السلام عليكم
ورد حديث في كتاب صحيفة الأبرار ما سنده
عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن ابي خالد الكابلي، قال:
قال الامام علي بن الحسين زين العابدين(صلوات الله عليه) لما سالناه عن هذه الاية
(ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين) إلى آخر الرواية التي يذكر فيها مناقب لأمير المؤمنين نرجو تتبعها منكم و اعطاءَنا عدة نقاط :- 1.صحته سنداً. 2.صحته متناً. 3.مدى قبوليّته في وسطنا الشيعي. 4.دلائل أخرى تشير إلى نفس معنى النص.
وفقكم الله و سدّدك خطاكم
بسم الله الرحمن الرحيم..
١- مصدر الحديث كتاب (عيون المعجزات) للشيخ حسين بن عبد الوهاب (من أعلام القرن الخامس), كان معاصراً للسيدين المرتضى والرضي، وللشيخ الطوسي.
٢- سند الحديث كالتالي: (عن أبي علي ابن همام، عن جعفر، عن محمد بن صدقة، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي خالد الكابلي).
وهو ضعيف من عدة وجوه:
الأول: من جهة الإرسال، لسقوط السند بين الحسين بن عبد الوهاب (مؤلف الكتاب) الذي هو من أعلام القرن الخامس للهجرة وبين أبي علي ابن همام المتوفي في الثلث الأول من القرن الرابع، وتحديدا في سنة ٣٣٦ هـ، والساقط من السند لايقل عن واسطتين، وفي أحسن الأحوال واسطة واحدة، فيكون السند منقطعاً على كل تقدير.
الثانية: من جهة (جعفر) الوارد في السند، لأن جعفراً الذي يروي عنه ابن همام إما هو مجهول، أو هو جعفر بن محمد بن مالك الذي لم تثبت وثاقته في نظر بعض أعلامنا - كالسيد الخوئي (قده) -، ويرى بعض آخر أنه ضعيف كذَّاب يضع الأحاديث، وأنه كان من الغلاة، فراجع تفصيل الكلام معجم رجال الحديث، ج٥، ص٨٨.
الثالثة: من جهة محمد بن صدقة، فإن الوارد في هذا السند أنه يروي عن محمد بن سنان، والحال هو العكس، فإن محمد بن سنان هو الذي يروي عن محمد بن صدقة، فإن كان ابن صدقة في هذا السند شخصاً آخر فهو مجهول، وإن كان المؤلف قد اشتبه فقدَّم ابن صدقة وأخّر ابن سنان فالسند ضعيف أيضاً، لأن محمد بن صدقة الذي يروي عنه محمد بن سنان لم يوثّقه علماء الرجال، بل وصف بالغلوِّ، راجع تفصيل الكلام في معجم رجال الحديث، ج١٧، ص٢٠٠.
الرابعة: من جهة محمد بن سنان، فقد اختلفوا في وثاقته وضعفه، راجع المعجم، ج١٧، ص١٦١.
الخامسة: من جهة المفضّل بن عمر، فقد وقع خلاف في وثاقته، انظر المعجم، ج١٩، ص٣١٨.
والنتيجة: أن الرواية ضعيفة السند من عدة جهات، فلا يمكن التعويل عليها، ولا يجوز أن ينسب إلى أمير المؤمنين (ع) ما نُسب إليه فيها.
٣- إن وقوع الخلق والرزق من قِبَل المعصوم (ع) بإذن الله تعالى أمر ممكن عقلاً، ولكن لا يجوز الإعتقاد به إلا إذا دلّ عليه نصٌّ صحيح وصريح، كما دلَّ القرآن على أن عيسى (ع) كان يخلق من الطين طيراً حقيقياً بإذن الله عز وجل، قال تعالى: (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّه) [آل عمران: ٤٩].
ولو كان الخلق من قِبَل المعصوم ممكناً فالرزق يكون ممكناً أيضاً وبالأولوية، لأن الخلق أعظم وأشد من الرزق.
والمهم في ذلك كلّه أن يثبت بدليل يكون حجّة للعبد إذا سُئل عن اعتقاده بذلك.
٤- إن مقام أمير المؤمنين (ع) عظيم لا يحيط بعظمته إلا الله ورسوله (ص)، فلا يضرّه عدم ثبوت هذه الرواية وأمثالها.
٥- لا بد من الحفاظ على مقام أهل البيت (ع) وعدم تحديث الناس بهكذا روايات ربما توجب نفرة العوام بل حتى بعض الطلبة وهو أمر نهانا عنه أهل البيت (ع).