( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

من ماذا خلق الحيوان

ان الله خلق الحيوانات من ماء؟ {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) اكدر اعرف من شنو انخلقت الحيوانات؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١١ - الصفحة ١٣٢-١٣٤: وأشارت آخر الآيات - موضع البحث - إلى أبرز صورة وأوضح دليل على التوحيد، وهي مسألة الحياة بصورها المختلفة، فقالت: والله خلق كل دابة من ماء أي أن أصلها جميعا من ماء، ومع هذا فلها صور مختلفة فمنهم من يمشي على بطنه كالزواحف. ومنهم من يمشي على رجلين كالإنسان والطيور ومنهم من يمشي على أربع كالدواب. وليس الخلق محددا بهذه المخلوقات، فالحياة لها صور أخرى متعددة بشكل كبير، سواء كانت أحياء بحرية أم حشرات بأنواعها المتعددة التي تبلغ آلاف الأنواع، لهذا قالت الآية في الختام يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير. ماذا يعني الماء هنا؟وإلى أي نوع من الماء أشارت الآية موضع البحث؟ للمفسرين بهذا الصدد ثلاثة آراء: 1 - يقصد بالماء النطفة، وقد اختار الكثير من المفسرين هذا المعنى، وقد أشارت إليه بعض الأحاديث. وهناك مشكلة تواجه هذا التفسير، إذ أن الاحياء جميعا لم تخلق من ماء النطفة، فمنها أحياء مجهرية ذات خلية واحدة، وأخرى تخلق من انقسام الخلايا وليس من النطفة إلا أن يقال بالنسبة للحكم أعلاه: إن المراد هو الجانب النوعي وليس عاما. 2 - والتفسير الثاني يقول: إن المقصود هنا ظهور أول مخلوق، فقد ذكرت بعض الأحاديث أن أول ما خلق الله الماء، ثم خلق الإنسان من الماء. وينسجم هذا مع النظريات الجديدة القائلة: إن أول عنصر حي ظهر في البحار. وهذه ظاهرة سادت أعماق البحار وسواحلها. (وطبيعي فإن القدرة التي خلقت هذا الموجود الحي بجميع تعقيداته ورعته في المراحل البعدية، هي قدرة أسمى من الطبيعة، أي إرادة الله تعالى). 3 - آخر تفسير لخلق الأحياء من الماء، هو أن الماء يشكل حاليا أساس تكوينها، وأكبر نسبة من بنائها، ولا يمكن للأحياء أن تواصل حياتها دون الماء. وطبيعي أن لا نجد تناقضا بين هذه التفاسير، لكن التفسيرين الأول والثاني أقرب إلى الصواب على ما يبدو . وجاء في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦١ - الصفحة ١٣-١٤: وقال في قوله سبحانه: " والله خلق كل دابة من ماء " في هذه الآية سؤالات: الأول: قال الله: " خلق كل دابة من ماء " مع أن كثيرا من الحيوانات غير مخلوقة من الماء كالملائكة (3)، وهو أعظم المخلوقات عددا، وأنهم (4) مخلوقون من النور، وأما الجن فهم مخلوقون من النار، وخلق الله آدم من التراب (5) وخلق الله عيسى من الريح لقوله: " فنفخنا فيه من روحنا " (6). وأيضا نرى أن كثيرا من الحيوانات يتولد لا عن النطفة. والجواب من وجوه: أحدها وهو الأحسن ما قاله القفال: وهو أن " من ماء " صلة " كل دابة " وليس هو من صلة " خلق " أن كل دابة متولدة من الماء فهي مخلوقة لله. وثانيها: أن أصل جميع المخلوقات الماء على ما روي " أول ما خلق الله تعالى جوهرة فنظر إليها بعين الهيبة فصارت ماء ثم من ذلك الماء خلق النار والهواء والنور "ولما كان المقصود من هذه الآية بيان أصل الخلقة وكان الأصل الأول هو الماء لا جرم ذكره على هذا الوجه. وثالثها: أن المراد من الدابة، الذي يدب (1) على وجه الأرض ومسكنهم هناك لتخرج الملائكة والجن (2)، ولما كان الغالب جدا من هذه الحيوانات كونهم مخلوقين من الماء إما لأنها متولدة من النطفة، وإما لأنها لا تعيش إلا بالماء لا جرم أطلق الكل تنزيلا للغالب منزلة الكل. دمتم في رعاية الله

4