الرد على شبهة بناء الحسينيات

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الادلة كثيرة على جواز بناء الحسينيات بل على استحبابه منها 1- ان كل عمل فيه ذكر الله تعالى ويكون فيه طاعة الله تعالى فهو خير يتسابق الناس اليه يقول الله تعالى : ((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ ... المزید))(البقرة:148) واهذا امر من الله تعالى ان نتسابق الى الخيرات فكل ما فيه الخير فالانسان يتسابق الى فعله ومن الواضح الجلي على كل من عاش في هذه الحسينيات انها خير في كل جوانبها ففيها عبادة الله تعالى اذ تقام فيها الصلاة وجلسات الدعاء. 2- يقام في هذه الحسينيات المجالس التي فيها ذكر النبي صلى الله عليه واله وبيان فضائله واخلاقه وعباداته كي يتعظ الناس بهذه الاسوة الحسنة وقد حثنا القران الكريم على السير على سيرة النبي صلى الله عليه واله ونهجه يقول الله تعالى: ((لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً)) (الاحزاب:21). 3- ورد في القران الكريم الحث على مودة اهل البيت عليهم السلام وان مودتهم هي اجر الرسالة المحمدية يقول الله تعالى: ((قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى))(الشورى: 23) ومن الواضح ان في هذه الحسينيات المباركة تقام مجالس ذكر اهل البيت عليهم السلام وبيان فضلهم واخلاقهم للناس واحياء ذكريات شهادتهم وافراح مواليدهم وكل ما يرتبط بذوي القربى يعد من المودة التي سالنا الله تعالى عنها وانها اجر الرسالة المحمدية 4- الادلة العامة التي تحث على التقرب الى الله تعالى ونشر الدين والمحبة بين المؤمنين والتعاون وحب الاخوان وقضاء حوائجهم فكل هذا تجده متجسدا في هذه البيوت التي بنيت على حب اهل البيت عليهم السلام يقول الله تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ))(سورة الشورى) فمن الواضح ان كل هذه الامور التي تكون في الحسينات هي من الصالحات التي يرضى الله بها على عباده 5- يقول الله تعالى : ((ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) (الحج:32) الشعائر جمع شعيرة، والشعيرة هي كل عمل يظهر فيه ذكر الله فهو شعيرة من الشعائر - مثلا - الصلاة جماعة شعيرة من شعائر الله، دعوة الناس إلى الخيرات والطاعات شعيرة من شعائر الله، صلة المجتمع بالخيرات، شعيرة من شعائر الله. شعائر الله عنوان عام، كل عمل يجسد ذكر الله فهو شعيرة من شعائر الله وهذه الاية وان كانت واردة في سياق الحج الا انها لا تتقيد من جهة المفهوم بشعائر الحج وانما الحج مثال ومصداق لشعائر الله تعالى ومن هنا فبناء الحسينيات مادام يؤدي الى احياء ذكر الله فهذا شعيرة من شعائر الله يحث الباري عليها وتكون ممدوحة ومطلوبة بحد نفسها. 6- ورد عن اهل البيت عليهم السلام في روايات مستفيضة الحث على احياء امرهم واقامة عزاء سيد الشهداء وبيان الثواب العظيم في البكاء على مصابهم عليهم السلام ومن هذه الروايات الرواية المعروفة عن الامام الرضا عليه السلام ونصها: بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : سمعت الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضا يقول((أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا. قلت: يا بن رسول الله وكيف يحيا أمركم؟ قال: أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس؛ فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لتبعونا)) وبالتاكيد ان احد اهم الاماكن في نشر علومهم عليهم السلام وبيان كلماتهم النوراينة للناس هي هذه الاماكن المباركة الحسينيات ومن هنا يكون دعاء الامام الرضا عليه السلام شاملا لمن يسعى في احياء امرهم عليهم السلام فكل من ساعد في نشر علومهم وبيان فضائله فهو مرحوم بدعاء الامام واي عمل افضل من تلك الاعمال التي تدر الرحمة الالهية علينا. 7- هذه الامور اصلا لا نحتاج الى دليل فان الاصل في الاشياء الاباحة وكل ما ليس بمحرم فهو مباح فمثلا شرب الببسي ماهو الدليل على جوازه جوابه انه من المباحات فلم يرد دليل في تحريمه فهو حلال وقد وردت ايات وروايات تثبت ان الاصل هو الاباحة والحرمة او الوجوب او الاستحباب او الكراهة هذه تحتاج الى دليل ومع عدم الدليل فيثبت الاصل الاولي وهو الاباحة وعليه فمادام بناء الحسينيات ليس فيه ما يؤدي الى الحرام فهي من المباحات العامة وداخلة في هذا الاصل الاسلامي. 8- ورد بما مضمونه ان الناس مسلطون على اموالهم فالانسان يفعل بامواله ما يحب ما دام لم يكن في عمله معصية لله تعالى فله ان يشتري بيتا له وبيتا لاولاده ويشتري بستانا يعيش فيه النقاهة اوقات فراغه او يشتري قاربا يصيف مع عائلته ويذهبون في نزهة وله ان يبني لفقير بيتا او يساهم في عمل خيري بامواله فهذه الامور كلها جائزة له مادام يتصرف بامواله بما لاحرام فيه والناس مسلطون على اموالهم وهو يفعل ما يريد وما يحب ويتمتع بحياته بما احله الله تعالى له بامواله الخاصة التي كسبها وتعب في تحصيلها وليس لاحد من الناس ان يمنعه من ذلك مادام لا حرام في تصرفاته. وكذلك الانسان حر في امواله يبني فيها بيتا يسميه الحسينية كي يحي بها ذكر الله تعالى وذكر النبي صلى الله عليه واله وذكر اهل البيت عليهم السلام وهذا بحد نفسه جائز وهو حر في الاموال التي يمتلكها مادام لا يفعل الحرام فيها كيف اذا كانت طاعة الله تعالى فيها. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته