logo-img
السیاسات و الشروط
زهراء ( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

لماذا لُقب الإمام الحسن (عليه السلام) بالمجتبى

السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته.. لماذا لُقب الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) بالمجتبى؟ بمعنى آخر لأيّ شيء اجتبى ﷲ تعالى الإمام الحسن (عليه السلام)؟ ارجوا ان يكون الجواب واضحاً مع الشكر والتقدير لحضراتكم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (المجتبى) لقب للإمام الحسن (عليه السلام) وليس صفة ، والاجتباء هو الاصطفاء والإختيار، أي أنه المختار والمصطفى، وليس معنى ذلك أن سائر الأئمة ليسوا كذلك، فكلهم مصطفون ومجتبون غاية ما في الأمر أن الإمام الحسن (عليه السلام) اشتهر بهذا اللقب كما اشتهر لقب (الرضا) في علي بن موسى (عليه السلام)، ولقب (الكاظم) في موسى بن جعفر، ولقب (الصادق) في جعفر بن محمد ... المزید وهكذا. إذ أنَّ تلقيب بعض الأئمة ببعض الألقاب لا يدل على أن معناها لا ينطبق على سائر الأئمة، فكل الأئمة صادقون وكلهم كاظمون للغيظ، وكلهم رضا. اسمائهم والقابهم توقيفية ووردت بها روايات فاشتهروا بها وعرفوا بها منذ نعومة اظفارهم بل قبل ولادتهم. ومن هذه الروايات ماور في أخرج صاحب المناقب بسنده عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ـ والحديث طويل جداً وفيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ : فنظرت فرأيت اثني عشر نوراً ، وفي كلّ نور سطر أخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي ، أوّلهم علي وآخرهم القائم المهدي. (۲) وروى في ينابيع المودة : وفي المناقب عن واثلة بن الأسقع بن قرخاب ، عنجابر بن عبدالله الأنصاري قال : دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقال : ... ثمّ قال : أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لأتمسّك بهم. قال : أوصيائي الإثنا عشر. قال جندل : هكذا وجدناهم في التوارة ، وقال : يا رسول الله سمّهم لي. فقال : أوّلهم سيّد الأوصياء أبو الأئمّة علي ، ثمّ ابناه الحسن والحسين ، فاستمسك بهم ولا يغرنّك جهل الجاهلين ، ... قال : إذا انقضت مدّة الحسين فالإمام ابنه علي ويلقّب بزين العابدين ، فبعده ابنه محمّد يلقّب بالباقر ، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فبعده ابنه محمّد يدعى بالتقي والزكي ، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمّد يدعى بالمهدي والقائم والحجّة ، فيغيب ثمّ يخرج ، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ... . أمّا لماذا اختصّ هذا الإمام بهذا اللقب وذاك بذاك اللقب مع أنّهم جميعاً صادقون وباقرون وكاظمون و... فلعلّه ناظر إلى الظروف التي كان يعيشها الإمام (عليه السلام) . فمثلاً الإمام الباقر (عليه السلام) عاش في ظرف فسح له المجال لنشر علم الأئمّة، فكأنّه أتى بجديد على الناس، ولم يسمعوا به بهذا التفصيل من ذي قبل، خاصّة في كثرة الوقائع وتوسّع المسائل، فعرف بـ(الباقر)، لبقره وشقّه للعلم، وفتقه لمسائل العلم وتعمّقه فيها، وكشفه عن خفاياها وكنوزها. وكذا الإمام الصادق (عليه السلام)، فإنّه عاش في ظرف كثر فيه العلماء وانتشرت فيه العلوم، ممّا أدّى إلى اختلاط بين الروايات والفتاوى الصادرة من بعض علماء المدارس والمذاهب الأُخرى، فاحتاجت الساحة العلمية إلى من يفرز الفكر الأصيل على مستوى الرواية عن غيرها، فتصدّى الإمام الصادق (عليه السلام) لهذا الدور بشكل مركّز، وباعتبار عظمة الثقة به، ولقدرة تمييزه الصحيح من غيره عرف بـ(الصادق). ومن هنا يتبيّن أنّ مثل هذه الظروف كان لها السهم الكبير في ظهور هذه الصفة في هذا الإمام أو ذاك أكثر من غيره، وإلّا من حيث المبدأ كلّهم متساوون في هذه الصفات. ودمتم في رعاية الله