بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب سؤالكم وجيه وفي محله ولكن هل فعلا الله تعالى خلقنا وتركنا وان الظروف صعبة ولم يوفر لي حياة كريمة وهل فعلا انا ضعيف الحال امام الشيطان والجواب على هذه الاسئلة يتضح الجواب على سؤال جنابكم الكريم ان الله تعالى خلق الانسان ولم يتركه ولا ثانية واحدة يقول الله تعالى: ((وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)) (البقرة:115) بل اقرب الينا من حبل الوريد يقول الله تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)) (ق:16) فالله تعالى معنا في كل خطرات قلوبنا فلم يتركنا لحظة واحدة بل اكثر من ذلك بعث الينا افضل الاساتذة يعينونا على امتحانات هذه الدنيا يبينوا لنا الطريق المستقيم وياخذون بيدنا الى بر الامان ورسموا لنا المستقبل الجميل فكل من يسير على هذه الخريطة الالهية سوف ينجو من كل مزالق الدنيا واذا غلبه الشيطان ووقف في واحد منها فباب التوبة مفتوح وطريق العودة ميسور يمكنه ان يعود ويستقيم اما قضية الحياة الكريمة فالله تعالى شرع كل ما فيه سبل الاستقرار للانسان فمن جهة حث على العمل وان الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله وان له الاجر والثواب العظيم في عمله لعياله مع ان العامل انما يعمل كي يعيش هو ويعيش عياله ولكن الله تعال حثهم زيادة على ذلك ووعدهم النعمي المقيم لاجل هذا العمل ومن جهة اخرى فان لم يمكنه تحصيله قوته وقوت عياله فانه شرع له الارتزاق من الحقوق الشرعية وجعل بيت مال المسلمين لاجل اعانة الفقراء ممن لا قدرة له على العمل او ان العمل لا يسد حاجته فانه ياخذ من الحق الشرعي ويسد حاجته ولا يعيش في فقر وحاجة وعوز ومن هنا كان تشريع النظام الاقتصادي في الشريعة الاسلامية وتشريع الخمس والزكاة وغيرها من الامور المالية والغرامات على المسلمين عند ارتكاب بعض المعاصي كل هذا لاجل توازن الحالة المعيشية لدى الناس اما قضية الذنوب واني ضعيف امام الشيطان فهذا شيء غير صحيح ابدا بل على العكس الشيطان هو الضعيف امامنا لاننا مع الله تعالى وهو عدو الله فهل يعقل من كان معه جبار السموات والارض يكون ضعيفا نعم هناك من الناس من يسلم امره للشيطان ولوساوس الشيطان ولا يجاهد نفسه ولا يهذب عمله من المفاسد والعاصي وتنزلق قدمه شيئا فشيئا ويصور له الشيطان انه لا يقدر ان يترك هذه المعصية وبالتالي يضيف الى رصيده على مر الزمان معصية اخرى واخرى الى ان يجعل قلبه اسود مظلما لا يرى اي شيء من الخير والجمال ومن هنا حذرنا الله تعالى من الشياطين ووساوسهم وان لا نسير معهم ولا اليهم يقول الله تعالى: ((أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)) (يس:62) فلاحظ كيف حذر الباري تعالى عباده من الانزلاق الى الهاوية والخضوع لوساوس الشيطان. يقول الله تعالى في سورة الحجر: ((قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (42) فلاحظ كيف يسعى الشيطان لغواية الانسان وتضليله وكيف ان الله تعالى قال له ان قدرتك على الغاوين اما عبادي فليس لك عليهم سلطان فلابد ان تكون عبدا لله تعالى لا عبدا للشيطان والله تعالى اعطاك ما يعينك على مقاتلة الشياطين اعطاك عقلا جوهرة عظيمة تزن فيها الامور وتفكر قبل ان تفعل اي فعل فانك ان تدبرت وتاملت سوف تجد نفسك غالبا بعيدا عن الهاوية وبعيدا عن المعصية واذا غلبتك شهوتك ووقعت في معصية فبادر الى التوبة واذا تلوثت النفس بادر الى تطهيرها فان الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين فحدث نفسك دائما انك تسعى الى طاعة الله تعالى وانك لا تطيع الشيطان وانك دوما مع الله وان الله تعالى معك وشيئا فشيئا سوف تسيطر على كل ما يؤثر عليك سلبا او ايجابا وتكون في بر الامان. ويبقى سؤال اخير لماذا كل هذا اصلا لماذا خلقنا الله بكل هذه التفاصيل؟ وجوابه : ان الله تعالى خلقنا لا لاجل مصلحة ترجع اليه فهو الغني عن كل عالم الوجود وكل عالم الوجود مفتقر اليه وانما خلقنا لاجل انه يريد ان يكرم الانسان ويجعله في مراتب عالية ويمكنك متابعة هذا السؤال في المجيب فهناك الكثير من الاجوبة عليه وهي نافعة ان شاء الله تعالى. وهذا الرابط نافع ايضا https://imamhussain.org/arabic/6394 تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته