صحة قول الامام الباقر وتفسيرة

اهلا وسهلا بالسائل الكريم روى هذه الرواية الشيخ الطوسي (رحمه الله)، في كتاب الأمالي، حديث (٥٨٢)، صفحة (٢٩٦) . غير تام سنداً، لكن متنها مقبول، لورود ما يدل على ذلك المضمون . ومعناه : إنّ الإمام عليه السلام أشار إلى أنّه لا قرابة بينهم وبين الله تعالى بل هم من عباد الله تعالى، والمدار كل المدار في التقرب إلى الله تعالى هو طاعته وعبادته بتطبيق حدود الله تعالى التي وردت في القران الكريم والسنة الشريفة، ومن كان كذلك فهو من اتباع أهل البيت عليهم السلام ومقبول عندهم إما من عصى الله عزّ وجلّ ولم يطبق حدود الله تعالى، فلا ينفعه حب أهل البيت عليهم السلام، الله عزّ وجلّ يعطي من سأله، قال تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وكذلك من توكل على الله تعالى فليطمئن بأنّ الله يكفه وينجيه من المخاطر … الامام عليه السلام، يعرف الناس كيفية عبادة الله تعالى وطاعته، وأنّه تعالى هو الاول والأخر . ومتن الرواية هو : عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: خدمت سيدنا الامام أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) ثماني عشرة سنة، فلما أردت الخروج ودعته، وقلت: أفدني. فقال: بعد ثماني عشرة سنة، يا جابر! قلت: نعم إنكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره. فقال: يا جابر، بلغ شيعتي عني السلام، وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله (عز وجل)، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له. يا جابر، من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا. يا جابر، من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه، أو توكل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه! يا جابر، انزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا اخذ بعنانها، أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها.. يا جابر، الدنيا عند ذوي الألباب كفئ الظلال، لا إله إلا الله إعزاز لأهل دعوته، الصلاة تثبيت للاخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق، والصيام والحج تسكين القلوب، القصاص والحدود حقن الدماء، وحبنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.