Han Chan ( 30 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

السـلام عليكم من هم المقصودين بهذه الاية الكريمة من سورة الكهف {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} هنالك الكثير من التفاسير لهذه الاية ولم اعرف اي شرح هو الاصح لمتبعين السيد السيستاني.


سلام عليكم ورحمة الله قوله تعالى: ﴿الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا﴾ إنباء بالأخسرين أعمالا وهم الذين عرض في الآية السابقة على المشركين أن ينبئهم بهم ويعرفهم إياهم فعرفهم بأنهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وضلال السعي خسران ثم عقبه بقوله: ﴿وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا﴾ وبذلك تم كونهم أخسرين. بيان ذلك: أن الخسران والخسار في المكاسب والمساعي المأخوذة لغاية الاسترباح إنما يتحقق إذا لم يصب الكسب والسعي غرضه وانتهى إلى نقص في رأس المال أو ضيعة السعي وهو المعبر عنه في الآية بضلال السعي كأنه ضل الطريق فانتهى به السير إلى خلاف غرضه. والإنسان ربما يخسر في كسبه وسعيه لعدم تدرب في العمل أو جهل بالطريق أو لعوامل أخر اتفاقية وهي خسران يرجى زواله فإن من المرجو أن يتنبه به صاحبه ثم يستأنف العمل فيتدارك ما ضاع منه ويقضي ما فات، وربما يخسر وهو يذعن بأنه يربح، ويتضرر وهو يعتقد أن ينتفع لا يرى غير ذلك وهو أشد الخسران لا رجاء لزواله. ثم الإنسان في حياته الدنيا لا شأن له إلا السعي لسعادته ولا هم له فيما وراء ذلك فإن ركب طريق الحق وأصاب الغرض وهو حق السعادة فهو، وإن أخطأ الطريق وهو لا يعلم بخطإه فهو خاسر سعيا لكنه مرجو النجاة، وإن أخطأ الطريق وأصاب غير الحق وسكن إليه فصار كلما لاح له لائح من الحق ضربت عليه نفسه بحجاب الإعراض وزينت له ما هو فيه من الاستكبار وعصبية الجاهلية فهو أخسر عملا وأخيب سعيا لأنه خسران لا يرجى زواله ولا مطمع في أن يتبدل يوما سعادة، وهو قوله تعالى في تفسير الأخسرين أعمالا: ﴿الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا﴾. وحسبانهم عملهم حسنا مع ظهور الحق وتبين بطلان أعمالهم لهم إنما هو من جهة انجذاب نفوسهم إلى زينات الدنيا وزخارفها وانغمارهم في الشهوات فيحبسهم ذلك عن الميل إلى اتباع الحق والإصغاء إلى داعي الحق ومنادي الفطرة قال تعالى: ﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم﴾ النمل: 14 وقال: ﴿وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم﴾ البقرة: 206 فاتباعهم هوى أنفسهم ومضيهم على ما هم عليه من الإعراض عن الحق عنادا واستكبارا والانغمار في شهوات النفس ليس إلا رضى منهم بما هم عليه واستحسانا منهم لصنعهم. في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال: سمعت علي بن أبي طالب وسأله ابن الكوا فقال: من ﴿هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا﴾ قال: فجرة قريش. وفي تفسير العياشي، عن إمام بن ربعي قال: قال ابن الكوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن قول الله: ﴿قل هل ننبئكم -إلى قوله- صنعا﴾ قال: أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم، وابتدعوا في دينهم فحبطت أعمالهم وما أهل النهر منهم ببعيد. أقول: وروي أنهم النصارى، القمي عن أبي جعفر (عليه السلام) والطبرسي في الاحتجاج، عن علي (عليه السلام): أنهم أهل الكتاب وفي الدر المنثور، عن ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي خميصة عبد الله بن قيس عن علي (عليه السلام): أنهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري. والروايات جميعا من قبيل الجري، والآيتان واقعتان في سياق متصل وجه الكلام فيه مع المشركين، والآية الثالثة ﴿أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه﴾ الآية وهي تفسير الثانية أوضح انطباقا على الوثنيين منها على غيرهم كما مر فما عن القمي في تفسيره في ذيل الآية أنها نزلت في اليهود وجرت في الخوارج ... المزید.

2