السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
لقد كانت أولى بواكير الوعي السياسي عند الإمام الحسن (عليه السلام) قد ظهرت عندما حدثت معركة الجمل سنة 36هـ عندما قام الإمام علي بإرسال أبنه الحسن وبمعية الصحابي الجليل عمار بن ياسر إلى الكوفة طالباً منهم العون والمساعدة وعندما وصل الحسن (عليه السلام) إلى الكوفة خطب في الناس خطبة قال فيها :((أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى أخوانكم فانه سيوجد لهذا الأمر من ينظر إليه والله لان يليه أولوا النهي امثل في العاجلة وخير من العافية أجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به)).
وبعد الانتهاء من خطبته قام أحد وجهاء الكوفة فقال ((إن أمير المؤمنين قد دعانا وأرسل إلينا رسله حتى جاءنا ابنه فاسمعوا إلى قوله وانتهوا إلى أمره وانظروا إلى أميركم في هذا الأمر وأعينوه)).
وبعدما رأى الإمام الحسن (عليه السلام) من أهل الكوفة هذا الموقف الايجابي قال: ((إني عائد فمن شاء منكم أن يخرج معي على الظهر ومن شاء فليخرج في الماء فحضر معه تسعة آلاف رجل فأخذ بعضهم البر واخذ بعضهم الماء وعلى كل سبع رجال رجل فسار في البر ستة آلاف ومِائتان وسار في الماء ألفان وثمانمائة )).
لقد كان الإمام الحسن (عليه السلام) سياسياً محنكاً انعكست تجربته في طريقة أدائه الرسالي والإنساني الذي اتسم فيه بحذره الشديد وهو يحاور خصومه فقد عزل أبا موسى الأشعري عن ولاية الكوفة واستطاع ان يكسب عشرة آلاف مقاتل إلى جيش الإمام علي (عليه السلام) . وما أن قامت حرب الجمل واندلع لهيبها عالياً حتى كان الإمام الحسن (عليه السلام)احد فوارسها مع أخيه محمد بن الحنفية , وكان الحسن والحسين(عليهما السلام)كثيراً ما يبذلان النفس رخيصة بين يدي أمير المؤمنين علي (عليه السلام)عندما رأيا المكروه يحدق بابيهما فراحا يستأذنان ويزهقان في مالك غضباً لله وذياداً عن الإمام وحرمته .
دمتم في رعاية الله