السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
لم يرد في سيرتهم صلوات الله عليهم أنه قد أصيبوا بالصلع ،نعم وقد وصفوا علياً "عليه السلام" بـ "الأصلع" ، وزعم الشعبي، وأبو إسحاق: أنهما رأيا علياً، وكان أصلع .
وقد أجاب السيد مرتضى جعفر العاملي في كتابه الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام:
إن ذلك غير صحيح، بل يقصد منه تقديم صورة بشعة تشمئز منها النفوس، وتمجها الأذواق، رغبة في تنفير الناس منه وعنه..
والصحيح: أنه "عليه السلام" كان أنزع .
والأنزع مأخوذ من النزعة. وهي موضع انحسار الشعر من جانبي الجبهة، والنزعاء من الجباه، التي أقبلت ناصيتها، وارتفع أعلى شعر صدغيها.
ونزع نزعاً: انحسر شعره عن جانبي جبهته، فهو أنزع، وهي نزعاء.
ويدل على أنه كان أنزع، ولم يصل الأمر إلى حد الصلع، ما يلي:
أولاً: ما رواه عبد الله بن أحمد قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن مدرك أبي الحجاج، قال:
رأيت علياً "عليه السلام" له وفرة. وأتي بصبي فنزل (لعل الصحيح: فَبَرّك) عليه، ومسح على رأسه.
زاد ابن عساكر قوله: وكان أحسن الناس وجهاً .
والوفرة هي: الشعر المجتمع على الرأس، أو ما جاوز شحمة الأذن .
ثانياً: قد وصف علي "عليه السلام" بالأجلح . والأجلح: هو من انحسر شعره عن جانبي رأسه .
ثالثاً: ويدل على ذلك أيضاً: ما ورد في حديث ابن عباس: ما رأيت أحسن من شرصة علي "عليه السلام"..
والشرصة: هي الجلحة، وهي: انحسار الشعر عن جانبي مقدم الرأس .
رابعاً: قال الصفوري الشافعي: "وكان كثير شعر اللحية، قليل شعر الرأس" .
خامساً: والأغرب من هذا وذاك: أن مهران بن عبد الله يقول: إنه لقي علياً "عليه السلام"، وهو مقبل من قصر المدائن.. إلى أن قال: أصلع أجلح.
ولا نظن: أن هذا الرجل لا يعرف الفرق بين الأصلع والأجلح، وأنه لا يجوز الجمع بينهما في توصيف شخص واحد، بل نظن: أنه أراد أن يرضي أعداء علي "عليه السلام" فوصفه بالأصلع، وأراد أن يقترب من الحقيقة، فوصفه بالأجلح..
وذلك كله يدل على عدم صحة توصيف علي "عليه السلام" بالأصلع، وأن يد السياسة هي التي سعت إلى تزوير الحقيقة، وتسويق الأباطيل والترهات
دمتم في رعاية الله