السلام عليكم
ماهي صفات فاطمة الزهراء عليها السلام
وهل نزلت بحقها سور او ايات من القرأن ومن الاحاديث
وماهي الامور التي تميزت بها عن جميع نساء اهل البيت عليهم السلام
وكيف استطيع ان اقتدي بها
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
الايات الشريفة والروايات المباركة الواردة في حق الزهراء عليها السلام وبيان صفاتها وفضلها اكثر من ان نحصيها او نحيط بها بهذا المختصر وانقل لكم بعض ما ورد في فضلها عليها السلام.
صفاتها عليها السلام
اما الايات الشريفة:
1ـ آية (التَّطهِير)، وهي قوله عزَّ وجلَّ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً) [الأحزاب: 33].
فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يَمُرُّ على دار فاطمة (عليها السلام) صباح كل يوم عند خروجه إلى المسجد للصلاة، فيأخذُ بِعُضَادَةِ الباب قائلاً: السَّلامُ عَليكُم يَا أَهْلَ بَيتِ النُّبُوَّة، ثم يقول هذه الآية المباركة.
2ـ آية (المُبَاهَلَة)، وهي قوله (عزَّ وجلَّ): (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالُوا نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلُ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) [آل عمران: 61].
وقد نزلت حينما جاءَ وفد نَجْرَان إلى النبي (صلى الله عليه وآله) لِيتحدَّثَ معه حول عِيسى (عليه السلام)، فقرأ النبي (صلى الله عليه وآله) عليهم الآية التالية: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59].
فلم يقتنع النصارى بذلك، وكانت عقيدتهم فيه أنه (عليه السلام) ابنُ الله، فاعترضوا على النبي (صلى الله عليه وآله)، فنزلت آية المُبَاهلة.
وهي أن يَتَبَاهَلَ الفريقان إلى الله تعالى، وَيَدعُوَانِ اللهَ تعالى أن يُنزل عذابَهُ وغضبَه على الفريق المُبطِل منهما، واتفقا على الغد كيوم للمباهلة.
ثم تَحاوَرَ أعضاءُ الوفد بعضهم مع بعض، فقال كبيرهم الأسقف: إنْ غَداً جَاء بِوَلَدِهِ وأهل بيته فلا تُبَاهلوه، وإِن جَاء بغيرهم فافعلوا.
فَغَدَا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مُحتَضِناً الحسين (عليه السلام)، آخذاً الحسن (عليه السلام) بيده، وفاطمة (عليها السلام) تمشي خلفه، وعليٌّ (عليه السلام) خَلفَها.
ثم جثى النبي (صلى الله عليه وآله) قائلاً لهم: إذا دَعَوتُ فَأَمِّنُوا، أما النَّصارى فرجعوا إلى أسقَفِهِم فقالوا: ماذا ترى؟.
قال: أرى وجوهاً لو سُئِل اللهُ بِها أن يُزيلَ جَبَلاً مِن مكانِهِ لأَزَالَهُ.
فخافوا وقالوا للنبي (صلى الله عليه وآله): يا أبا القاسم، أقِلنَا أقال الله عثرتَك.
فَصَالَحُوهُ (صلى الله عليه وآله) على أن يدفعوا له الجِزية.
فهذه الصورةٌ تحكي عن حدث تاريخي يَتبَيَّن من خلالهِ عَظمة فاطمة الزهراء، وأهل بيتها (عليهم السلام)، ومنازلهم العالية عند الله تعالى.
3ـ سورة (الكَوثَر)، وهي قوله (عزَّ وجلَّ): (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ).
فالأبتر هو المنقطع نَسلُه، وقد استفاضت الروايات في أن هذه السورة إنما نَزَلَتْ رداً على من عاب النبي (صلى الله عليه وآله) بالبتر ـ أي عدم الأولاد ـ، بعد ما مات أبناء الرسول (صلى الله عليه وآله)، وهم: القاسم، وعبد الله.
وقصة هذه السورة هي: أن العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما كان النبي (صلى الله عليه وآله) خارجاً منه، فالتقَيَا عند باب بني سَهْم، فَتَحَدَّثَا.
ثم دخل العاص إلى المسجد، فسأله رجال من قريش، كانوا في المسجد: مع من كنت تتحدث؟.
فقال: مع ذلك الأبتر.
فنزلت سورة الكوثر على النبي (صلى الله عليه وآله)، فالمراد من الكوثر هو: الخير الكثير، والمراد من الخير الكثير: كَثرَة الذُّرِّيَّة، لِمَا في ذلك من تَطْييبٍ لِنَفْسِ النبي (صلى الله عليه وآله).
ورُوِيَ أنه (صلى الله عليه وآله) قال لخديجة قبل ولادة فاطمة (عليها السلام): هَذا جِبرَئِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّها أُنثَى، وأَنَّهَا النَّسلَةُ، الطاهرةُ، المَيْمُونَةُ، وأنَّ الله تبارك وتعالى سيجعل نَسلِي مِنها، وسيجعل مِن نَسْلِهَا أئمة، ويجعلُهُم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.
4ـ آية (الإِطعَام)، وهي قوله عزَّ وجلَّ: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً) [الإنسان: 8 ـ9].
وقصتها كما في تفسير الكشاف للزمخشري عن ابن عباس: أن الحسن والحسين (عليهما السلام) مَرِضَا، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نَذرتَ على ولديك.
فَنَذَر عَليٌّ وفاطمةُ وجَارِيَتُهُما فِضَّة (عليهم السلام) إن برءا (عليهما السلام) مما بِهِما أن يَصومُوا ثلاثة أيام.
فَشُفِيَا (عليهما السلام) وما معهم شيء.
فاستقرض عليٌّ (عليه السلام) من شَمْعُون الخيبري اليهودي ثلاث أَصْوُعٍ من شعير، فَطحنت فاطمة (عليها السلام) صاعاً، واختبزت خمسة أقراص على عددهم.
فوضعوها بين أيديهم لِيُفطِرُوا، فَوقَفَ عليهم ـ مِسكين ـ، وقال: السَّلام عليكم يا أهلَ بيتِ محمدٍ، مِسكينٌ مِن مَساكِين المُسلمين، أطعِمُونِي أطعمكمُ اللهُ من موائد الجنة، فآثروه (عليهم السلام) وباتوا لم يذوقوا إلا الماء، وأصبحوا صياماً.
فلما أمْسَوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم ـ يَتِيم ـ، فآثروه (عليهم السلام).
ووقف عليهم ـ أسيرٌ ـ في الثالثة، ففعلوا (عليهم السلام) مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذَ علي بيد الحسن والحسين، وأقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفِرَاخ مِن شِدَّة الجوع قال (صلى الله عليه وآله): مَا أشد مَا يَسُوؤُنِي ما أرى بكم.
فانطلق (صلى الله عليه وآله) معهم، فرأى فاطمة (عليها السلام) في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها، فساءه (صلى الله عليه وآله) ذلك، فنزل جبرائيل وقال: خذها يا محمد، هَنَّأَكَ اللهُ في أهل بيتك، فَأقرَأَهُ السورة.
وفي هذه السورة ـ أي: سورة الإنسان، أو: سورة هَلْ أَتَى ـ كرامة للزهراء (عليها السلام)، وقد ذكرها الزمخشري في تفسيره الكشاف، عند تفسيره لهذه السورة قال: إنَّ الله تعالى قد أنزلَ (هَلْ أَتَى) في أهلِ البيت (عليهم السلام)، وَلَيس شَيءٌ مِن نعيم الجَنَّةِ إِلاَّ وَذُكِرَ فيها، إِلاَّ (الحُور العِين)، وذلك إِجلالاً لفاطمة (عليها السلام).
فهذا هو إبداع القرآن الكريم، وهذه هي بلاغته والتفاتاته، وهذه هي عظمة فاطمة الزهراء (عليها السلام) عند ربها العظيم.
5ـ آية (المَوَدَّة)، وهي قوله (عزَّ وجلَّ): (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى) [الشورى: 23].
وقد أخرج أبو نعيم، والديلمي، من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي، وتَوُدُّوهُم لِي.
وعلى هذا فإذا كان أجرُ الرسالة هو المَوَدَّة في القربى، وإذا كان المسؤول عنه الناس يوم القيامة هو المَوَدَّة لأهل بيت النبي (عليهم السلام)، فبماذا نفسر ما حصل للزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) من اهتضام، وجسارة، وغَصبِ حَقٍّ؟!!، لكننا نترك ذلك إلى محكمة العدل الإلهية.
6ـ وهي قوله (عزَّ وجلَّ): (وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ) [الإسراء: 26].
فقال شرف الدين في كتابه النص والاجتهاد: إن الله (عزَّ سلطانه) لما فتح لعبده وخاتم رسله (صلى الله عليه وآله) حصون خيبر، قذف الله الرعب في قلوب أهل فَدَك، فنزلوا على حكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صاغرين.
فصالحوه على نصف أرضهم ـ وقيل: صالحوه على جميعها ـ فقبل ذلك منهم، فكان نصف فَدَك مُلكاً خالصاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ لم يوجف المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكَاب، وهذا مما أجمعت الأمّةُ عليه، بلا كلام لأحدٍ منها في شيء منه.
