السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إذا كان بشر بن أبي النخاس ضعيف عند السيد ابو القاسم الخوئي قدس الله سره وبعض الروايات تقول انهو ضعيف فا كيف نثبت زواج الامام الحسن العسكري عليه السلام من السيد نرجس عليه السلام
سؤال طرحه الوهابية
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
اولا السيد الخوئي رحمه الله لم يضعف بشر بن سليمان النخاس وانما لم يثبت عنده توثيقه فقد توقف فيما ورد في توثيقه من رواية الشيخ الصدوق في كمال الدين حيث ورد فيها قول الامام الحسن العسكري فيه (انتم ثقاتنا اهل البيت واني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة)
وذكر الشيخ الانصاري رحمه الله وهو احد اعلام المذهب انه يمكن تمشية الرواية لاعتماد القميين عليها وروايتهم لها في كتبهم مع ما عرف عن القميين من التشدد في قبول الرواية وانهم لا يذكرون الرواية في كتبهم الا بعد احتفافها بما يوجب العتماد عليها ويكون جابرا لضعفها السندي.
ثانيا: القضية غير منحصرة في رواية بشر النخاس فيمكن الاستناد الى رواية صحيحة عن الفضل بن شاذان عن محمد بن عبد الجبار فقد ورد فيها ما نصه
((عن محمد بن عبد الجبار قال: قلت لسيدي الحسن بن علي (عليه السلام): يا بن رسول الله جعلني الله فداك: أحب أن أعلم مَن الإمام وحجة الله على عباده من بعدك؟ فقال: «إن الإمام وحجة الله من بعدي ابني سميُّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنِيُّه، الذي هو خاتم حجج الله وآخر خلفائه». قلت: ممن هو يا بن رسول الله؟ قال: «من ابنة ابن قيصر ملك الروم، ألا إنه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة، ثم يظهر»( إثبات الهداة (٣/٥٦٩).
فهذه الرواية تصرح ان الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف يكون منها وهذه الرواية الصحيحة تعضد وتصحح رواية بشر النخاس في اثبات اصل القضية لا في كل التفاصيل وهذا المقدار يكفي في اثبات المطلوب.
ثالثا: روى الشيخ الثقة الجليل أبو محمد الفضل بن شاذان - الذي كان موجوداً بعد ولادة الحجة عليه السلام وتوفي قبل وفاة الإمام العسكري عليه السلام - في كتابه ( الغيبة ) ، قال :
حدثنا محمد بن حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ; قال : سمعت ابا محمد عليه السلام يقول :
قد ولد وليّ الله ، وحجته على عباده ، وخليفتي من بعدي ، مختوناً ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر .
وكان اوّل مَنْ غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقربين بماء الكوثر والسلسبيل ، ثمّ غسلته عمتي حكيمة بنت محمد بن عليّ الرضا عليه السلام .
) ثم سأله الراوي عن امّ صاحب الأمر عليه السلام ) ، قال : امّه مليكة التي يقال لها بعض الأيام سوسن ، وفي بعضها ريحانة ، وكان صقيل ونرجس ايضاً من أسمائها ( كشف الحق ( أربعون الخاتون آبادي ) : ص 33 ح 2؛ ونقله المحدث الحر العاملي عن ( إثبات الرجعة ) في إثبات الهداة 3 : 570 / 683 )
والفضل بن شاذان من الثقاة ومحمد بن حمزة من الثقاة ايضا فالرواية صحيحة وهي تثبت ان السيدة نرجس هي زوجة الامام الحسن العسكري عليه السلام.
رابعا: وردت عدة روايات تبين فيها ولادة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وهي تصرح ان الامام يولد من السيدة نرجس ومن هذه الروايات :
(( روى عن حكيمة عمة أبي محمد الزكي (ع) أنها قالت : كنت يوماً عند أبي محمد (ع) فقال : يا عمة باتي الليلة عندنا فإن الله تعالى يعطينا خلفا فقلت : يا ولدي ممن ؟ فإني لا أرى في نرجس أثر حمل أبدا ، فقال : يا عمة مثل نرجس مثل أم موسى لا يظهر حملها إلا في وقت الولادة ، فبت عنده ، فلما انتصف الليل قمت فتهجدت وقامت نرجس وتهجدت وقلت في نفسي قرب الفجر ولم يظهر ما قاله أبو محمد (ع) فنادى أبو محمد (ع) من مقامه لا تعجلي يا عمة فرجعت إلى بيت كانت فيه نرجس فرأيتها وهي ترتعد فضممتها إلى صدري وقرأت عليها قل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية الكرسي فسمعت صوتا من بطنها يقرأ ما قرأت ... المزید..الى اخر الرواية))(راجع غيبة النعماني : 14 منقولا عن نور الدين عبد الرحمن بن قوام الدين الدشتي في كتاب شواهد النبوة).
فهذه الرواية وغيرها تبين ان الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف يولد من السيدة نرجس عليها السلام وهي واضحة بان زوجة الامام الحسن عليه السلام هي السيدة نرجس رضوان الله عليها.
خامسا: ورد في بعض الروايات وكتب التاريخ حال السيدة نرجس بعد شهادة الامام الحسن العسكري وانها تعرضت الى ظلم بني العباس ووضعت في السجن وغير ذلك من الظلامات التي طالتها عليها السلام وهذا يعني انه من الواضح ان السيدة نرجس هي زوجة الحسن العسكري وكانت تحت مطرقة ظلم بني العباس.
سادسا: مدفهنا عليها السلام موجود ومعروف ومشهور في سامراء في جوار الامام الحسن العسكري عليه السلام فان لم تكن هي زوجة الامام الحسن العسكري فمن هذه التي هي مدفونة بجواره وهو مرقد معروف مشهور على مر التاريخ.
اضافة لما ورد من في زيارتها عليها السلام وهي زيارة طويلة ذكرها الشيخ المجلسي في البحار وانقل لكم منها:
((السلام عليك أيّتها المنعوتة في الإنجيل، المخطوبة من روح الله الأمين، ومن رغب في وصلتها محمّد سيّد المرسلين، والمستودعة أسرار ربّ العالمين))(بحار الأنوار: ج99 ص70-71 ب6).
فهذا وغيره من الادلة وما ورد من الروايات الشريفة في مقام ام القائم وفي مقام السيدة نرجس كله يثبت حقيقة واضحة ان الامام الحسن العسكري عليه السلام تزوجها وكانت هي وعاء خاتم الائمة عليهم السلام
وكل من يحاول التشكيك بهذه الحقائق انما سعيه كهواء في شبك ويبقى نور الله تعالى واضحا ناصعا اكثر من الشمس في كبد السماء.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته