Ahmed Almosawi ( 43 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير

تفسير اية ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم


قال العلامة الطباطبائي قدس سره الشريف في تفسير هذه الاية( بيان الايات تشير الي حديث الافك و قد روي اهل السنه ان المقذوفه في قصه الافك هي ام المومنين عائشه و روت الشيعه انها ماريه القبطيه ام ابراهيم التي اهداها مقوقس ملك مصر الي النبي ص و كل من الحديثين لا يخلو عن شيء علي ما سيجيء في البحث الروائي الاتي. فالاحري ان نبحث عن متن الايات في معزل من الروايتين جميعا غير ان من المسلم ان الافك المذكور فيها كان راجعا الي بعض اهل النبي ص اما زوجه و اما ام ولده و ربما لوح اليه قوله تعالي: «و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم» و كذا ما يستفاد من الايات ان الحديث كان قد شاع بينهم و افاضوا فيه و سائر ما يومئ اليه من الايات. و المستفاد من الايات انهم رموا بعض اهل النبي ص بالفحشاء و كان الرامون عصبه من القوم فشاع الحديث بين الناس يتلقاه هذا من ذاك و كان بعض المنافقين او الذين في قلوبهم مرض يساعدون علي اذاعه الحديث حبا منهم ان تشيع الفاحشه في الذين امنوا فانزل الله الايات و دافع عن نبيه ص. قوله تعالي: «ان الذين جاو بالافك عصبه منكم» الخ الافك علي ما ذكره الراغب الكذب مطلقا و الاصل في معناه انه كل مصروف عن وجهه الذي يحق ان يكون عليه كالاعتقاد المصروف عن الحق الي الباطل- و الفعل المصروف عن الجميل الي القبيح و القول المصروف عن الصدق الي الكذب و قد استعمل في كلامه تعالي في جميع هذه المعاني. و ذكر ايضا ان العصبه جماعه متعصبه متعاضده و قيل: انها عشره الي اربعين. و الخطاب في الايه و ما يتلوها من الايات لعامه المومنين ممن ظاهره الايمان اعم من المومن بحقيقه الايمان و المنافق و من في قلبه مرض و اما قول بعضهم: ان المخاطب بالخطابات الاربعه الاول او الثاني و الثالث و الرابع النبي ص و المقذوفه و المقذوف ففيه تفكيك بين الخطابات الواقعه في الايات العشر الاول و هي نيف و عشرون خطابا اكثرها لعامه المومنين بلا ريب. و اسوا حالا منه قول بعض اخر ان الخطابات الاربعه او الثلاثه المذكوره لمن ساءه ذلك من المومنين فانه مضافا الي استلزامه التفكيك بين الخطابات المتواليه مجازفه ظاهره. و المعني: ان الذين اتوا بهذا الكذب- و اللام في الافك للعهد- جماعه معدوده منكم مرتبط بعضهم ببعض و في ذلك اشاره الي ان هناك تواطوا منهم علي اذاعه هذا الخبر ليطعنوا به في نزاهه بيت النبي ص و يفضحوه بين الناس. و هذا هو فائده الخبر في قوله: «ان الذين جاو بالافك عصبه منكم» لا تسليه النبي ص او تسليته و تسليه من ساءه هذا الافك كما ذكره بعضهم فان السياق لا يساعد عليه. و قوله: «لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم» مقتضي كون الخطاب لعامه المومنين ان يكون المراد بنفي كونه شرا لهم و اثبات كونه خيرا ان المجتمع الصالح من سعادته ان يتميز فيه اهل الزيغ و الفساد ليكونوا علي بصيره من امرهم و ينهضوا لاصلاح ما فسد من اعضائهم و خاصه في مجتمع ديني متصل بالوحي ينزل عليهم الوحي عند وقوع امثال هذه الوقائع فيعظهم و يذكرهم بما هم في غفله منه او مساهله حتي يحتاطوا لدينهم و يتفطنوا لما يهمهم. و الدليل علي ما ذكرنا قوله بعد: «لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم» فان الاثم هو الاثر السيئ الذي يبقي للانسان عن اقتراف المعصيه فظاهر الجمله ان اهل الافك الجائين به يعرفون باثمه و يتميزون به عندكم فيفتضحون به بدل ما ارادوا ان يفضحوا النبي ص. و اما قول من قال: ان المراد بكونه خيرا لهم انهم يثابون بما اتهموهم بالافك كما ان اهل الافك يتاثمون به فمبني علي كون الخطاب للمتهمين خاصه و قد عرفت فساده. و قوله: «و الذي تولي كبره منهم له عذاب عظيم» فسروا كبره بمعني معظمه و الضمير للافك و المعني: و الذي تولي معظم الافك و اصر علي اذاعته بين الناس من هولاء الافكين له عذاب عظيم.

1