هل عمر وابو بكر من المؤمنين ؟
السلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوٓاْ إِيمَٰنًا مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ما تفسير الاية الكريمة ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٥٨-٢٥٩: قوله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} إلخ، الظاهر أن المراد بالسكينة سكون النفس وثباتها واطمئنانها إلى ما آمنت به، ولذا علل إنزالها فيها بقوله: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} وقد تقدم البحث عن السكينة في ذيل قوله تعالى: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 248] في الجزء الثاني من الكتاب وذكرنا هناك أنها تنطبق على روح الإيمان المذكور في قوله تعالى: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22]. وقيل: السكينة هي الرحمة، وقيل: العقل، وقيل: الوقار والعصمة لله ولرسوله، وقيل: الميل إلى ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: ملك يسكن قلب المؤمن، وقيل: شيء له رأس كرأس الهرة، وهذه الأقاويل لا دليل على شيء منها. والمراد بإنزال السكينة في قلوبهم إيجادها فيها بعد عدمها فكثيرا ما يعبر في القرآن عن الخلق والإيجاد بالإنزال كقوله: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الزمر: 6] ، وقوله: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ } [الحديد: 25] ، وقوله: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } [الحجر: 21]. وإنما عبر عن الخلق والإيجاد بالإنزال للإشارة إلى علو مبدئه. وقيل: المراد بالإنزال الإسكان والإقرار من قولهم: نزل في مكان كذا أي حط رحله فيه وأنزلته فيه أي حططت رحله فيه هذا. وهو معنى غير معهود في كلامه تعالى مع كثرة وروده فيه، ولعل الباعث لهم على اختيار هذا المعنى تعديته في الآية بلفظة {في} إذ قال: {أنزل السكينة في قلوب المؤمنين} لكنه عناية كلامية لوحظ فيها تعلق السكينة بالقلوب تعلق الاستقرار فيها كما لوحظ تعلقها تعلق الوقوع عليها من علو في قوله الآتي: {فأنزل السكينة عليهم} الآية وقوله: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} الآية. والمراد بزيادة الإيمان اشتداده فإن الإيمان بشيء هو العلم به مع الالتزام بحيث يترتب عليه آثاره العملية، ومن المعلوم أن كلا من العلم والالتزام المذكورين مما يشتد ويضعف فالإيمان الذي هو العلم المتلبس بالالتزام يشتد ويضعف. فمعنى الآية: الله الذي أوجد الثبات والاطمئنان الذي هو لازم مرتبة من مراتب الروح في قلوب المؤمنين ليشتد به الإيمان الذي كان لهم قبل نزول السكينة فيصير أكمل مما كان قبله. دمتم في رعاية الله