقيت السلطة في أيديهم.. وسيكون عدوهم الأكبر هو من تصل الأمور إليه، لا من قتل شيخهم عثمان، فإن قتله لم يكن يهمهم بقدر ما كان يهمهم استعادة ما فقدوه.. والتوثب على سلطان أهل بيت النبوة «عليهم السلام»، للتوصل إلى ثروات البلاد، والتسلط على العباد. ولذلك لم ينجده معاوية ولا أي من عماله، بل تركوه يقتل، رغم أن ذلك كان بمقدورهم. وواضح: أن هؤلاء الناس سيجدون من قتل عثمان ذريعة لجمع الناس من حولهم، وسيجدون في الناس من يستجيب للإثارات العاطفية، وتضخيم موضوع قتل عثمان إلى أقصى حد ممكن. وسيصورون لهم ان المتهم الأول عندهم هو علي «عليه السلام». ثانياً: إنه «عليه السلام» سيواجه مهمة محفوفة بالمعوقات والمثبطات عن القيام بأي إصلاح يذكر في الأمة، بل يلوح في الأفق ما يشير إلى أنه سوف يتعرض لتحديات كبرى، تنتهي بحروب كبيرة، وفتن خطيرة. وهو الذي يقول: «اللهم إنك تعلم: أني لم أرد الإمرة، ولا علو الملك والرياسة، وإنما أردت القيام بحدودك، والأداء لشرعك، ووضع الأمور في مواضعها، وتوفير الحقوق على أهلها، والمضي على منهاج نبيك، وإرشاد الضال إلى أنوار هدايتك» ([شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج20 ص299 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص728 والدرجات الرفيعة ص38.]). وبعد.. فإن حمل الناس على مر الحق سيكون صعباً، ولن تكون المهمة سهلة، وسيدفع ذلك الكثيرين من طلاب الدنيا إلى إثارة المشكلات في كل اتجاه، وسيضع وفاء الذين يرون أنفسهم متضررين من العمل بالحق على المحك، كما أن ذلك سيكون ثقيلاً على النفوس الأمارة بالسوء. وبتعبير أوضح: إن إعادة الأمور إلى نصابها، ونقض سياسات الخلفاء قبله، والعودة بالأمور إلى عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإحياء سننه، وإفشاء حديثه، ودعوة الناس إلى التأسي به «صلى الله عليه وآله»، وإدانة التمييز العنصري والقبلي وغير ذلك؛ سوف تنتج عنه هزات كبيرة وخطيرة في الواقع السياسي والإجتماعي الذي أقيم على أسس خاطئة ومرفوضة في الشرع والدين. إن الناس الذين أسخطتهم سياسات عثمان حتى قتلوه أو رضوا بقتله لن ترضيهم سياسة العدل الإلهية، ولن يكون من السهل إخضاعهم لأحكام الشريعة حين تخالف رغباتهم أو تتصادم مع أهوائهم. خصوصاً وأن سخط الكثيرين من عثمان لم يكن لأجل حرص على رعاية أحكام الله. بل كان اتباعاً للهوى، وحرصاً على الدنيا، وما فاتهم من حطامها بعد أن خص به بني أبيه. ثالثاً: إنه يريد للناس أن يروا هذا الإندفاع إليه، وهذا الإصرار عليه، وأن يشاهدوا بأم أعينهم الحرص من أعدائه قبل أصدقائه على البيعة له، لكي يروا بعد ذلك نكث الناكثين، وبغي الباغين عليه، لتكون الحجة له عليهم أبلغ، ولتكون الأمور في غاية الوضوح للناس كلهم، للذكي والغبي، والعالم والجاهل، والكبير والصغير.. رابعاً: إن ذلك يثبت للناس عدم صحة الدعايات التي سوف يطلقها أعداؤه ومناوؤوه، ومحاربوه من الزبيريين، والأمويين، وبعض نساء النبي «صلى الله عليه وآله» وسواهم، من أنه «عليه السلام» هو الذي حرك الناس لقتل عثمان، لتكون له الخلافة من بعده. خامساً: يريد للناس أن يعرفوا أن نظرته للخلافة ليست نظرة من يريد الحصول على المكاسب، بل هي نظرة من يرى أن الخلافة لا تساوي عنده جناح بعوضة، أو أهون من عفطة عنز.. إلا أن يقيم حقاً، أو يبطل باطلاً. سادساً: إنه يريد أن يأخذ منهم تعهدات بالعمل بشرع الله فيهم، حتى لا يتخذوا ذلك ذريعة لخداع الناس، وجرهم لحربه، وللخلاف عليه، بحجة أنه خالف فلاناً من الناس، أو وافقه.. سابعاً: إنه «عليه السلام» كان يعلم: أن أكثر الذين يبايعونه لا يبايعونه لأنهم يرونه إماماً مفترض الطاعة من