logo-img
السیاسات و الشروط
مَلِيكَةَ 🕊 ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

وجود الله والتكلم مع الناس

السلام عليكم كيف يمكن التعامل مع شخص يرفض وجوده في هذه الحياة و يقول اني مجبر على وجودي في هذه الحياة انا لا اريد حياة و لا جنة و لا نار و لا حساب انا مجبر على وجودي لستُ من اختار ولادتي في هذه الحياة ، لا اريد شيء لا ذكرٌ لي بعد موتي و لا زوجة و لا اولاد اريد فقط إن أرجع( نكرة ليس لي اثر و لا وجود ) . يعني هو رافض كل وجوده بهذه الحياة و مايقبل ايصدك بالبشر الا الله ايكلمه لكن فهمته بعض الامور كال ليش يعني الله ما يريد يحجي وياي مو هو خلقني و اوجدني بهذه الحياة هذا ظلم ( حشى لله إن يظلم احد).


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ما نعتقده بالله تعالى انه فيض الحكمة وان كل فعل يفعله لا يمكن ان يكون الا مقتضى الحكمة فلو شاء الباري ان يخلق الانسان فلابد ان يكون خلقه للانسان هو محض الخير للانسان فالله تعالى لا يحتاج الى شيء حتى يكون الخلق لحاجته وانما الخلق لمصلحة الخلق فقط ومن الواضح ان الوجود خير من العدم فوجودنا خير من عدمنا فالله تعالى بمجرد ايجادنا فانه قد تفضل علينا واخرجنا من العدم الى الوجود وزادنا من الفضل ان سلحنا بكل ما يمكن ان نستعين به من العقل والمشاعر التي تساعد على حفظ اتزان الانسان في كل تصرفاته ولم يترك عباده بل ارسل لهم الانبياء واقام عليهم الحجج كل هذا لاجلنا نحن كي نرتقي ونكون في افضل الاحوال ولذا فان دور الانسان الحقيقي ليس في الدنيا وانما الدنيا هي مرحلة ياخذ منها ما يحتاجه الى مرحلة اكبر واعظم وهي الخلد والرقي الابدي الا ما شاء الله ومن هنا وردت روايات كثيرة تبين ذلك منها قول امير المؤمنين عليه السلام الدنيا دار ممر والاخرة دار مقر فخذوا من ممركم الى مقركم فالمطلوب منا ان نعي اننا في مرحلة ستنتهي وتكون هناك مرحلة اكبر واعظم وما يحدد مقامك ومنزلتك في تلك المرحلة هو ما ستناله في هذه المرحلة اشبه بمراحل الدراسة فاننا ندرس في الابتدائية لا لاجل الابتدائية وانما ندرسها كي ننتقل الى مرحلة اكبر وهي المتوسطة والاعدادية وبعدها ننتقل الى مرحلة اكبر واعظم وهي مرحلة الجامعة ومستوى الطالب في الجامعة يحدده مقدار جهده في الاعدادية فقد ينال كلية الطب وقد ينال معهدا بسيطا وسبب ذلك هو ما بذله من الجهد في المراحل السابقة والجهد الذي بذله هو الذي حدد مستواه في الجامعة وهكذا نحن بالنسبة للاخرة والدنيا فان مقدار ما تبذلونه في الدنيا هو الذي يحدد مقامكم ومنزلتكم في المرحلة القادمة او بالاصح المراحل القادمة فهناك مرحلة البرزخ وهناك مرحلة الرجعة و هناك مرحلة البعث والمرور بمنازل القيامة ثم مرحلة الخلد في الجنة والتكامل الروحي فيها كل هذا يتوقف على مستوى الانسان في الدنيا فليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى. ولا ننسى في كل هذا ان الله تعالى لشدة حبه لعباده خلقهم كي يرتقوا ويكون في مراتب عالية وهيأ له كل ما يحتاجه للارتقاء واعطاه كل ما يساعده ويبعده عن الانحدار والضياع فعلينا ان نغتنم الفرصة ونكون قدر المسؤولية كي ننال اعلى مراتب القرب من الله تعالى فاذا جاء الموت لا ينفع الندم ويبقى ينادي المقصر والضال رب ارجعوني لعل اعمل صالحا فيما تركت او يقول وا اسفا على ما فرطت في جنب الله فهنيئا لمن علم وهنيئا لم علم ثم عمل وهنيا لمن علم ثم عمل ثم اجتهد في العلم والعمل فنال ارقى الرتب واعلى المقامات بين يدي الله تعالى. اما قضية ان الله يتكلم معنا فالله تعالى ليس وجوده كوجود البشر فليس له آلة يتكلم بها كما عند البشر يقول الله تعالى : ((وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ))(سورة الشورى، آية 51) فيستحيل ان يتكلم الله تعالى مباشرة بصوته لأنه ببساطة لا صوت له والصوت من صفات المادة والاجسام والله تعالى ليس بجسم نعم يتكلم الله عن احد تلك الطرق في الاية الشريفة اما يرسل له رسولا فيوحي باذنه او من وراء حجاب او يوحي اليه ويلقي في قلبه وهذه الامور تحتاج ان يرتقي الانسان كي يكون مؤهلا لذلك لا ان الله تعالى لا يتكلم معه بل لابد هو يرتقي كي يصل إلى احدى هذه الطرق واضرب لكم مثلا كي تتضح لكم الفكرة. لو كان هناك ملك الملوك الارض فهل هذا الملك العظيم الذي هو ملك على ملوك الارض يتكلم مع كل شخص شخص من رعيته فكل شخص على الارض يقدر ان يتكلم معه ام فقط الشخصيات الكبيرة والعظيمة هي التي ترتقي فتكون مؤهلة ان يتكلم معها ملك الملوك؟ بالتاكيد ملك الملوك لا يتكلم مع اي شخص الا من كان في منزلة عالية وراقية فكل من يكون عالما كبيرا يمكنه ان يتكلم مع هذا الملك ومن هنا يتضح ان المطلوب من كل شخص يصل إلى مستوى يكلمه الله تعالى لابد عليه ان يكون في مقام يقدر ان يتكلم مع الله تعالى باحد الطرق وعليه نجد الانبياء مؤهلين ان يتكلم الله معاهم واصطفاهم الله تعالى فمنهم من ارسل له رسولا يوحي له ومنهم من كلمه من وراء حجاب ومنهم من اوحى اليه والقى في قلبه مايريد وهؤلاء الكاملين من الناس وصلوا بجهدهم وسعيهم وارتقاء نفوسهم وصلوا اى مرتبة الاصطفاء والنبوة والرسالة وارسلهم للناس فجاء الانبياء وقالوا للناس ان الخالق العظيم اختارنا من بين الناس وكلمنا باحد هذه الطرق ولاجل ان يصدق الناس انهم يقولون حقا ولا يكذبون اقام الله تعالى لهم المعجزة وهي ما يعجز الناس عن الاتيان بمثلها وبعد ان اقاموا الحجة على الناس وانه تعالى كلمهم وارسلهم إلى الناس طلب من الانبياء ان يعلموا الناس تفاصيل الدين الذي هو كله بصالحهم ولاجلهم فكل ماشرعه الله تعالى من صلاة وصيام وغير ذلك كله لاجنا وفي صالحنا ومن كل هذا يتضح انه لا معنى ان اطلب من الله ان يتكلم معي وهل انا وصلت إلى مرتبة استحق ان يكلمني بها رب العزة والجلالة فمن يجعل نفسه في سرداب اسفل الارض بطابق عاشر اسفل الارض كيف له ان يلوم الشمس انها لا تضيء له طريقه وفي الحقيقة الشمس نورها يملأ الخافقين الا اننا نحن من منع نفسه عنها فكذا نحن مع الله تعالى فالله لا يحتجب عن عباده ولكن ذنوب العباد هي التي تحجبهم دونه فـ((كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً))(سورة الإسراء، آية 20). وختاما اقول لجنابكم والآخر الكريم: ان الله تعالى اعطى للانسان جوهرة عظيمة وهي العقل وقدرة التفكر والفهم والتحليل والتدقيق في هذا الخلق العظيم كي يصل إلى اعلى المراتب فمن استثمر هذه النعمة وصل إلى مراتب عالية ومقامات رفيعة فهل يعقل لطالب في الاول الابتدائي يقول انا ارفض كل شيء وكل هذا العلم لان رايس الجامعة لا يتكلم معي فانه ببساطة نقول له اذهب وادرس وتفكر فسوف تتدرج في المراتب والمراحل وستصل إلى مرتبة يكون رئيس الجامعة حاضرا معك المهم انت استثمر العقل والفكر وتتبع هذا الخلق وهذه العجائب التي تحيط بك وعظيم صنعها ستجد الله تعالى يتكلم معك بكل هذه العجائب التي تحيط بنا. وعندها ستلمس بشكل واضح احد اسرار وجودك وستحمد الخالق على كل هذه النعم العظيمة التشاؤم لا يبني الانسان والتشكيك بلا بحث هو اماتة للانسان نعم الحيرة التي يتبعها تفكر وتتبع بالتاكيد ستجعلنا نتطور ونرتقي ونعرف عظيم الباري تعالى وعندها تشعر بالسعادة لانك تنتمي إلى عالم الوجود والخلق وابداع الباري عز وجل. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

5