السلام عليكمانا مراهق عمري 17 سنه و10 اشهر
أُزني ( أجلكم الله) واتوب واندم واستغفر ربي واعاهد ربي ثم ارجع أُزني ثم ارجع اتوب ثم ارجع أُزني ثم اتوب وهكذا...
كيف عليه ان اغير حالي ؟ مع العلم أني عندما أُزني بفعل الشيطان ليس من ذاتي
*أندم كثيرا بعد الزني واقوم اضرب بنفسي
س٢-ما الوسائل التي تساعد في مواجهة الشهوة؟
ارجوكم ادعولي اني اتركها والله قد تعبتُ كثيرا حته تغيرت نفسيتي وگمت ما ادرس واني طالب سادس اعدادي ارجوكم ساعدوني
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جواب السؤال الاول:
يعدّ الزّنا - وهو مقاربة الرّجل للمرأة جنسيّاً بدون عقد نكاح شرعي أو ملك يمين - طريقاً غير مشروع لإشباع هذه الغريزة، وهو من الأمراض الاجتماعية الخطيرة، والأعمال الفاحشة التي تؤدّي إلى فساد الفرد والمجتمع، وسبب رئيسي في هدم الكيان الأسري، والقضاء على العفّة والحياء، وانتشار الأمراض الجنسية الفتّاكة، واختلاط الأنساب، وتفشي ظاهرة اللقطاء وغير ذلك. . ولما سئل الإمام الصادق «عليه السلام» عن الحكمة من تحريم الزنا، فقيل له: لم حرّم الله الزّنا؟ قال: (لما فيه من الفساد، وذهاب المواريث، وانقطاع الأنساب، لا تعلم المرأة في الزّنا من أحبلها، ولا المولود يعلم من أبوه، ولا أرحام موصولة، ولا قرابة معروفة).
وفي رواية عن الإمام الرضا «عليه السلام» يبين فيها بعض علل تحريم الزنا، فقال: (حُرّم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس، وذهاب الأنساب، وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد) .
فهو من المنكرات المقيتة الشنيعة والذنوب الكبيرة العظيمة التي توعّد الله سبحانه عليها بالنّار والعذاب الشديد، فقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ .
وعن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: (ما من ذنب بعد الشرك بالله أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في فرج لا يحل له)
وعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل أقر نطفته في رحم يحرم عليه).
وعن الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: (ألا أخبركم بكبر الزنا؟ قالوا: بلى، قال: هي امرأة توطئ فراش زوجها فتأتي بولد من غيره فتلزمه زوجها، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها عذاب أليم) .
وعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الشيخ الزاني، والديوث، والمرأة توطئ فراش زوجها).
ولابد من تحقيق شروط التوبة كاملاً حتى تكون التوبة مقبولة, وقدذكر العلماء شروطا للتوبة وهي :
١/الشروط العامة للتكليف:
يُشترط في التائب البلوغ، والعقل، والاختيار، والقصد، وترك الفعل الذي اقترفه في الحال.
٢/الندم على ما صدر منه من المعصية.
٣/العزم على عدم العود في المستقبل إلى الذنب.
٤/الاستغفار.
٥/النيّة: اشترط بعض الفقهاء النيّة في التوبة بأن تقع امتثالاً لأمر اللّه عز وجل.png؛ فهي من العبادات المعتبر فيها النية والإخلاص.
٦/الخروج من تبعات الذنوب: لو تعلّق بالمعصية حق للّه تعالى أو للناس، فيعتبر في تحقّق التوبة عن تلك المعصية أداء تلك الحقوق والتخلّص من تبعاتها، سواء كان الحقّ ماليّاً أو جناية على النفس أو الطرف أو حقّاً أخلاقيّاً،فلابدَّ من أدائها لتصحّ توبته.
وبهذا المقدار من العمل تكون من الناجين من عذاب الآخرة.و أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
وإذا حققت هذه الشروط يكون حالك كحال من لم يقترف المعصية, نسأل الله لك إتمام التوبة.
