اؤذي اختي الكبرى واجعلها تبكي

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً ) الاحزاب ٥٨ وقال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) المائدة ٨٧ وقال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى‏ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى‏ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) الحجرات ١١ وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( من آذى مؤمنا فقد آذاني ) وعنه صلى الله عليه وآله ( من أحزن مؤمنا ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته ولم يؤجر عليه ) وعنه صلى الله عليه وآله ( كف أذاك عن الناس فإنه صدقة تصدق بها على نفسك ) وعن الإمام زين العابدين عليه السلام ( كف الأذى من كمال العقل، وفيه راحة للبدن عاجلا وآجلا ) وعنه صلى الله عليه وآله ( من استذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة) وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال ( لا تحقروا مؤمنا فقيرا فإن من حقر مؤمنا أو استخف به حقره الله ولم يزل ماقتا له حتى يرجع عن محقرته أو يتوب ) وعن أبي عبد الله عليه السلام قال ( من حقر مؤمنا مسكينا أو غير مسكين لم يزل الله عز وجل حاقرا له ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه. ) وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال ( قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن ) فعليكِ بالتوبة الى الله تعالى من هذا الذنب الكبير والاستغفار وطلب العفو منه تعالى ومن اختكِ ايضاً واعجب كيف تفعلين ذلك مع اختك الكبرى التي يفترض ان تعبري لها عن الاحترام والمودة والتقدير ، وحتى لو كانت قد اساءت لك فلا ينبغي ان تعامليها بالمثل فالمؤمن ينبغي عليه ان يعامل الاخرين بحسب ما تعلمه من اخلاق واداب القران ونبي الاسلام صلى الله عليه واله وائمة الهدى صلوات الله عليهم حيث يقول الله تعالى ( وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَ الْمَساكِينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى‏ وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً ) النساء ٣٦ ولكمال مرتبة اخلاق النبي الاكرم صلى الله عليه واله في سلوكه وتعامله ، في منطقه وفي فعله وفي حركاته وسكناته بل في كل وجوده فقد اثنى عليه ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال ( وَ إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم ٤ ونحن مأمورون ان ناخذ بخلقه ونتأسى به صلى الله عليه واله حيث يمثل صلى الله عليه واله لنا القدوة والاسوة الحسنة قالى تعالى ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) الاحزاب ٢١ فالمؤمن عليه ان يتخلق بخلق نبيه صلى الله عليه واله فلا يعتدي ولا يظلم ولا يؤذي احداً ولا يسخر منه عليه ان يلتفت فقط الى عيوب نفسه وماذا قدم ليوم معاده واخرته قال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ) الحشر ١٨ مرة اخرى اقول لك ان تجعلي من اليوم علاقتك مع اختكِ بل مع الجميع مبنية على الاحترام والمودة والعفو والتسامح ، هدانا الله واياكم لخير الاعمال وازكاها وجنبنا شرور انسفنا انه سميع عليم . دمتم في رعاية الله وحفظه