علي ( 29 سنة ) - كندا
منذ سنتين

تفسير مصطلحات زيارة ال ياسين

عند قراءة زيارة ال ياسين نشهد ان؛ وَأنَّ المَوْتَ حَقٌّ وَأنَّ نَاكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ وَأَشْهَدُ أنَّ النَّشْرَ حَقٌّ وَالبَعْثَ حَقٌّ وَأَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَالمِرْصَادَ حَقٌّ وَالمِيزَانَ حَقٌّ وَالْحَشْرَ حَقٌّ وَالحِسَابَ حَقٌّ وَالجَنَّةَ وَالنّارَ حَقٌّ وَالوَعْدَ وَالوَعِيدَ بِهِما حَقٌّ. انا لا اعرف الا الجنة و النار، هل يمكن شرح باقي المصطلحات لكي اعني ما اقول. لكم جزيل الشكر!


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إنّ الزيارة المباركة أشارت إلى عدة أمور ،سنبينها بصورة مختصرة : ١-منكر ونكير هما ملكان موكلان لسؤال الميت في القبر، حيث يسألانه مَن ربّك؟ ومَن نبيك؟ ومَن إمامك؟ فإذا أجاب بالجواب الصحيح فهما يبشِّرانه، فيكونان مبشرا وبشيرا، وإلاَّ فيضربانه بعمود من نار فتكون حفرته من حفر النار. روي عن زيد الشحام قال‏ سئل أبو عبد الله عليه السلام عن عذاب القبر قال: إن أبا جعفر عليه السلام حدثنا أن رجلا أتى سلمان الفارسي، فقال: حدثني، فسكت عنه، ثم عاد، فسكت فأدبر الرجل- وهو يقول: ويتلو هذه الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى‏- مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ‏﴾، فقال له: أقبل إنا لو وجدنا أمينا لحدثناه - ولكن أعد لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر - فسألاك عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: فإن شككت أو التويت ‏ضرباك على رأسك بمطرقة معهما تصير منه رمادا - فقلت: ثم مه. قال: تعود ثم تعذب، قلت: وما منكر ونكير؟ قال: هما قعيدا القبر. قلت: أملكان يعذبان الناس في قبورهم؟ فقال: نعم. ٢- النشر : بعد خروج الناس من القبور وإحضارهم للحساب تنشر الصحف قال تعالى: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾[٦٢] فيأخذ كل إنسان كتابه الذي فيه ما عمله صغيرا كان أو كبيرا، فمنهم من يتلقاه بيمينه ومنهم من يتلقاه بشماله قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ*فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً*وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً*وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ*فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً﴾.[٦٣] ٣- البعث : تعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية انّ اللّه تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده فيثيب المطيعين ويعذب العاصين . وبعبارة واضحة المعاد هو الركن الخامس من اصول الدين وهو ان يعتقد المؤمن الشيعي المسلم بأن اللّه يبعث النفوس ويعيد لها الحياة من جديد في يوم القيامة متجسّدة بنفس جسدها ليحاسب كل نفس بما عملت فليس من العدل أن يساوى المجرم وغير المجرم والمسي‏ء والمحسن في الحياة . ٤-الصراط، تعبير جاء في المصادر الإسلامية في وصف موقف من مواقف القيامة، ويُراد به جسر فوق جهنم، أدق من الشعر وأحدّ من السيف، يمر عليه كل إنسان بعد مرحلة من مراحل الحساب، ووفقاً للروايات هناك مواقف على الصراط يُسأل الإنسان فيها عن أعماله و عقائده ويحاسب عليها. تختلف أحوال الناس في المرور على الصراط بحسب الأعمال والملكات، وفي عقيدة الشيعة أن أهم ما يُسأل عنه على الصراط هو ولاية الأئمةعليهم السلام، باعتبار أنهم البوابة إلى التوحيد. ٥- المرصاد: فسِّر المرصاد بمعنى الصراط، وأحيانا أخرى بأنَّه ممر خاص من نفس الصراط، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة" ٦-الميزان في اللغة اسم آلة يوزن بها الشيء، والمراد به في الآيات عبارة عمّا يعرف به مقادير الأعمال. ٧-الحشر لغة: إخراج الجماعة عن مقرِّهم، وإزعاجهم، وسوقهم إلى الحرب، ونحوها. ثم خصَّ في عرف الشرع عند الإطلاق بإخراج الموتى من قبورهم، وسوقهم إلى الموقف للحساب والجزاء، والنشر إحياء الميِّت بعد موته، ومنه قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ﴾(عبس:22) أي أحياه. وفي الدعاء: "وارحمني في حشري ونشري". وعند النشر تعود الأرواح إلى أجسادها، وبعد أن تنبت الأجساد يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور، فتعود الأرواح إلى أجسادها، تدخل كلُّ روح في جسدها، فيقوم الناس فينفضون التراب عن رؤوسهم. والبعث والحشر حق ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: ﴿قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثنَّ﴾(التغابن:7). ٨-الحساب: يقول الله تعالى في محكم آياته وقرآنه: ﴿اقْتَرَبَ لِلْنّاسِ حِسابُهُم وهُم فِي غَفْلَة مُعْرِضُون﴾(الأنبياء:1). تصف الآية الكريمة يوم القيامة بأنَّه يوم الحساب، والحساب الإلهي في عالم الآخرة هو عبارة عن الموازنة بين ما عمله الإنسان من حسنات وسيئات، ليكشف للإنسان ماله وما عليه فيجازى به، وتكشف فيه الصحف والسرائر، ويتجسّد أمام كلِّ فرد عمله، فيراه بكامل تفاصيله وجزئياته، يقول الله تعالى: ﴿ليجزي اللهُ كُلَّ نفس ما كسَبَت إنَّ اللهَ سريعُ الحساب﴾(إبراهيم:51)، ويقول في آية أخرى ﴿ثمّ رُدُّوا إلى اللهِ مولاهُم الحقِّ ألا لَهُ الحُكمُ وَهو أَسرعُ الحاسبين﴾(الأنعام:62). دمتم في رعاية الله

6