السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) أية ٢٨٢ من سورة البقرة
ما تفسير ذلك ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٧-٣٥٨:
إن جملة واتقوا الله وجملة ويعلمكم الله رغم أنهما ذكرتا في الآية بصوره مستقلة وقد عطفت إحداهما على الأخرى، ولكن اقترانهما معا إشارة إلى الارتباط الوثيق بينهما، ومفهوم ذلك هو أن التقوى والورع وخشية الله لها أثر عميق في معرفة الإنسان وزيادة علمه وإطلاعه.
أجل عندما يتطهر قلب الإنسان من الشوائب بوسيلة التقوى فسيغدوا كالمرآة الصافية تعكس الحقائق الإلهية، وهذا المعنى لا شك فيه ولا إشكال من جانبه المنطقي، لأن الصفات الخبيثة والأعمال الذميمة تشكل حجبا على فكر الإنسان ولا تدعه يرى وجه الحقيقة كما هي عليه، وعندما يقوم الإنسان بإزاحة هذه الحجب بوسيلة التقوى فإن وجه الحق سيظهر ويتجلى.
ولكن بعض الصوفيين الجهلاء أساءوا الاستفادة من هذا المعنى وجعلوه دليلا على ترك تحصيل العلوم الرسمية في حين أن هذا الكلام يخالف الكثير من آيات القرآن والروايات الإسلامية الشريفة.
والحق أن بعض العلوم يجب اكتسابها عن طريق العلم والتعلم بالشكل السائد والمتعارف، وقسم آخر من العلوم الإلهية لا تتحصل للإنسان إلا بوسيلة تزكية القلب وتصفية الباطن بماء المعرفة والتقوى، وهذا هو النور الذي ورد في الروايات أن الله يقذفه في قلب من يليق بهذه الكرامة " العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ".
دمتم في رعاية الله