شيعة أهل البيت [عليهم السلام] لا يحتاجون إلى دليل على جواز الجمع، و إنما المانع من جواز الجمع هو الذي يحتاج إلى الدليل، إذ ليس في القرآن المجيد ما يشهد بعدم جواز الجمع، و كذا ليس في الاخبار المتفق على صحتها بين طوائف المسلمين ما يشهد بعدم الجواز.
بل تواترت أخبار الشيعة عن أئمتهم من أهل البيت [عليهم السلام] بجواز الجمع، و هم الثقل الاصغر الذين أمر النبي [صلى الله عليه وآله وسلّم] أمته بالرجوع إليهم مع القرآن.
كما يوجد جملة من أخبار الجمهور في صحاحهم تشهد بجواز الجمع، و أن رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلّم] جمع من غير مطر و لا سفر.
قيل لابن عباس ما أراد إلى ذلك قال: أراد أن لا يحرج أمته. رواه مسلم.
و روى الخمسة: أن النبي [صلى الله عليه وآله وسلّم] صلى بالمدينة سبعاً و ثمانياً: الظهر و العصر، و المغرب و العشاء. (راجع التاج الجامع للاصول من أحاديث الرسول الجزء الاول ص: 321)
و هناك روايات أخرى تراجع في مصادرها. و ما أدري بعد ذلك كله كيف تكلف الشيعة بإقامة الدليل على جواز الجمع نعم المشهور بين الشيعة أن الافضل هو التفريق كما صرحوا بذلك في كتبهم الفقهية. و ليس عملهم على الجمع إلا من أجل اليسر، فإن الله تعالى يحب أن يعبد في رخصه كما يحب أن يعبد في فرائضه، على ما في الخبر.
و قد كتب الشيعة كثيراً في الدفاع عن وجهة نظرهم بما يكفي المنصف. و الله سبحانه الموفق.