وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القول؛ إنّ كلمة ( مثوى، ومثواه ) وردت لأهل النار فقط ولم ترد لأهل الجنة.
هذا الكلام غير صحيح:
1- فالمثوى في اللغة: المنزل، وأَثْوَى بالمكان: أقام به واستقرّ.
جاء في معجم المعاني الجامع:
مَثوَى: (اسم)
الجمع : مَثَاوٍ ، مَثَاوِي
مصدر ميميّ من ثوَى بـ/ ثوَى في
اسم مكان من ثوَى بـ/ ثوَى في: مأوى، مقرّ؛ منزل أو موضع يُقام به
المَثْوَى الأخير: القَبْر
المَثْوَى : المنزل.
وأمُّ المَثْوى: ربة البيت
فاستعمالها في القرآن في بعض الآيات مع الكفار يكون معناه: الإقامة والاستقرار، مَثوًى للمتكبّرين: مَأوًى و مُقامٌ لهم، وهذا لا يخصص الكلمة بهم فهي بحسب ما تضاف اليه فمثواه الجنة تعني: مسكنه الجنة.
2- قد وردت في القران الكريم مع غير الكافرين قد وردت مع نبي الله يوسف عليه السلام؛ قال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ) يوسف: 21. قال تعالى: ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) يوسف: 23.
وكذلك في الخطاب مع رسول الله صل الله عليه واله
قال تعالى: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) محمد: 19.
أمّا مأوى؛ فيأتي بنفس المعنى ( المسكن )؛ جاء في معجم المعاني الجامع:
مأوَى: (اسم)
الجمع: مَآوٍ ، مَآوِي
اسم مكان من أوَى/ أوَى إلى
المأْوَى: ملجأ؛ مكان يلجأ إليه، يُؤْوَى إليه، الْمَسْكَنُ،
المأْوَى: مَنْ يلجأ إليه الناس فلانٌ مأوى المحتاجين.
فما يثار من عدم جواز قول ( مثواه الجنة ) لا أساس لغوي أو شرعي له.