تهنئة عمر وابي بكر لعلي (عليه السلام) في يوم الغدير
السلام عليكم..
كيف نثبت ان النبي نصب خيمة لتهنئة الامام و مبايعته بسند صحيح و غيرها من الخصوصيات - بتصحيح علماء السنة - و أيضا الآن بعض علماء السنة يقولون آية التبليغ نزلت في حادثة الغدير و الاغلبية تقول لا .. بمن ناخذ و كيف نلزم السنة بهذا الشيء
-
٢ تهنئة عمر و قوله - اصبحت و أمسيت - ما المقصود ب اصبحت و أمسيت ، هل الان اصبحت مولاي او القصد كنت عندما اصبحت - وقت الصبح- و عندما أمسيت- وقت المساء- محبي و ناصري ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
انقل لجنابكم بعض ما ذكره الشيخ الاميني في الغدير ويمكنك مراجعة التفاصيل الكثيرة في هذه القضية في كتاب الغدير ج1/ص275
((* ( حديث التهنئة ) *
أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب ( الولاية ) حديثا بإسناده عن زيد ابن أرقم مر شطر كبير منه ص 214 - 216 وفي آخره فقال : معاشر الناس ؟ قولوا :
أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلا وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا ، قولوا ما قلت لكم ،
وسلموا على علي بإمرة المؤمنين ، وقولوا : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
لولا أن هدانا الله ، فإن الله يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فإنما ينكث على
نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ، قولوا ما يرضي الله عنكم فإن
تكفروا فإن الله غني عنكم .
قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس بقولهم : نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا ، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعليا : أبو بكر وعمر وعثمان
وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس إلى أن صلى الظهرين في وقت
واحد وامتد ذلك إلى أن صلى العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلثا .
ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب ( مناقب علي بن أبي طالب )
المؤلف سنة 411 بالقاهرة من طريق شيخه محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وفيه :……إلى آخره.
وفي كتاب - النشر والطي - فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله
آمنا به بقلوبنا . وتداكوا على رسول الله وعلي بأيديهم إلى أن صليت الظهر والعصر
في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاءان في وقت واحد ، ورسول الله كان
يقول كلما أتى فوج : الحمد لله الذي فضلنا على العالمين .
وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في " مرآة المؤمنين " في ذكر حديث الغدير ما
معربه : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا يا بن أبي طالب ؟ أصبحت وأمسيت . إلخ . و
كان يهنأ أمير المؤمنين كل صحابي لاقاه .
وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفى 903 في " روضة الصفا " في الجزء الثاني
من ج 1 ص 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته : ثم جلس رسول الله في خيمة تخص
به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السلام أن يجلس في خيمة أخرى وأمر إطباق الناس
بأن يهنئوا عليا في خيمته ، ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمهات
المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن ، وممن هنأه من الصحابة عمر بن الخطاب
فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .
وقال المؤرخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير في الجزء الثالث
من ج 1 ص 144 ما معربه : ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبي صلى الله عليه و
آله في خيمة تخص به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم : عمر بن الخطاب فقال : بخ بخ
يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير والتأريخ من رجال السنة كثير لا يستهان بعدتهم بين راو مرسلا له إرسال المسلم ، وبين راو إياه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم فممن رواه :
1 - الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة المتوفى 235 ( المترجم ص89 ) * أخرج بإسناده في ( المصنف ) عن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فصلى الظهر فأخذ بيد علي فقال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى . فأخذ بيد علي فقال : اللهم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟
أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
2 - إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241 * في مسنده 4 ص 281 عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله . إلى آخر اللفظ المذكور من طريق ابن أبي شيبة غير أنه ليست فيه كلمة " اللهم " الأولى .
3 - الحافظ أبو العباس الشيباني النسوي المتوفى 303 " المترجم ص 100 "
قال : حدثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن زيد ، وأبو هارون عن عدي بن ثابت عن البراء
قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فلما أتينا على غدير خم كسح لرسول الله تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة ، ودعا رسول الله عليا وأخذ بيده
فأقامه عن يمينه فقال . ألست أولى بكل امرئ من نفسه ؟ قالوا : بلى . قال : فإن هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم ؟ وال من والاه ، وعاد من عاداه . فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئا لك أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة .
4 - الحافظ أبو يعلى الموصلي المتوفى 307 " المترجم ص 100 " * رواه في مسنده عن هدبة عن حماد . إلى آخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيباني .
5 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 في تفسيره ج 3 ص 428 * قال بعد ذكر حديث الغدير : فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟
أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة . وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي ... المزید..))
والقائمة طويلة لا يسعها هذا المختصر فهذا وغيره يثبت بشكل واضح كيف ان القوم قدموا التهنئة لامير المؤمنين علي عليه السلام بخلافته وتنصيبه اماما على الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله.
واما سؤالكم الثاني فان الظاهر من كلمة (اصبحت وامسيت) دلالة على عظيم الشان له وانه بلغ المقام الرفيع والعالي في كل وقت صباحا ومساء كما ورد في بعض الادعية (الهي اصبحت وامسيت عبدا داخرا لك ) اي في كل وقت.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته