logo-img
السیاسات و الشروط
zena hade ( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الكره والحقد على الاب

السلام عليكم... انا ولدت وتربيت عند خالاتي وليس عند امي وابي فكنت لا ارى ابي الا في المناسبات النادرة فلم اكن احس بأن لدي اب ولم اعرف الحنان منه وكان لا يسأل عني ولم يتكفل بأكلي وشربي وملبسي ولا اي شيء يخصني كأنني لست موجودة، و حين تزوجت خالاتي واضطررت الى الرجوع لهم وكان عمري عشر سنوات فكان لايحب وجودي ويفرق بيني وبين اختي التي تربت عنده ويهتم بها فقط ويحملني مسؤولية اي شيء سيء ويصرخ علي ولايعاملني على اساس ابنته وكبرت حتى صرت في المراهقة ولا زالت المعاملة نفسها فكرهته وزاد بغضي له يتبع....


حسب رأي السيد السيستاني

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أبنتي المحترمة :- إننا خلقنا في هذه الدنيا لاجل ان نرتقي باخلاقنا وبطاعتنا لله سبحانه وتعالى الى منزلة الرضا فنحتاج في مسيرتنا القصيرة جداً في هذه الدنيا ان نلتزم بما هو مدعاة للتوفيق الى الوصول لرضا الله سبحانه وتعالى ، اضف الى ذلك ان واحدة من اهم الامور التي يرقى من خلالها الانسان المؤمن للوصول الى الغاية الاساسية وهي رضا الله سبحانه وتعالى هي مسألة الإختبار بما يجهد الانسان ويتسبب في ابراز صبره على النجاح في الاختبار - الابتلاء - فإن الصبر هو المادة الاساسية في نيل القرب والفوز بالجنة فإن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم :- وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ، وهذا الابتلاء او الاختبار لم يسلم منه مؤمن كما جاء تأكيد ذلك في القرآن الكريم حيث يقول الله سبحانه وتعالى :- أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، ومن اعظم ما كلفنا الله به سبحانه وتعالى بل ليس تكليفاً انما اعلى من التكليف هو كيفية التعاطي مع الوالدين ودقة التعامل معهم حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم :- وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، فهذه المرحلة من حياة الانسان هي من اخطر المراحل والتي تحتاج الى ان يكون الانسان على مستوى عال من المسؤلية في التعامل معهم فأن الله سبحانه وتعالى لايرضى ان نتصرف معهم أي حركة بل واي سكنة تكون مخالفة للاحسان اليهم ولم يأخذ بعين الاعتبار ما هو حالهم هل متدينين هل عاصيين هل كافرين لم يلاحظ كل ذلك إنمّا تكليفنا تجاههم واحد بغض النظر لحالهم ، واليك بعض ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام في هذا المجال :- قال الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) سئل عن الرجل يقول لابنه او بنته بأبي أنت وامي أو بأبوي ، أترى بذلك بأسا فقال : إن كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا وإن كانا قد ماتا فلا بأس ، بحار الانوار ج74 ص69 ح44 ، وقال الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بر الوالدين واجب ، وإن كانا مشركين ، ولا طاعة لهما في معصية الخالق بحار الانوار ج74 ص72 ح5 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من أحزن والديه فقد عقهما ، بحار الانوار ج74 ص84 ح94. ، وقال الامام أبي عبد الله (عليه السلام) أدنى العقوق ((اف)) ولو علم الله عزوجل شيئا أهون منه لنهى عنه (فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ) الاسراء23 ، بحار الانوار ج74 ص59 ح22 ، وقال الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عقوق الوالدين من الكبائر لان الله عزوجل جعل العاق عصيا شقيا بحار الانوار ج74 ص74 ح65 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إن الجنة لتوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولايجدها عاق ولا ديوث بحار الانوار ج74 ص69 ح43 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان بحار الانوار ج74 ص74 ح64 ، وقال الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ثلاث دعوات لايحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا بره ، ودعوته عليه إذا عقه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ، ودعاؤه لمن انتصر له منه ، ورجل مؤمن دعا لاخ له مؤمن واساه فينا ، ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه ، بحار الانوار ج74 ص72 ح57 ، وقال الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين بحار الانوار ج74 ص56 ح15 ، وقال الامام أبي عبد الله (عليه السلام) من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة بحار الانوار ج74 ص61 ح26 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إياكم ودعوة الوالد ، فانها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله تعالى إليها ، فيقول الله تعالى ارفعوها إلي حتى أستجيب له ، فاياكم ودعوة الوالد فانها أحد من السيف بحار الانوار ج74 ص83 ح93 ، وقال الامام أبي عبد الله (عليه السلام) ملعون ملعون من ضرب والده أو والدته ، ملعون ملعون من عق والديه ، ملعون ملعون من قاطع رحم ، بحار الانوار ج74 ص85 ح98 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقال للعاق اعمل ما شئت فاني لا أغفر لك ، ويقال للبار اعمل ما شئت فإني سأغفر لك ، بحار الانوار ج74 ص80 ح82 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده الله بحار الانوار ج74 ص74 ح62 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فليس فوقه بر ، وإن فوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل أحد والديه ، فاذا فعل ذلك فليس فوقه عقوق بحار الانوار ج74 ص60 ح25 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : عاق ، ومنان ، ومكذب بالقدر ، ومدمن خمر ، بحار الانوار ج74 ص71 ح50 ، وقال الامام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) العقوق يعثب القلة ويؤدي إلى الذلة بحار الانوار ج74 ص84 ح95 ، وقال الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه واله) : ما حق الوالد على ولده ؟ قال : لا يسميه باسمه ، ولا يمشي بين يديه ، ولا يجلس قبله ، ولا يستسب له ولا يستسب له أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له بحار الانوار ج74 ص45 ح6 ، وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إن أهل بيت ليكونون بررة فتنمو أموالهم وإنه لفجار بحار الانوار ج74 ص82 ح86 ، وقال الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) من أحب أن يخفف الله عزوجل عنه سكرات الموت ، فليكن لقرابته وصولا ، وبوالديه بارا ، فاذا كان كذالك ، هون الله عليه سكرات الموت ، ولم يصبه في حياته فقر أبدا ، بحار الانوار ج74 ص66 ح33 ، فبعد كل هذا ابنتي العزيزة اصبري على اذى ابيك وبريه ولا تتذمري مما يفعله فإن الله سبحانه وتعالى يقف لجانبك ويقدر ما انت فيه ويفرج عنك ان شاء الله ، اسأل الله لك التوفيق والنجاح .

2