logo-img
السیاسات و الشروط
( 34 سنة ) - العراق
منذ سنتين

زوجي يشرب الخمر*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجي يشرب الخمر من قبل كم سنة، وعندما كشفته وصارحته وأردت الطلاق لم يحدث لكوننا أقارب ولا يصح الموضوع مع العلم أنّي أخبرت أهله دون علمه ولم يفعلوا شيئاً، بل أصبح الخمر يوضع بالمنزل وأمام ابني وهو يتصور أنّ لا أحد يعرف غيري، مرت سنوات وأنا يؤلمني ضميري بين المنكر الذي يحدث في المنزل وبين حسن التبعل الذي هو واجب عليّ، وقبل فترة اكتشفت أنّه يتعاطى المخدرات أيضاً بالسرّ مع أحد أقاربي، ولكنّي لم أصارحه لخوفي بأن تصبح هي الأخرى أمام عيني وعين طفلي وتزيد عن الحدّ، ماذا أفعل؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته في الوقت الذي يجب عليكِ أن تُعطيه حقوقه الشرعية كزوجة له، عليكِ أيضاً أن تقدّمي له النصيحة، وأن تلفتي انتباهه إلى أنّ هذا الفعل سيؤثر عليه وعلى مكانته الاجتماعية، وكذلك يؤثر على نشأة أولادكم حينما يعيشيون وسط هذه الأجواء الملوثة، حاولي معه مرة بعد أخرى ولا تيأسي، واغتنمي الفرص المناسبة التي يكون الحديث فيها معه أكثر تأثيراً عليه، عسى أن توفقي في واحدة منها لهدايته، وأنت في هذا الحال تمارسين دوراً مهماً جداً في إصلاح وتقويم سلوك إنسان خرج عن الجادة، وتحاولين هدايته لطريق الصواب، وبذلك يكون أجرك عند الله تعالى أجراً عظيماً، فقد رُوي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لعلي (عليه السلام) لمّا بعثه إلى اليمن:" يا علي لا تقاتلن أحداً حتى تدعوه، وأيم الله لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك ممّا طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه يا علي".(الكليني،الكافي:ج٥،ص٢٨). ورُوي أنّ داوُد (عليه السلام) خرج مصحراً منفرداً، فأوحى الله إليه: "يا داوُد! مالي أراك وحدانياً؟ فقال: إلهي اشتدّ الشوق منّي إلى لقائك، وحال بيني وبين خلقك، فأوحى الله إليه: ارجع إليهم، فإنّك إن تأتني بعبد آبق أثبتك في اللوح حميداً ".(المجلسي،بحار الأنوار:ج١٤،ص٤٠). ورُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لرجل سأله أن يوصيه: "أوصيك أن لا تُشرك بالله شيئاً ... المزید وادعُ الناس إلى الإسلام، واعلم أنّ لك بكل مَن أجابك عتق رقبة من ولد يعقوب".(الحر العاملي،وسائل الشيعة:ج ٧٤،ص١٣٤). فلاحظي أختنا الكريمة عظيم الأجر الذي أُعِدَّ لمَن يهدي الآخرين، ويبعدهم عن المعاصي، ويقرّبهم إلى الله تعالى، فإن نجحتِ في ذلك الأمر كسبتِ ذلك الأجر العظيم، وكذلك كسبتِ زوجك وأبعدتيه عن العواقب الوخيمة المترتبة على فعله السيّئ هذا، وكذلك حافظتِ على سلامة الأجواء المؤثرة في تربية أولادك، وهذا كلّه يحتاج إلى صبر وجد وأسلوب يمكنك من خلاله التأثير على زوجك، فالأسلوب والطريقة التي نتبعها في الوصول إلى الغاية مهمةٌ جداً لتحقيق الهدف. * حاولي أن تشغليه عن الخروج من البيت واللقاء برفاق السوء . * ابحثي عن البدائل التي يمكنها أن تغيّر من اهتماماته السلبية . * ذكّريه بالعقاب الأخروي الذي ينتظر شارب الخمر وأنّ مقارفة هذا المنكر لايعود على صاحبه إلّا بالضرر على عقله وبدنه ودينه، وكذلك بالضرر على أسرته. *استعيني بالله تعالى على أداء هذه المهمة واصبري ف{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.(البقرة:آية١٥٣). دمتم في رعاية الله وحفظه.

1