حديث للإمام علي(سَ).
السلام عليكم، قال الإمام علي(عليه السلام):ما أعجب برأيه إلا جاهل. ممكن تفسير هذا الحديث، لأن وين الغلط إذا شخص انعجب برأيه؟ و واثق من كلامة؟ جزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا بالسائل الكريم روى ذلك صاحب كتاب، ميزان الحكمة، جزء (٢)، صفحة (١٠٢٥) . العُجْب، بضم العين وسكون الجيم: الزَّهْوُ والكِبْرُ . وذكر معناه اصطلاحاً بعدّة بيانات كلها تدور حول محور واحد وهو ذم هذه الصفة أي العُجب، ومنها: ١ - العُجب: هو عبارة عن تصور استحقاق الشخص رتبة لا يكون مستحقاً لها . ٢ - العُجب: هو استعظام النعمة، والركون إليها، مع نسيان إضافتها إلى المنعم . ٣ - العُجب: مسرة بحصول أمر، يصحبها تطاول به على من لم يحصل له مثله، بقول أو ما في حكمه، من فعل، أو ترك، أو اعتقاد . فهو من الرذائل وهو مذموم في القران الكريم، وفي لسان الروايات بل يعد من الامور التي تهدم عمل الانسان، قال الله تعالى في معرض الإنكار: ((وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)) وقال تعالى: ((وَظَنُّوا أَنَّهُم مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِنَ اللّهِ فَأَتاهُمُ اللّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا)) فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم وشوكتهم. وقال تعالى: ((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)) وقال تعالى: ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً)) وهو يرجع إلى العجب بالعمل. ١ - قال النبي (صلى الله عليه وآله): ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. ٢ - قال (صلى الله عليه وآله): لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجب العجب . ٣ - قال الصادق (عليه السلام): إن الله تعالى علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلى مؤمناً بذنب أبداً. ٤ - قال (عليه السلام): من دخله العجب هلك. ٥ - قال (عليه السلام): إن الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ويعمل العمل فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك، فلئن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه. ٦ - عنه (عليه السلام) قال: أتى عالم عابداً فقال له: كيف صلواتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلواته وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا. قال: فكيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتى تجري دموعي. فقال العالم: إن ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدلّ إن المدل لا يصعد من عمله شيء. ٧ - عنه (عليه السلام) قال:دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق فخرجا من المسجد والفاسق صدّيق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلاً بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في الندم على نفسه ويستغفر الله مما صنع من الذنوب. ٨ - عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل. وورد في الكافي عن علي بن سويد، ٩ - عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: للعجب درجات: منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً ويحسب أنه يحسن صنعاً، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمنّ على الله والله عليه فيه المنّه . فنعت أمير المؤمنين (عليه السلام) الشخص المتعجب بالمجنون، وذلك لأنّه يرمي بنفسه في مستنقع الهلاك والخسران، لان آفات العجب كثيرة، منها: الكِبر، وهو مذموم بل يعد من الكبائر وصاحبه نتيجته الخسران المبين كما حصل مع الشيطان الرجيم . ومنها: العجب يمنع الانسان من السؤال أو الاستشارة والتعلم، فيعمل بما عنده من معلومات فيقع في الجهل البسيط والمركب فيحسب نفسه عالم مع جهله بانه جاهل بذلك .