الله، منصوباً من قبل الله ورسوله، وأن الأمر قد عاد إلى أهله ويجب على الناس عدم تحويله عن مقره. إنه «عليه السلام» يريد أن يعرفهم: أن أي إخلال ببيعته إنما يلحق الضرر بهم، وبإيمانهم وعقيدتهم، قبل أن يلحق الضرر بإمامهم. ولأجل ذلك كان «عليه السلام» يريد تغليظ الأمر عليهم، لا سيما مع وجود الشائنين والحاقدين، والمتربصين بينهم. حتى إذا حصل النكث في المستقبل، عرفوا من أين يأتي البلاء، ومن المخادع الطامع، ومن الزاهد المجاهد المضحي، والباذل نفسه في سبيل حفظ الدين وأهله.. ثامناً: قال المجلسي «رحمه الله»: «كنت كارهاً أي طبعاً، وإن أحبها شرعاً. أو كنت كارها قبل دعوتكم لعدم تحقق الشرائط. والمراد بالوالي: الوالي بغير الإستحقاق، والعامل بغير أمر الله فيها. فعلى الوجه الأول: التعليل للكراهة طبعاً، لعسر العمل بأمر الله فيها. وعلى [الوجه] الثاني: التعليل لعدم التعرض قبل تحقق الشرائط، لأنها تكون حينئذ ولاية جور أيضاً» ([بحار الأنوار ج32 ص23.]). تاسعاً: إن الخلافة بحد ذاتها ليست هدفاً يسعى له علي «عليه السلام»، وإنما هي وسيلة لإقامة الحق وإبطال الباطل. ولم يكن علي «عليه السلام» يجامل الناس حين حاول إبعادهم عن نفسه، بل هو إنما يفعل ذلك لقناعته بأن المصلحة تكمن في ذلك، لأن الأمور قد تغيرت، والمفاهيم قد تبدلت في أذهان الناس. ونشأت عوضاً عنها مفاهيم عوجاء وتفسيرات خاطئة للدين، وأحكامه، وشرائعه، ومفاهيمه، كرسها الحكام في سياساتهم وممارساتهم، أصبحت هي المانع الأكبر من إحقاق الحق، وإقامة العدل، ونشر الدين. عاشراً: إن نصب الخليفة إنما يكون من قبل الله تعالى ورسوله، وليس للناس أي دور فيه، ولكن الخلفاء بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد نقضوا هذا القرار الإلهي، وجعلوا نصب الخليفة بأيدي الناس، فهم ينصبون ويعزلون، وأصبح ذلك تابعاً للأهواء والميول، ويتأثر بالمصالح الفردية والفئوية، وما إلى ذلك.. حادي عشر: إن خضوع الطامعين والطامحين لحكومة علي «عليه السلام» وقبولهم بها بعد قتل عثمان إنما جاء انحناءاً أمام التيار، حيث وجدوا أنه ليس باستطاعتهم مقاومة هذا المد العارم المُطالب بتولي أمير المؤمنين «عليه السلام» لمقام الخلافة. إن هؤلاء الطامحين إنما قتلوا عثمان طمعاً بهذا الأمر بالذات، فإذا وجدوا أن علياً «عليه السلام» سوف يكرس سياسة تضرّ بطموحاتهم، وستخضعهم لسنة العدل، ولأحكام الشريعة، فإن ذلك سيثيرهم، وسيتداعون لمقاومته وإسقاط حكمه، والتخلص منه. وهذا سيجر البلاء العظيم على الناس. فلذلك كره «عليه السلام» ولايته عليهم. ثاني عشر: إنهم إذا كانوا يرون: أن صلاحهم هو في التزام خط الخلفاء الذين سبقوا علياً «عليه السلام»، فلا شك في أن إمارته «عليه السلام» وولايته سوف تتصادم مع واقعهم هذا وستنقلهم إلى واقع آخر لا ينسجم مع قناعاتهم ومفاهيمهم هذه.. وهذا ما سوف يرفضونه ويقاومونه، ويعرضون أنفسهم للمهالك بسببه. وسيكون ما يصيبهم كارثة حقيقية عليهم في الدنيا والآخرة، لأن مقاومتهم للتغيير إنما هي تحدٍّ لإرادة الله، ورفض لما كان على عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله». وفي هذا الهلاك والبوار في الدنيا وفي الآخرة. أما تركهم في واقعهم هذا، وبقاؤه «عليه السلام» في موقع المشير والوزير، الذي يقبل قوله تارةً ويرفض أخرى، فإنه يحمل معه احتمالات إصلاح الوضع بالتوبة والإنابة إلى الحق في يوم من الأيام. ثالث عشر: إنه «عليه السلام» بكلامه هذا، وبسائر ما أورده في خطبته حين البيعة يريد أن يستعيد الناس استذكار المعايير الصحيحة للتعامل، ليختاروا مستقبلهم، ونهجهم، وطريقهم بأناة ووعي، وليكونوا على بصيرة من أمرهم، لكي لا يقول أحد: لو علمت بأن الأمور تصير إلى ما صارت إليه لم أدخل فيما دخلت فيه. رابع عشر: إنه «عليه السلام» أراد أن لا يمتن عليه احد بأنه قد سعى لإيصاله إلى الخلافة، فله أن يطالبه بحصة له فيها.. فإن تعالي الصيحات لبيعته إنما تعني حاجة الناس إليه، ولا تعني أن يكون لهم فضل عليه. ولا يجيز لهم ذلك فرض آرائهم، ولا تبرر لهم حمله على العمل بما يتوافق مع أهوائهم.. خامس عشر: إنه «عليه السلام» يرى: أن الثورة على عثمان لم تكن لدى الأكثرية الثائرة لأجل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه على عهد الرسول «صلى الله عليه وآله»، وإلزام الحاكم بالعمل بأحكام الشرع والدين، بل هي ثورة زادت الطين بلة، والخرق اتساعاً.. وتكونت بسببها ذهنيات عوجاء، ومفاهيم عرجاء، وسياسات هوجاء كانت لها آثار سلبية كثيرة على النفسيات، وعلى العلاقات، وعلى كل الواقع الذي كان يعيشه الناس. يكرهها فلماذا يقبلها؟!: وقد بين الإمام «عليه السلام» أسباب قبوله للولاية كما يلي: 1 ـ كتب «عليه السلام» لأهل الكوفة: « والله يعلم أني لم أجد بداً من الدخول في هذا الأمر، ولو علمت أن أحداً أولى به مني لما تقدمت إليه» ([الجمل للشيخ المفيد ص259 و (ط مكتبة الداوري ـ قم) ص140 مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص183 ونهج السعادة ج4 ص60]). 2 ـ وقال «عليه السلام»: «والله ما تقدمت عليها (أي على الخلافة) إلا خوفاً من أن ينزو على الأمر تيس من بني أمية، فيلعب بكتاب الله عز وجل» ([أنساب الأشراف للبلاذري ج2 ص353 و (ط مؤسسة الأعلمي سنة 1394هـ 1974م) ص103 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج1 ص400.]). 3 ـ وعنه «عليه السلام»: «عدا الناس على هذا الرجل وأنا معتزل، فقتلوه، ثم ولوني وأنا كاره، ولولا خشية على الدين لم أجبهم»([ ([راجع: فتح الباري ج13 ص48 وتاريخ الأمم والملوك ج4 ص491 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج3 ص505.]). 4 ـ وقال «عليه السلام» في خطبته المعروفة بالشقشقية: «أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز» ([نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص37 وعلل الشرائع ج1 ص51 والإرشاد ج1 ص289 والإفصاح للشيخ المفيد ص46 والأمالي للشيخ الطوسي ص374 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص288 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص49 والطرائف لابن طاووس ص419 وكتاب الأربعين للشيرازي ص168 وحلية الأبرار ج2 ص290 وبحار الأنوار ج29 ص499 وتذكرة الخواص (ط النجف) ص125 ونثر الدر ج1 ص275 ومعاني الأخبار ص362.]). 5 ـ وعنه «عليه السلام»: «اللهم إنك تعلم أني لم أرد الإمرة، ولا علو الملك والرياسة، وإنما أردت القيام بحدودك، والأداء لشرعك، ووضع الأمور في مواضعها، وتوفير الحقوق على أهلها، والمضي على منهاج نبيك، وإرشاد الضال إلى أنوار هدايتك» ([شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج20 ص299 والدرجات الرفيعة ص38 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» للهمداني ص728]). 6 ـ وقال «عليه السلام» ـ فيما روي عنه ـ: «اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك» ([نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص13 وكتاب الأربعين للشيرازي ص194 والمعيار والموازنة ص277 وتحف العقول ص239 وبحار الأنوار ج34 ص110 وج74 ص295 والسقيفة للمظفر ص158 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص263 وحياة الإمام الحسين «عليه السلام» للقرشي ج1 ص310.). اما ما تم ذكره من روايه في السوال فانها لا تخلو من مناقشه في سندها …

1