سوال
ما السر في وجود الاصنام داخل الكعبة المشرفة ونحن نعلم ان ابراهيم عليه السلام حطمها و من اعاد وضعها وكيف كان يسمح عبد المطلب بوجودها وهو موحد الى فترة بعث النبي صلوات الله عليه واله وحطمها
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
لم يكن سكان الجزيرة العربيّة جميعهم على دينٍ واحد قبل ظهور الإسلام ، فكانت الديانة الغالبة آنذاك هي عبادة الأصنام، كما كان هناك أتباع ديانات أخرى كالمسيحية واليهودية والحنيفية والمانوية والصابئة، يقطنون في بقاع شتى من الجزيرة. وفيما يلي شرحٌ موجزٌ عن الأديان المعروفة والمتَّبعة آنذاك:
١-الموحّدون:
الموحدون أو الحنفاء ، هم الذين كانوا يرفضون عبادة الأصنام، ويُؤمنون بوحدانية الله تعالى، وأحياناً بالبعث والحساب ويوم القيامة، وكان قسمٌ من هذه الجماعة من أتباع الديانة المسيحية، ومنهم: ورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وقُس بن ساعدة الأيادي، وزهير بن أبي سلمى ... المزید
٢-المسيحية:
انتشرت المسيحية في بعض أجزاء جزيرة العرب، ففي الجنوب عن طريق الحبشة، وفي الشمال عن طريق سورية 11، وشبه جزيرة سيناء، إلا أنها لم تجتذب إليها أنصاراً كُثُر، وكان من هؤلاء النصارى: قيس بن ساعدة، وحنظلة الطائي، وأُمية بن أبي الصلت. وتغلغلت المسيحية في اليمن منذ القرن الرابع الميلادي. وعند ظهور الإسلام كانت بعض أحياء العرب في اليمن على دين النصرانية.
٣-اليهودية:
انتشرت اليهودية في جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام لا سيما في اليمن، وخيبر ويثرب، حيث بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع. وكان لليهود وزنهم السياسي والعسكري والاقتصادي، واستطاعوا أن يستهلكوا من الدولة الإسلاميّة فيما يُقارب سبع سنوات من الحروب والغزوات، حتى استطاع الإسلام أن يقضي عليهم سياسياً وعسكرياً.
٤-الوثنية :
كانت الوثنية منتشرة في جميع أنحاء الجزيرة العربيّة، فكادت تُعتبر الديانة الأكثر أتباعاً وانتشاراً فيها، وهنا لا بد من ذكر النقاط التالية:
1- نشأة الوثنية: يُنقل أن أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة عمرو بن لُحي الخُزاعي، الذي أُصيب بمرض الحكة في جلده، فَوُصِفَ له الاغتسال بماءٍ حارة في بلاد حوران، فذهب واغتسل بها فشفاه الله، ووجد الناس هناك يعبدون الأصنام، فحمل معه صنماً فنصبه في الكعبة الشريفة، وقيل غير ذلك.
ومن ذلك أن أصل عبادة الأصنام حدثت عندما كَثُر أبناء إسماعيل عليه السلام واضطروا إلى أن يخرجوا من مكة طلباً للعيش، فكانوا يحملون عند خروجهم شيئاً من تراب الحرم الذي يحمل ذكرى الكعبة، أثر أبيهم إسماعيل، ثم حملوا هذا التراب للحفاظ عليه، وتطورت الذكرى إلى تقديس، فعبادة.
2- أصنام العرب: من أصنامهم مناة، اللات، العُزى، هُبل (وهو الذي جاء به عمرو بن لُحي)، إساف ونائلة، ود، يغوث، يعوق، نَسر...
3- إيمان الوثنيين بالله تعالى: كان الوثنيون يؤمنون بالله العليِّ الأعلى، وأنه هو الخالق البارئ المصور، وقد حكى القرآن الكريم إيمانهم هذا بقوله تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ﴾ الحالة الدينية في الجزيرة العربيّة17. وهم لا يعبدون هذه الأصنام إلا لتكون وسيلتهم إلى الله، كما قال تعالى على لسانهم ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى﴾ 18، وبذلك وقعوا في مفارقات غريبة لا يقبلها عقل، ولا يُقرُّ بها منطق.
منقول بتصرف .
دمتم في رعاية الله