ثم لابد أن تعرف أن رحمة الله واسعة يغفر لك هذه الذنوب ويغفر ذنوباً أعظم من ذلك حتى لو كانت من أكبر الكبائر فمجرد الإقبال على الله بالتوبة بالندم والعزم على ترك العود سيفتح الله رحماته على التائب بالتوفيق لإتمام التوبة.
جواب السؤال الثاني:
الشهوة أمر جبر عليه الناس ولايمكن التخلص منه. والتخلص منه ليس هو المطلوب من الإنسان المؤمن وإنما المطلوب هو أن يمتنع من صرفها في الحرام، وأن يصرفها فيما أحل الله تعالى. ويمكن أن يتم حل مشكلة الشهوة لدى الشاب إذا لم يقدر على الزواج من خلال طريقتين :
الطريقة الأولى:
إضعاف مايثير الشهوة ويحركها في النفس، ويتم ذلك بأمور، منها:
أ - غض البصر عما حرم الله تعالى، قال عز وجل: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنين يَغْضُوا مِنْ أَبْصَارِهِم وَيَحْفَظْوا فُرُوجَهُم..} [النور:31] . وومنها : النظر المباشر للبنات والتأمل في محاسنهن، ومنها النظر من خلال الصور في المجلات والأفلام.
ب - الابتعاد عن قراءة القصص والروايات التي تركز على الجانب الجنسي، أو متابعة مواقع الإنترنت المهتمة بذلك.
ج - الابتعاد عن مجالسة اصدقاء السوء.
د - التقليل ما أمكن من التفكير بالشهوة، والتفكير بحد ذاته لامحذور فيه، لكنه إذا طال قد يقود صاحبه إلى فعل الحرام.
هـ - إشغال الوقت بالأمور المفيدة، لأن الفراغ قد يقود الشاب إلى الوقوع في الحرام.
و - التقليل من الذهاب للأماكن العامة التي يختلط فيها الشباب بالفتيات. وحين يبتلى الشاب بالدراسة المختلطة ولايجد بديلا فينبغي أن تلتزم الحشمة والوقار، وتبتعد عن مجالسة الفتيات والحديث معهن قدر الإمكان، وتقصر صلاتك بزملائك من الشباب.
الخطوة الثانية: تقوية ما يمنع من سير النفس في طريق الشهوة، ويتم ذلك بأمور منها:
1 - تقوية الإيمان في النفس وتقوية الصلة بالله عز وجل، ويتم ذلك: بكثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن، والتفكر في أسماء الله تعالى وصفاته، والإكثار من النوافل. والإيمان يعلو بالنفوس ويسمو بها، كما أنه يجعل صاحبه يقاوم الإغراء.
2 - الصيام، وقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء». والخطاب للشباب يشمل الفتيات.
3 - تقوية الإرادة والعزمية في النفس، فإنها تجعل الفتاة تقاوم دافع الشهوة وتضبط جوارحها.
4 - تذكر ما أعده الله للصالحين القانتين و لصالحات القانتات، قال عز وجل: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الاحزاب:35].
5 - التأمل في سير الصالحين كالنبي يوسف (عليه السلام )،والصالحات الحافظات لفروجهن، ومنهم مريم ابنة عمران التي أثنى عليها تعالى بقوله {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم:12] والتأمل في حالها وحال الفاجرات والساقطات والمقارنة بين الصورتين، وشتان بينهما.
6 - اختيار الصحبة صالحة، يقضي الشاب وقته معهم ،ويعين بعضهم بعضا على طاعة الله تعالى.
7 - المقارنة بين أثر الشهوة العاجلة التي تجنيها حين تستجيب للحرام، ويتبع هذه الشهوة من زوال لذتها، وبقاء الحسرة والألم. وبين أثر الصبر ومجاهدة النفس، ومعرفة أن لذة الانتصار على الشهوة والنفس أعظم من لذة التمتع بالحرام.
8 - الاستعانة بدعاء الله تعالى وسؤاله، وقد حكى لنا القرآن العبرة في ذلك بقصة يوسف عليه السلام {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ لْجَاهِلِينَ . فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يوسف:33-34].
دمتم في رعاية الله