السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٣٥٢-٣٥٣:
الغيب والشهادة سواء عند الله استندت هذه الآيات إلى أن الغيب والشهادة معلومان عند الله، فهما مفهومان نسبيان وتستخدمان للكائن الذي علمه ووجوده محدود، وعلى سبيل المثال نحن نمتلك حواسا ذات مدى نسبي، فمتى ما كان الشئ داخلا في هذا المدى فهو شاهد بالنسبة لنا، وما كان خارجا عنه فهو غيب، فلو فرضنا أن أبصارنا لها قدرة غير محدودة ويمكنها النفوذ في باطن الأشياء وإدراكها، فإن كل شئ يعتبر شاهد عندنا.
وبما أن كل شئ له حد محدود غير الذات الإلهية، فإن لغير الله تعالى غيب وشهادة، ولأن ذات الله غير محدودة ووجوده عام ومطلق فإن كل شئ بالنسبة إليه شهادة، ولا معنى للغيب بالنسبة إليه، وإذا ما قلنا - إن الله عالم الغيب والشهادة فهو ما نعتبره نحن غيب وشهادة، أما هو فهما عنده سواء. لنفترض أننا ننظر ما في أيدينا في النهار، فهل نجهل ما فيها؟! جميع الكون في مقابل علم الله أوضح من هذا وأظهر.
دمتم في رعاية الله