logo-img
السیاسات و الشروط
ع ل ي ( 23 سنة ) - الكويت
منذ سنتين

من هم هابيل وقابيل

السلام عليكم ما هي قصه هابيل وقابيل ومن هم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم إنّ هابيل وقابيل أبناء النبي أدم (عليه السلام )،وقد وقع خلاف بينهما وعلى أثره قد قام قابيل بقتل أخيه هابيل ،ومما ورد فيما هو أصل الخلاف بين هابيل وقابيل هو ما أفادته الروايات الواردة عن أهل البيت (ﻉ) من ان منشأ ذلك هو الحسد الذي انتاب قابيل بعد انْ أوحى الله تعالى إلى آدم (ع) ان يجعل الوصية لهابيل وان يسلِّمه ميراث النبوة. وما ورد في القرآن الكريم من أن القتل قد تعقَّب القبول لقربان هابيل حيث قال الله تعالى: ﴿فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾فهو لا ينافي ما ورد عن أهل البيت (ﻉ) في منشأ النزاع لان الآية بصدد بيان الفصل الأخير للنزاع الذي كان قد وقع بين قابيل وهابيل، فلا يبعد انَّ تقريب كلٍّ منهما لقربانه كان بمثابة المباهلة وأنَّهما بعد ان تنازعا فَصَل بينهما آدم (ع) بذلك وأفاد انَّ من أحرقت النارُ قربانه كان هو الأحظى عند الله تعالى. وحين تبيَّن لقابيل انَّ هابيل هو صاحب الحِظوة عند ربه وانَّه المؤهَّل للقرب والوصية اشتدَّ حنقه عليه فقتله. فالآية الشريفة لا تُنافي ما أفادته الروايات فيما هو أصل النزاع بل لعلَّ المستظهر منها هو انَّ ثمة نزاعاً كان قد سبق اللجوء إلى انْ يقرِّب كلٌّ منهما قربانه، فلحنُ الآية يُوحي بأن كلاً منهما كان ينتظر حدوث أمارة تُعبِّر عن قبول قربانه أو عدم قبوله، وذلك لا يتفق إلا في حالات الخصومة وإلا فالعبد يتقرَّب إلى الله تعالى ويرجو ان يتقبَّل قربانه دون ان ينتظر أمارةً ظاهرة تعبِّر عن ذلك. والذي يؤكد ذلك أنهما اتفقا بعد ان قرَّب كلٌّ منهما قربانه انَّ هابيل قد كسب الرهان وصار له ان ينسب نفسه للمتقين ولا يستطيع قابيل ان يرد هذا الادعاء لوضوح انَّه أصبح في موقع المخصوم فكانت ردة فعله انه قال له: ﴿لَأَقْتُلَنَّكَ﴾. فالآية المباركة مشعرة إن لم تكن ظاهرة انَّ ثمة نزاعاً كان قد سبق هذه الواقعة، غايته انَّ الآية لم تُشر إلى ماهية هذا النزاع ومبدئه وتصدَّت الروايات لبيان ذلك، فكانت على طائفتين إحداهما ساقطة عن الاعتبار جزماً لاستفاضة ما ورد في تكذيبها عن اهل البيت (ﻉ) والطائفة الثانية مؤيدة بما ذكرناه مضافاً إلى صلاحيتها في نفسها للإثبات نظراً لاستفاضتها واعتبار بعضها سنداً. وأما القربان الذي كان قدَّمه كلٌ من قابيل وهابيل، فقد أفادت أكثر الروايات انَّ ما قدَّمه هابيل كان كبشاً سميناً، وقد ورد في بعضها انَّه قدم زُبداً ولبناً، واتفقت الروايات على انه انتخب أفضل ما كان يملك فقدَّمه قرباناً. وأما القربان الذي قدّمه قابيل فكان قمحاً رديئاً أو شيئاً من أردىء محاصيل زراعته. ونقل في كتب التفسير و التاريخ قصص في نقل حادث قتل قابيل لأخيه هابيل منها : لما قربا ابنا آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش كان في صيانته، وقرب الاخر ضغثا من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل، ولم يتقبل من الاخر، فغضب قابيل، فقال لهابيل: والله لأقتلنك، فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. فطوعت له نفسه قتل أخيه فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه فقال: ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه فلما قتله لم يدر ما يصنع به، فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل أحدهما صاحبه، ثم حفر الذي بقى في الأرض بمخالبه، ودفن فيه صاحبه، قال قابيل: يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب - فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين، فحفر له حفيرة ودفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى. فرجع قابيل إلى أبيه فلم ير معه هابيل فقال له آدم: أين تركت ابني؟ قال له قابيل: أرسلتني عليه راعيا؟ فقال آدم: انطلق معي إلى مكان القربان، وأوجس نفس آدم بالذي فعل قابيل، فلما بلغ مكان القربان استبان له قتله…، وأمر آدم أن يلعن قابيل، ونودى قابيل من السماء لعنت كما قتلت أخاك،. فانصرف آدم يبكى على هابيل أربعين يوما وليلة فلما جزع عليه شكى ذلك إلى الله فأوحى الله إليه إني واهب لك ذكرا يكون خلفا عن هابيل فولدت حواء غلاما زكيا مباركا فلما كان في اليوم السابع أوحى الله إليه: يا آدم إن هذا الغلام هبة منى لك فسمه هبة الله فسماه آدم هبة الله. هذه الرواية من أوسط الروايات الواردة في القصة بغض النظر عن سندها … دمتم في رعاية الله

5