السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
المتعارف بالتأمل عند العرف من أهل المحاورة وكذلك عند اللغويّين هو استعمال عنوان العم على انَّه اسم جنس وكذلك الخال، فهما مثل عنوان المهاجر والصحابي، وأما عنوان العمَّة فلا يُطلق بحسب العرف عندهم الا على امرأة مشخَّصة تربطك بها علاقة نسبٍ خاصة وهي انَّها أخت أبيك، وكذلك الخالة فإنَّها إنما تُطلق في العرف على امرأةٍ مشخَّصة تربطك بها علاقة نسبٍ خاصة، ولذلك كان المناسب جمع عنوان العمَّة والخالة في الآية وإفراد عنوان العم والخال، لأنَّ مقصود الآية المباركة هو إباحة الزواج من بنات مطلق العمَّات ومطلق الخالات، فلو قيل: "وبنات عمَّتك وخالتك" لأوهم ذلك إرادة عمَّة محدَّدة ومعهودة وخالة محدَّدة ومعهودة، إذ انَّه لا يُقال أبناء عمتك ويُقصد منه عمَّات متعددات ولكنَّه يصحُّ أنْ يقال أبناء عمِّك ويُقصد منه أعمام متعدِّدون.
وذكر بعض النحاة أن ذلك عرف لغوي ،وأنه لم يأت في أشعار العرب العم مضافا إليه ابن أو بنت بالإفراد ،أو الجمع إلا مفردا نحو قوله:
جاء شقيق عارضا رمحه ... المزید...إن بني عمّك فيهم رماح
وقوله:
فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى......بصاحبه يوما دما فهو آكله
وقوله:
قالت بنات العم ياسلمى وإن .....كان فقيرا معدما قالت وإن
وقوله:
ياابنة عمّي لاتلومي واهجعي .....فليس يخلو عنك يوما مضجعي
دمتم في رعاية الله