السلام عليكم ، كيف نرد على هذه الشبهة ..
ب. وليس معنى هجران فاطمة لأبي بكر الهجران المحرَّم ، فهي أجنبية عنه أصلاً .
قال المهلب : إنما كان هجرها انقباضاً عن لقائه ، وترك مواصلته ، وليس هذا من الهجران المحرم ، وأما المحرَّم من ذلك : أن يلتقيا ، فلا يسلم أحدهما على صاحبه ، ولم يَروِ أحدٌ أنهما التقيا وامتنعا من التسليم ، ولو فعلا ذلك : لم يكونا متهاجريْن ، إلا أن تكون النفوس مظهرة للعداوة ، والهجران ، وإنما لازمت بيتها ، فعبَّر الراوي عن ذلك بالهجران . " عمدة القاري " (15 / 20) .
و شكرًا 🌹.
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
بالتاكيد القوم معذورون في محاولاتهم لاجل اظهار بعض الشخصيات بصورة تليق بالهالة التي نسجوها لهم فعندما يصدمون مع رواية واضحة في اثبات غضب السيدة الزهراء عليها السلام على هذه الشخصيات وكل من غضبت عليه الزهراء فقد غضب عليه النبي صلى الله عليه واله وبالتالي يتضح مصير هذه الشخصيات وان كل ما نسجوه لهم يذهب ادراج الرياح
اما ما يخص سؤالكم اخي الكريم فالرواية لم تذكر الهجران فقط بل ذكرت امورا اخرى وسياق الرواية يفهم منه ان السيدة الزهراء عليها السلام ما كانت راضية عن ابي بكر والان انقل لكم الرواية من صحيح البخاري وننظر في مداليلها: ((عن عائشة ان فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وانى والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر ان يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها على ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان ... المزیدالخ))(صحيح البخاري: ج5/ص83)
فلاحظ اخي الكريم كيف ان الرواية مشحونة بالموقف السلبي لابي بكر من وجوه عدة نبينها تفصيلا:
اولا: اولا مجيء الزهراء عليها السلام لابي بكر تسالها ميراث ابيها وهذا يعني ان ابا بكر تمرد على الميراث ومنعه عنها فهناك امور اخذها ابو بكر من السيدة الزهراء عليها السلام وهو ميراثها من ابيها ولذا جاءت تطلب ميراثها
ثانيا: جواب ابي بكر وانه سمع من رسول الله صلى الله عليه واله حديثا يثبت انه الزهراء عليها السلام لا تستحق شيئا مما ترك النبي صلى الله عليه واله
وهذا الجواب فيه اساءة لجميع المسلمين وللسيدة الزهراء ولامير المؤمنين عليه السلام علي بن ابي طالب وذلك ان هذا الحديث لا يعرفه لا فاطمة عليها السلام ولا امير المؤمنين عليه السلام ولا جميع المسلمين فهذا يعني انكم جميعا لا تعرفون هكذا حديث مهم مع انه يخص العترة الطاهرة فالعترة لا تعرف ان النبي قال ان ما تركته ليس لكم ايها العترة انما هو مال عام لجميع المسلمين وابو بكر هو من سمع من النبي ذلك كانه سر الاسرار واودعه عند ابي بكر وهو لا علاقة له بالموضوع اصلا في عهد النبي صلى الله عليه واله والذي له علاقة بالموضوع وهم الورثة الشرعيين لم يقل لهم النبي هذا الكلام فاي مفارقة هذه
ثالثا: تقول الرواية ابى ابو بكر ان يدفع الى فاطمة عليها السلام شيئا وتذكر الرواية ان الزهراء روحي لها الفداء وجدت على ابي بكر واذا راجعنا معنى الوجد في اللغة نجد ان معناه هو الغضب يقول كتاب العين
وجد : الوجد : من الحزن و الموجدة من الغضب (ج6/ص169)
وايضا يقول الجوهري في الصحاح
ووجد عليه في الغضب موجدة (الصحاح الجوهري: ج2/ص547)
فاي تصريح بعد هذا في غضب الزهراء عليها السلام على ابي بكر
رابعا: تذكر الرواية بعد قضية وجد الزهراء عليها السلام على ابي بكر انها هجرته فم تكلمه حتى توفيت
وهذا الهجران لابد ان يفهم في سياق الرواية لا ان ناتي ونفسر الهجران منه المحرم ومنه الجائز وفعلها في دائرة الجائز فهذا كلام لا يقبل بحال
فعند مراجعة الرواية والتي ذكرت بوضوح انها وجدت على ابي بكر اي غضبت عليه ومن ثم قالت الرواية انها هجرته فهذا الهجران هو حجران كاشف عن حقيقية الاحداث التي جرت بينهما وتذكر الرواية انها لم تكلمه فاين يمكن ان نقول ان هذا الفعل شيء عادي فعدم كلامها الى يوم مماتها لهو ادل دليل على غضبها على ابي بكر وادل دليل على ان الامور التي جرت امور عظيمة وليست الزهراء عليها السلام من تبحث عن الدنيا وحطامها كي تتخذ كل هذا الموقف الكبير من هؤلاء بل لابد انهم فعلوا شيئا مشينا في حق الزهراء عليها السلام وبالتالي اتخذت منهم هذا الموقف.
خامسا: تذكر الرواية ان امير المؤمنين عليه السلام دفنها ليلا ولم يخبر ابا بكر عن دفنها فصلى امير المؤمنين عليه السلام عليها ودفنها ليلا
ودفنها ليلا وعدم اخبار ابي بكر اما كان بوصية الزهراء عليها السلام كما هو ثابت عندنا واما كان من عند امير المؤمنين عليه السلام وكلاهما يثبتان غضب اهل البيت على ابي بكر وانه لم يكن مرضيا لهم عليهم السلام
فهذه الدلالات جميعها لا تثبت موقف الزهراء عليها السلام من ابي بكر وان الامور كانت وردية بينه وبين اهل البيت عليهم السلام
وهذه الرواية واردة في اصح كتب اخواننا السنة وهو صحيح البخاري وبالتاكيد هذه الرواية لم ترو الا بعد تهذيبها وتقليل مكامن السوء الواضحة فيها بل وتزويق بعض الامور فيها كما هو في اثبات خلافة ابي بكر وانه عليا عليه السلام بايعه ولكن شاء الله ان يظهر الحق في جنبات هذه الرواية وان المحلل البصير عندما ينظر لها بعين الباحث المنصف تجد ما فيها من الاسرار التي تثبت عظيم ظلامة اهل البيت عليهم السلام في ذاك الزمان وكيف انها عليها السلام ماتت في عمر الورد ولم يعلم عن قبرها حتى كبير القوم وهو ابو بكر او عمر والى يومنا قبرها مجهول لا يعرف اين وما هذا الا صرخة في وجه كل من يدافع عن امثال هؤلاء انهم ظلموا السيدة الزهراء عليها السلام وهذه اصح الكتب تثبت ما فيه اشارات واضحة عن تلك الظلامة والتي بالتاكيد لا يمكن ان يصرح بها في كتب كتبت تحت نظر الامويين والعباسين وهم ابغض الناس لاهل البيت عليهم السلام.
وعلى العلماء من اخواننا السنة اظهار هذه الروايات للناس فان الناس لو سمعوا بامثال هذه الروايات فانهم بالتاكيد سوف يعوون ويعرفون عظيم الخطب على اهل البيت عليهم السلام .
كي يعرف الناس الحق فيتبعوه وياخذوا دينهم من هذا النبع الصافي نبع محمد واله الطاهرين.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته