logo-img
السیاسات و الشروط
ابن بابل ( 24 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤالي هو شرح وتفسير هذا الحديث العظيم وما فيه من اسرار العلوم. (قال #الدهقان: ما رأيت أعلم منك إلا أنك ما أدركت علم الفلسفة، فقال علي عليه السلام: من صفى مزاجه اعتدلت طبايعه، ومن اعتدلت طبايعه قوي أثر النفس فيه، ومن قوي أثر النفس فيه سما إلى ما يرتقيه، ومن سما إلى ما يرتقيه تخلق بالأخلاق النفسانية وأدرك العلوم اللاهوتية، ومن أدرك العلوم اللاهوتية صار موجودا بما هو إنسان دون أن يكون موجودا بما هو حيوان ودخل في باب الملكي الصوري وما له عن هذه الغاية معبر.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هذا المقطع هو جزء من خبر نقله الشيخ علي بن يونس العاملي النباطي البياضي في كتابه (الصراط المستقيم: ج ١، ص ٢١٤)، وبعد أن نقل الخبر قال: (وقد وجدت هذا الحديث في كتاب نهج الإيمان ذكره الحسين بن جبر في نُخَبِهِ مسنداً إلى سعيد بن جبير ، وفيه ألفاظ مختلفة اكتفيت عنها بما وضعت منها). ولو رجعنا إلى كتاب النخب وجدناه ينقل الخبر عن الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب (المتوفى سنة ) في كتابه (مناقب آل أبي طالب: ج٢، ص٥١ - ٥٢)، حيث نقل خبراً مرسلاً عن سعيد بن جبير، قال فيه ما نصُّه: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِنَّهُ قَالَ : اسْتَقْبَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دِهْقَانٌ - وَفِي رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ مَرْجَانُ بْنُ شَاشُوا - اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَى جِسْرِ بُورَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ تَنَاحَسَتِ النُّجُومُ الطَّالِعَاتُ ، وَتَنَاحَسَتِ السُّعُودُ بِالنُّحُوسِ ، فَإِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا الْيَوْمِ وَجَبَ عَلَى الْحَكِيمِ الِاخْتِفَاءُ ، وَيَوْمُكَ هَذَا يَوْمٌ صَعْبٌ قَدِ اقْتَرَنَ فِيهِ كَوْكَبَانِ ، وَانْكَفَى فِيهِ الْمِيزَانُ ، وَانْقَدَحَ مِنْ بُرْجِكَ النَّيِّرَانُ ، وَلَيْسَ الْحَرْبُ لَكَ بِمَكَانٍ. فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: ((يَا أَيُّهَا الدِّهْقَانُ الْمُنْبِئُ بِالْآثَارِ ، الْمَخُوفِ مِنَ الْأَقْدَارِ ؛ مَا كَانَ الْبَارِحَةَ صَاحِبُ الْمِيزَانِ ، وَفِي أَيِّ بُرْجٍ كَانَ صَاحِبُ السَّرَطَانِ ، وَكَمِ الطَّالِعُ مِنَ الْأَسَدِ وَالسَّاعَاتُ فِي الْحَرَكَاتِ ، وَكَمْ بَيْنَ السَّرَارِيِّ وَالذَّرَارِيِّ ؟)). قَالَ : سَأَنْظُرُ فِي الْأُسْطُرْلَابِ . فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَ لَهُ : ((وَيْلَكَ يَا دِهْقَانُ ؛ أَنْتَ مُسَيِّرُ الثَّابِتَاتِ ، أَمْ كَيْفَ تَقْضِي عَلَى الْجَارِيَاتِ ، وَأَيْنَ سَاعَاتُ الْأَسَدِ مِنَ الْمَطَالِعِ ، وَمَا الزُّهَرَةُ مِنَ التَّوَابِعِ وَالْجَوَامِعِ ، وَمَا دَوْرُ السَّرَارِيِّ الْمُحَرِّكَاتِ ، وَكَمْ قَدْرُ شُعَاعِ الْمُنِيرَاتِ ، وَكَمِ التَّحْصِيلُ بِالْغَدَوَاتِ ؟)). فَقَالَ : لَا عِلْمَ لِي بِذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ لَهُ : ((يَا دِهْقَانُ ؛ هَلْ نَتَجَ عِلْمُكَ أَنِ انْتَقَلَ بَيْتُ مَلِكِ الصِّينِ ، وَاحْتَرَقَتْ دُورٌ بِالزَّنْجِ ، وَخَمَدَ بَيْتُ نَارِ فَارِسَ ، وَانْهَدَمَتْ مَنَارَةُ الْهِنْدِ ، وَغَرِقَتِ سَرَانْدِيبُ ، وَانْقَضَّ حِصْنُ الْأَنْدُلُسِ ، وَنَتَجَ بِتَرْكِ الرُّومِ بِالرُّومِيَّةِ - وَفِي رِوَايَةٍ : الْبَارِحَةَ وَقَعَ بَيْتٌ بِالصِّينِ ، وَانْفَرَجَ بُرْجُ مَاجِينَ ، وَسَقَطَ سُورُ سَرَانْدِيبَ ، وَانْهَزَمَ بِطَرِيقِ الرُّومِ بِإِرْمِينِيَةَ ، وَفُقِدْ دَيَّانُ الْيَهُودِ بِإِيلَةَ ، وَهَاجَ النَّمْلُ بِوَادِي النَّمْلِ ، وَهَلَكَ مَلِكُ إِفْرِيقِيَةَ ، أَكُنْتَ عَالِماً بِهَذَا ؟)). قَالَ : لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . وَفِي رِوَايَةٍ : ((أَظُنُّكَ حَكَمْتَ بِاخْتِلَافٍ الْمُشْتَرِي وَزُحَلَ ، إِنَّمَا أَنَارَ لَكَ فِي الشَّفَقِ ، وَلَاحَ لَكَ شُعَاعُ الْمِرِّيخِ فِي السَّحَرِ ، وَاتَّصَلَ جِرْمُهُ بِجِرْمِ الْقَمَرِ)). ثُمَّ قَالَ : ((الْبَارِحَةَ سَعَدَ سَبْعُونَ أَلْفَ عَالِمٍ ، وَوُلِدَ فِي كُلِّ عَالَمٍ سَبْعُونَ أَلْفاً ، وَاللَّيْلَةَ يَمُوتُ مِثْلُهُمْ ، وَهَذَا مِنْهُمْ)) ، وَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى سَعْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْحَارِثِيِّ ، وَكَانَ جَاسُوساً لِلْخَوَارِجِ فِي عَسْكَرِهِ ، فَظَنَّ الْمَلْعُونُ أَنَّهُ يَقُولُ : (خُذُوهُ) ، فَأَخَذَ بِنَفْسِهِ ، فَمَاتَ ، فَخَرَّ الدِّهْقَانُ سَاجِداً. فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : ((أَلَمْ أُرِكَ مِنْ عَيْنِ التَّوْفِيقِ ؟)). فَقَالَ : بَلَى . فَقَالَ : ((أَنَا وَصَاحِبِي لَا شَرْقِيُّونَ وَلَا غَرْبِيُّونَ ، نَحْنُ نَاشِئَةُ الْقُطْبِ ، وَأَعْلَامُ الْفُلْكِ ، أَمَّا قَوْلُكَ : (انْقَدَحَ مِنْ بُرْجِكَ النَّيِّرَانُ) فَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ تَحْكُمَ بِهِ لِي لَا عَلَيَّ ، أَمَّا نُورُهُ وَضِيَاؤُهُ فَعِنْدِي ، وَأَمَّا حَرِيقُهُ وَلَهَبُهُ فَذَهَبَ عَنِّي ، وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ عَمِيقَةٌ ، إحْسُبْهَا إِنْ كُنْتَ حَاسِباً)). فَقَالَ الدِّهْقَانُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَّكَ عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ . (انتهى الخبر براية ابن شهرآشوب). ويلاحظ: أنَّ الاختلاف بين النقلين كبير جدّاً ، ولا يمكن إثبات ما هو الصادر عن أمير المؤمنين (عليه السلام). هذا من حيث السند. وأما من حيث المضمون فهو مخالف للكتاب وأحاديث المعصومين (عليهم السلام) ، لأن الارتقاء والترقي يرتبط بركنين أساسيين: الإيمان ، والعمل الصالح ، قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ، وقال سبحانه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّم سبلنا) ، وأما الكلام حول الأمزجة والطبايع فهو أشبه بكلام الأطباء ، والفلاسفة ، والمتصوَّفة. هذا ونسأله تعالى لكم تمام التوفيق