logo-img
السیاسات و الشروط
لله ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

توضيح لمفردات زيارة الزهراء (ع)

ما المقصود في زيارة مولاتي الزهراء سلام الله عليها (... وزعمنا انا لك اولياء ومصدقون وصابرون لكل ما اتى به ابو صل الله عليه وال..)


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم الظاهر من المقطع المذكور من زيارة السيدة الزهراء عليها السلام الإشارة إلى كون الموالين للسيدة الزهراء (عليها السلام ) يقولون اننا نعرض عليها ولايتنا و تصديقنا و صبرنا لكل ما أتنا به رسول الله صلى الله عليه و آله الأطهار و أمير المؤمنين سلام الله عليه , و نسئلها إن كنا قد صدقناها في هذا الزعم , أي ما نزعمه من الولاية و التصديق و الصبر , أن تلحقنا بهما , أي هي همزة الوصل بين الولاية و النبوة, فشرط الوصول إلى النبوة و الولاية تصديقها هي, و هي المشكاة التي حوت هذا السر الإلهي المستودع فيها , هذا هو تجديد العهد و الوفاء به , حقيقة هذه الزيارة القصيرة في ألفاظها العميقة في معانيها , لهي من أكثر الزيارات التي تهتز أركان وجودك عند قرآئتها . وينبئك النص بأن الله تعالى وجد الزهراء صابرة لما امتحنها به قبل أن يخلقها! فلا تجد نفسك إلا عاجزا عن التفسير وإيجاد المعنى الحقيقي لما تقوله بنفسك أثناء زيارتها! ولا تكاد تضرب صفحا عن هذه التساؤلات؛ حتى تصعقك كلمة ”وزعمنا أنّا لك أولياء..“!! فتقول في قرارة نفسك: ما معنى هذا؟ هل أن موالاتنا للزهراء (صلوات الله عليها) مجرد زعم؟! حسب اللغة؛ فإن الزعم هو الادعاء المحتاج إلى دليل للإثبات، فالأصل فيه الكذب إلا أن يثبت الصدق بدليل. إذا عرفنا ذلك؛ أدركنا مدى خطورة هذه الكلمة وهذه العبارة ”وزعمنا أنّا لك أولياء..“، فالحقيقة هي أننا نزعم أننا موالون للزهراء (صلوات الله عليها) ولكن إثبات أننا مخلصون في موالاتنا يبدو صعبا على نفوس ملوثة بالذنوب مثل نفوسنا! ولننتبه إلى ما عبّرت عنه الزهراء (أرواحنا فداها) بنفسها في هذا الشأن، فقد رُوي أن رجلا أرسل امرأته إلى فاطمة (عليها السلام) وقال لها: اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاسأليها عني؛ أني من شيعتكم أم ليس من شيعتكم؟ فسألتها فقالت: ”قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عما زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا، وإلا فلا“! (البحار ج65 ص155). وبملاحظة هذا المعنى، يمكن أن نعرف ما ينتابنا عندما نتوجه إلى الزهراء (عليها السلام) بالزيارة ونقرأ هذه العبارة: ”وزعمنا أنّا لك أولياء..“، فإنها حقا صعقة كبرى نوجهها لأنفسنا بأنفسنا! فنعترف بأننا نزعم الموالا والتشيع – تلك الدرجة العالية الرفيعة – في الحين الذي لا نزال فيه نرتكب الخطايا والذنوب التي تنزع عنا هذه الصفة الجليلة. مع هذا؛ يعطينا نص الزيارة بارقة أمل عندما نمضي بتلاوة سائر الكلمات: ”وزعمنا أنا لك أولياء، ومصدقون وصابرون، لكل ما أتانا به أبوك صلى الله عليه وآله، وأتانا به وصيه عليه السلام، فإنا نسألك إن كنا صدقناك؛ إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما، لنبشر أنفسنا بأنّا قد طهرنا بولايتك“! وتكون الزهراء البتول (صلوات الله وسلامه عليها) هي المسؤولة عن إلحاقنا بأبيها وبعلها (عليهما الصلاة والسلام)، ويكون قيد الشرط في كل ذلك تصديقها هي! و ولايتها هي المطهرة لنا , فما أروع هذا المقام الفاطمي الشامخ. دمتم في رعاية الله

1