ما تفسير الايه ٦٨في سورة البقره( يَقُوٌلَ آنِهّآ بًقُرةّ صّفُرآء فُقُعٌ لَوٌنِهّآ تٌسِر آلَنِآضريَن) و لماذا اختار الله ان يكون لون البقرة اصفر لماذا لم يختر لون اخر؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
نُجيب عن سؤالكم بعدة نقاط:
النقطة الاولى:
أمر الله تعالى بني اسرائيل بذبح بقرة، فيما رواه العياشي مرفوعا إلى الرضا عليه السلام أن رجلا من بني إسرائيل، قتل قرابة له، ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه، فقالوا لموسى: سبط آل فلان قتل فأخبرنا من قتله؟ قال ائتوني ببقرة (قالوا أتتخذنا هزوا) الآية. ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم. قالوا:
ادع لنا ربك يبين لنا ما هي؟ قال: إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر، عوان بين ذلك أي: لا صغيرة ولا كبيرة إلى قوله (قالوا الآن جئت بالحق) فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل، فقال: لا أبيعها إلا بملء ء مسكها ذهبا.
فجاؤوا إلى موسى فقالوا له قال: فاشتروها. قال: وقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعض أصحابه: إن هذه البقرة ما شأنها؟ فقال: " إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه، وإنه اشترى سلعة، فجاء إلى أبيه فوجده نائما، والاقليد تحت رأسه، فكره أن يوقظه، فترك ذلك، واستيقظ أبوه فأخبره فقال له: أحسنت! خذ هذه البقرة فهي لك عوض لما فاتك. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انظروا إلى البر ما بلغ لأهله ".
النقطة الثانية :
تفسير الأية الكريمة :
(قال) موسى (إنه) سبحانه وتعالى (يقول إنها بقرة صفراء) حتى قرنها وظلفها أصفران، عن الحسن، وسعيد بن جبير. (فاقع لونها) أي: شديدة صفرة لونها. وقيل: خالص الصفرة. وقيل:
حسن الصفرة.
وقوله: (تسر الناظرين) أي: تعجب الناظرين وتفرحهم بحسنها عن قتادة، وغيره. وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: من لبس نعلا صفراء، لم يزل مسرورا حتى يبليها كما قال الله تعالى (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين). ولما بين سبحانه سن البقرة ولونها،
النقطة الثالثة:
إنّ الله سبحانه وتعالى قيد لون البقرة باللون الاصفر لعدة إحتمالات :
١-ان الله امرهم ان يذبحوا أدنى بقرة، لكنهم لما شددوا على أنفسهم، شدد الله عليهم من فجعل لها صفات مميزة ،ومنها اللون الاصفر ولعله يعد نادرا في ذلك الزمان .
٢- لعل الغرض من ذلك ،نفع ذلك الفتى البار بوالده حيث كانت صفات البقرة المطلوبة موجودة ببقرته،ففيها إشارة إلى الاثار المترتبة على البر وبالوالدين كما ورد في النقطة الاولى حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انظروا إلى البر ما بلغ لأهله ".
٣-إنّ هذا اللون مميز ويجذب الناظرين ،مما يجعل الجميع يلتفت إلى المعنى المراد ،وعدم صحة عبادة غير الله كعبادة العجل مثلا ،وجملة صفراء فاقعة صفة للبقرة، ولما كان لونها من الأشياء الثابتة التي لا تتجدد، جاء الوصف به بالاسم لا بالفعل، وتأخر هذا الوصف عن الوصف قبله، لأنه ناشىء عن الوصف قبله، أو كالناشىء، لأن اللون إذا كان بهجا جميلا، دهشت فيه الأبصار، وعجبت من حسنه البصائر، وجاء بوصف الجمع في الناظرين، ليوضح أن أعين الناس طامحة إليها، متلذذة فيها بالنظر. فليست مما تعجب شخصا دون شخص، ولذلك أدخل الألف واللام التي تدل على الاستغراق، أي هي بصدد من نظر إليها سر بها، وإن كان النظر هنا من نظر القلب، وهو الفكر، فيكون السرور قد حصل من التفكر في بدائع صنع الله، من تحسين لونها وتكميل خلقها.
دمتم في رعاية الله