ليس كل مرض ابتلاء، فبعض الأمراض ناتجة عن تقصير إمّا من نفس الشخص أو تمرد من الآخرين، وهذه الأمراض هي نتيجة تقصير في الحفاظ على الصحة، وليس هو امتحان من الله تعالى، فمثلاً: شخص يعلم أنه يصاب بالزكام إذا خرج من الحمام بلا أن يحتمي من البرد خارج الحمام، و يخرج مكشوف الرأس، فإنّه إذا أصيب بالزكام فليس هذا من الامتحان الرباني، وإنّما هو تقصير منه في حفظ نفسه من المرض، وهناك بعض الأمراض سببها بعض المعاصي منه أو من غيره.
وهناك بعض الأمراض هي ابتلاء من الله تعالى كما أصاب أيوب (على نبينا وآله وعليه السلام).
أمًّا التمييز بينهما، فبالنظر إلى أسبابها، فإن صدرت عن تقصير من الشخص فليست من الامتحان، وإن صدرت رغماً على الشخص ولم يكن بيده شيء لدفعها كانت امتحاناً، والمطلوب هو أن تحافظ على نفسك بما عليه العقلاء في الحفاظ على النفس، والابتعاد عن المعاصي التي قد تسبب لوناً من الأمراض ولو النفسية، والصبر على ما يصيبك من الأمراض وتحتسب أمرك إلى الله تعالى ففي المرض محو السيئات وفي الصبر زيادة في الأجر، وفي كل الأحوال أنت مع الصبر سوف تنال الحسنيين، فإن كان من تقصيرك فأنت صبرت على ما صدر منك ولم تتمرد، وإذا كان امتحاناً من الله تعالى فسوف تكون قدر المسؤولية في هذا الابتلاء.