اللعن دعاء بالطرد من رحمة الله، وقد ذكره الله تعالى لعناوين عديدة منها:
1 - الكفر:
{ ولَما جَاءهمْ كِتابٌ مِن عِندِ اللهِ مصدِقٌ لِما معهمْ وكانُواْ مِن قَبْلُ يسْتفْتِحُون علَى الَذِين كَفرُواْ فلَما جَاءهم ما عرَفُواْ كَفرُواْ بِهِ فلَعْنةُ الله علَى الْكَافِرين ( البقرة : 89 ) }.
٢ - الذين يغطون على بينات الله وآياته:
{ إن الَذِين يكْتمون ما أنزلْنا مِن الْبَيِناتِ والْهدَى مِن بَعْدِ ما بَيناه لِلناسِ فِي الْكِتابِ أولَـئِكَ يلعنُهم الله ويلْعنُهم اللَاعِنُون ( البقرة : 159 ) }.
٣ - الكاذبون:
{ فمن حَآجَكَ فِيهِ مِن بَعْدِ ما جَاءكَ مِن الْعِلْمِ فقُلْ تعالَوْاْ ندْعُ أبْناءنا وأبْناءكمْ ونِسَاءنا ونِسَاءكمْ وأنفسنا وأنفسكمْ ثم نبْتهِلْ فنجْعل لَعْنةَ اللهِ علَى الْكَاذِبِين ( آل عمران : 61 ) }.
٤ - النفاق:
{ وعدَ الله الْمنافِقِين والْمنافِقَاتِ والكفارَ نارَ جَهنم خَالِدِين فِيها هِي حَسْبُهمْ ولَعنهم الله ولَهمْ عذَابٌ مقِيمٌ ( التوبة : 68 ) }.
٥ - رمي المؤمنة بالزنا:
{ إن الَذِين يرْمون الْمحْصناتِ الْغَافِلَاتِ الْمؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُنيا والْآخِرَةِ ولَهمْ عذَابٌ عظِيمٌ ( النور : 23 ) }.
٦ - أذيّة الله والرسول صلى الله عليه وآله:
{ إن الَذِين يؤْذُون الله ورَسُولَه لَعنهم الله فِي الدُنيا والْآخِرَةِ وأعدَ لَهمْ عذَابا مهِينا ( الأحزاب : 57 ) }.
فكلّ من يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله بأهل بيته عليهم السلام يدخل تحت طائلة من يستوجب اللعن الإلهي.
ولكن لا بدّ أن يُعلم أنّ اللعن ليس هو البراءة المطلوبة في فروع الدين، وليس هو الجهر به،فاللعن شيء والجهر به أمر آخر، فقد يكون الأمر واقعيّاً، ولكن يُنهى عن الجهر به لمصلحة توجبه، كما في قوله تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الأنعام: 108)
وجواباً عن السؤال نقول: إنَّ المبدأ الذي يحكمُ علاقةَ المسلمينَ معَ بعضِهم البعضَ، هو كونُهم ينتمونَ إلى دينٍ واحد، أمّا الخلافاتُ المذهبيّةُ فهيَ محكومةٌ بالبحثِ العلميّ والنّقاشِ الموضوعيّ.
وعليهِ فإنَّ موقفَ الإسلامِ وطريقةَ العُقلاءِ تقضي بضرورةِ البحثِ العلميّ والتّحقيقِ التاريخي مِن غيرِ أن يستتبعَ ذلكَ إساءةً وتوهيناً لمقدّساتِ الآخرين.