السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
إنّ قوله تعالى (ان الله لا يحب الفرحين) ،تفسر بمعنى السرور والفرح بالدنيا وتشير إلى قصة قارون وتعلقه بالدنيا .وقد جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٧٦:
قوله تعالى: (إذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين) فسر الفرح بالبطر وهو لازم الفرح والسرور المفرط بمتاع الدنيا فإنه لا يخلو من تعلق شديد بالدنيا ينسى الآخرة ويورث البطر والأشر، ولذا قال تعالى: (ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور) الحديد: 23.
ولذا أيضا علل النهى بقوله: (ان الله لا يحب الفرحين).
وأما قوله تعالى (فرحين بما اتاهم الله من فضله)،تفسر بمعنى السرور وفرح المجاهدين والمؤمنين بالفضل الالهي الذي حصلوا عليه . وقد جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٤ - الصفحة ٦٠-٦١:
قوله تعالى فرحين بما آتاهم الله الآية الفرح ضد الحزن والبشارة والبشرى ما يسرك من الخبر والاستبشار طلب السرور بالبشرى والمعنى أنهم فرحون بما وجدوه من الفضل الإلهي الحاضر المشهود عندهم ويطلبون السرور بما يأتيهم من البشرى بحسن حال من لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ومن ذلك يظهر أولا أن هؤلاء المقتولين في سبيل الله يأتيهم ويتصل بهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا.
وثانيا أن هذه البشرى هي ثواب أعمال المؤمنين وهو أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وليس ذلك إلا بمشاهدتهم هذا الثواب في دارهم التي هم فيها مقيمون فإنما شأنهم المشاهدة دون الاستدلال ففي الآية دلالة على بقاء الانسان بعد الموت ما بينه وبين يوم القيامة وقد فصلنا القول فيه في الكلام على نشأة البرزخ في ذيل قوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات الآية: البقرة - 154.
دمتم في رعاية الله