( 39 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

النار المشرقية

سلام عليكم ماهو عمود النار الذي يأتي من جهة الشرق


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أجاب مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف حيث قال: بسم الله الرحمن الرحيم الروايات التي تحدثت عن هذه النار رويت في مصادر العامة والخاصة مع اختلاف بينهما فيما يتبع حصول تلك النار، فالذي جاء من طرقنا ما رواه النعماني عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (عليهم السلام) إن شاء الله (عزَّ وجلَّ) إن الله عزيز حكيم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٣] وما رواه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إذا رأيتم علامة في السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس، وهي قدام القائم (عليه السلام) بقليل. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٧٦] وأمّا ما جاء عن العامة فقد رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم عموداً أحمر قبل المشرق في رمضان، فادخروا طعام سنتكم، فإنها سنة جوع. [المعجم الأوسط للطبراني: ج١، ص١١٩] وكذلك ما رواه نعيم بن حماد عن خالد بن معدان، قال: إنه ستبدو آية عموداً من نار يطلع من قبل المشرق يراه أهل الأرض كلهم، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة. [الفتن لنعيم بن حماد المروزي: ص١٣٢] وكما هو واضح فإن الروايات التي وردت من طرقنا أشارت إلى قرب الفرج بعد تحقق هذه العلامة بخلاف روايات العامة فإنها حذرت من حصول مجاعة عامة تستدعي ادِّخار الطعام لسنة كاملة، وقد يبدو من هذا التغاير بين الطائفتين من الروايات هو تعدد الحدث واختلافه، إلّا أن الذي يقرب وحدتهما ما رواه النعماني عن الإمام الصادق (عليه السلام): لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٩] وهي تشير إلى حصول مجاعة أيضاً قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) ويمكن أن نفهم على ضوء ذلك عدم وجود تنافي بين الروايات السابقة (الخاصة والعامة) وإنما كل منهما أشارت إلى جهة معينة سوف تترتب تبعاً لظهور تلك النار. وأمّا جهة المشرق وما المقصود منها فلا يمكن تعيينها أكثر من كونها الجهة الشرقية نسبة لمكان الإمام (عجّل الله فرجه) وهو في المدينة المنورة، فقد يكون منطقة معينة في الجزيرة العربية أو الخليج أو ما يلي ذلك. ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه). وجاء في كتاب عصر الظهور للشيخ الكوراني، أما النار التي هي من علامات الظهور، فقد ورد في الأحاديث تسميتها بنار المشرق، وفي بعضها نار في شرقي الحجاز، ففي مخطوطة ابن حماد عن ابن معدان قال " إذا رأيتم عمودا من نار من قبل المشرق في شهر رمضان في السماء فأعدوا ما استطعتم من الطعام، فإنها سنة جوع " ص 61. وعن الإمام الصادق عليه السلام قال " إذا رأيتم نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليال فعندها فرج الناس. وهي قدام القائم بقليل " البحار ج 52 ص 240. وعن الإمام الباقر عليه السلام قال " إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم، تطلع ثلاثة أيام أو سبعة، فتوقعوا فرج آل محمد صلى الله عليه وآله إن شاء الله عز وجل، ان الله عزيز حكيم " البحار ج 52 ص 230، والهردي: الثوب المصبوغ بالأخضر والأحمر. ويحتمل أن تكون هذه النار آية ربانية، أو بركانا طبيعيا، أو انفجارا نفطيا كبيرا. كما يحتمل أن تكون هي الآية الربانية التي تكون من علامات ظهور المهدي عليه السلام، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال " يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء، وحمرة تجلل السماء " البحار ج 52 ص 221، ويبدو من الأحاديث أن هذه النار تكون قبل الأزمة السياسية الحجازية، أو في أثنائها. والله العالم.

1