فعندما أنزل الله (عزَّ وجلَّ) قوله: (وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ).
أنحلَ فاطمةَ فدكاً، فكانت ـ فَدَك ـ في يدها ـ للزهراء (عليها السلام) ـ حتى انتُزِعَتْ منها غَصباً في عهد أبي بكر.
وأخرج الطبرسي في مجمع البيان عند تفسيره لهذه الآية فقال: المُحَدِّثون الأَثبَاث رَوَوا بالإِسناد إلى أبي سعيد الخدري أنه قال: لما نزل قوله تعالى: (وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ)، أعطى رسولُ الله فاطمة فدكاً، وتجد ثَمَّةَ هذا الحديث مِمَّا ألزم المأمون بِرَدِّ فَدَك على وُلد فاطمة (عليها وعليهم السلام).
7ـ وهي قوله (عزَّ وجلَّ): (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة) [البيِّنة: 7].
ففي تفسير مجمع البيان عن مقاتل بن سليمان عن الضحَّاك عن ابن عباس في قوله: (هُمْ خَيرُ البَرِيَّة) قال: نَزَلَتْ فِي عَليٍّ وأهل بيته (عليهم السلام).
اما الروايات الواردة في صفاتها روحي لها الفداء
((شبهها بالنبي صلى الله عليه واله
حيث كانَتْ فاطِمَةُ -رضي الله عنها- تُشْبِهُ أبَاهَا -صلى الله عليه وسلم- فِي مِشْيَتِهِ وَهَدْيِهِ وَسَمْتِهِ.
كانت قويَّةً وشُجاعةً لا تخاف في الله لومةَ لائم ومن مواقِفِها التي تُثبِتُ شجاعتها ودِفاعها عن أبيها -عليه الصلاة والسلام-؛ عندما قام أشقياء القوم بوضع سلى الجزور على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، فقامت بإبعاده عنه وهي تبكي وتدعو عليهم، وقد كانت يومها لا تزال صغيرةً في السِّن.
حياء الزهراء عليها السلام
كانت تنتقي الملابس المُحتَشمة والتي لا تشِف، وقدْ أوصَت عند وفاتها أن يُغَسِّلها علي وأسماء ولا يدخُلا عليها أحد، وأن يضعوا على نعشِها هودَجًا فلا يراها أحد، وهي أول من غُطِّيَ نعشها في الإسلام على تلك الصفة.
الزُّهد والقناعة عند الزهراء عليها السلام
جاء في عِدَّةِ طرقٍ بإسنادٍ حسَنٍ صحيحٍ عن أنس بن مالك أنَّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- دخل يومًا على فاطمة وعليها ثوبٌ إذا قنَّعَتَ به رأسَها لم يبلُغْ رجلَيها وإذا غَطّتْ به رجلَيها لم يبلُغْ رأسَها.
اما الروايات في فضلها عليها السلام:
((1ـ سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن فاطمة: لِمَ سمّيت زهراء؟ فقال:«لأنّها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض».
2 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):«فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّني ومن ساءها فقد سائني، فاطمة أعزّ الناس عليّ».
3 ـ ومن ألقابها (عليها السلام): اُمّ أبيها.فقيل: الاُمّ بمعنى الأصل والأصالة، فالزهراء (عليها السلام) بأولادها الطاهرين الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ومواقفهم وفدائهم وتضحياتهم أعطوا الأصالة لرسالة أبيها (صلى الله عليه وآله)، فالإسلام محمّدي الحدوث وحسيني البقاء وكلّهم نور واحد، فأصبحوا بمنزلة الأصل في ديموميّة الرسالة المحمّديّة، كما قالها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله):«حسين منّي وأنا من حسين».وفاطمة الزهراء سيّدة النساء (عليها السلام) اُمّ أبيها. 4 ـ عن زيد بن موسى بسنده عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):«إنّ فاطمة خلقت حوريّة في صورة إنسيّة، وإنّ بنات الأنبياء لا يحضن»(1).
5 ـ عن الله تبارك وتعالى:«يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(2).
6 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله):«لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً»(3).
7 ـ عن الحسين عن رسول الله (عليهما السلام) قال:«فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها اُمناء ربّي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى»(4).
8 ـ عن أبي جعفر عن آبائه (عليهم السلام):«إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد (الطاهرة) لطهارتها من كلّ دنس وطهارتها من كلّ رفث، وما رأت قطّ يوماً حمرةً ولا نفاساً»(5).
9 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام):«حرّم الله النساء على عليّ ما دامت فاطمة حيّة ; لأنّها طاهرة لا تحيض»(6).
10 ـ عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):«لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمّد أو أحمد أو عليّ أو الحسن أو الحسين أو فاطمة من النساء (عليهم السلام)»(7).
11 ـ عن الرضا (عليه السلام)، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله):«لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل (عليه السلام)، فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة (عليها السلام)، ففاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة»(8).
12 ـ عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):«إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبّها من النار»(9).
13 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل:«على ساق العرش مكتوب: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله»(10).
14 ـ في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار(11)، عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير سورة القدر قال:«إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى».
15 ـ وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:«{إنَّا أنزَلْـنَاهُ فِي لَـيْلَةِ القَدْرِ}(12) الليلة فاطمة الزهراء، والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها»(13).ولنعم ما قيل:مشكاة نور الله جلّ جلاله زيتونة عمّ الورى بركاتهاهـي قطب دائرة الوجود ونقطة لـمّا تـنـزّلت أكثـرت كثراتهاهي أحمد الثاني وأحمد عصرِها هي عنصر التوحيد في عرصاتها * * *فاطمةٌ خير نـسـاء البشرِ ومن لـهـا وجه كوجهِ القمرِفضّلكِ الله على كلّ الورى بـفـضل من خصّ بآي الزُمَرِزوّجـكِ اللـه فتىً فاضلا أعني عليّاً خيرُ من في الحضرِ * * *شـرّف الله جـمادى الآخرة فغدت وهي جمادى الفاخرةوتباهت أشهرُ الحول بـهـا حيث جاءت بالبتول الطاهرةوانظروا العشرين منها لتروا فـرحة الهادي عليه ظاهرةواجـعـلوه بالتأسّي عـيدكم فـمن الإسلام ذكرى عطرةاسمها في العرش:16 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:«لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً، قال آدم: يا ربّ، هل خلقت أحداً من طين قبلي؟قال: لا يا آدم.قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟قال: هؤلاء الخمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ، فأنا المحمود وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين، آليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا اُبالي. يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم اُنجيهم وبهم اُهلكهم، فإذا كان لك إليَّ حاجة فبهؤلاء توسّل.فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): نحن سفينة النجاة من تعلّق بها نجا، ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت»(14).
17 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال:«إنّ الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) حين لا سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة، ولا ظلمة ولا نور، ولا شمس ولا قمر، ولا جنّة ولا نار، فقال العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عمّ، لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمة اُخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ونقدّسه حين لا تقديس.فلمّا أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثمّ فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور عليّ ونور عليّ من نور الله وعليّ أفضل من الملائكة، ثمّ فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة، ونور ابنتي فاطمة من نور الله وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثمّ فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر، ثمّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنّة والحور العين فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين»(15).18 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):«أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبّة تحت العرش»(16).
19 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل:«ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجنّ والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة»(17).
20 ـ عن مجاهد: خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيد فاطمة فقال:«من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبيّ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله»(18).
المصدر / فاطمة الزهراء (عليها السلام) سرّ الوجود (لـ عادل العلوي).
اما قضية الاقتداء بها عليها السلام فان هذه الصفات والسمات العظيمة فيها عليها السلام تكون خير مثال للمراة الصالحة المؤمنة وكل من امكنه الاقتداء بها وبصفاتها وسماتها وياخذ شيئا من هذه الصفات الحميدة فانه بلا شك قد اقتدى بمن يحبهم الله ويريد منا ان نسير على خطاهم وكما ان لنا في رسول الله صلى الله عليه واله اسوة حسنة كذلك لنا في السيدة الزهراء عليها السلام الاسوة الحسنة والقدوة الفذة التي تاخذنا الى طاعة الله تعالى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- دلائل الإمامة: 52.2- كشف اللآلئ لصالح بن عبد الوهاب بن العرندس: فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 9، في جنّة العاصمة للسيّد ميرجاني: 148، وملتقى البحرين للعلاّمة المرندي: 14.3- فرائد السمطين 2: 68.4- فرائد السمطين 2: 66.5- البحار 43: 19.6- المناقب ; لابن شهرآشوب 3: 33.7- سفينة البحار 1: 663.8- عوالم العلوم والمعارف 6: 10.9- العوالم 6: 30.10- بحر المعارف: 428.11- بحار الأنوار 42: 105.12- القدر: 1.13- بحار الأنوار 43: 13.14- فرائد السمطين 1: 36.15- بحارالأنوار 15: 10.16- كفاية الطالب: 311.17- دلائل الإمامة: 228.18- نور الأبصار ; للشبلنجي: 52.))
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته