logo-img
السیاسات و الشروط
ابراهيم ( 49 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الفرق بين الهبوط والنزول

السلام عليكم سماحة السيد ما هو الفرق بين الهبوط والنزول وخاصة في نص الاية قال اهبطوا منها ولم يقل انزلوا منها في قصة ادم عليه السلام ولكم الاجر والثواب


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم ،حسن المصطفوي، الجزء : ١١ ،صفحة : ٢٣٤-٢٣٦: الهبوط: الانحدار على سبيل القهر، كهبوط الحجر. و الهَبُوطُ بالفتح: الْمَهْبِطُ، يقال: هبطت أنا و هبطت غيرى. و إذا استعمل في الإنسان: فعلى سبيل الاستخفاف، بخلاف الإنزال كانزال الملائكة و القرآن و المطر. الفروق 244- الفرق بين الهبوط و النزول: أنّ الهبوط نزول بعقبه إقامة، و من ثمّ قيل هبطنا مكان كذا، و منه‌ اهْبِطُوا مِصْراً، و قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً، و معناه انزلوا الأرض للاقامة فيها و لا يقال: هبط الأرض، إلّا إذا استقرّ فيها، و يقال نزل و ان لم يستقرّ. و التحقيق‌ أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو تنزّل في استقرار، و النظر فيه الى منتهى النزول و هو الاستقرار في محلّ ثانوىّ، كما أنّ النظر في النزول الى جهة ابتداء النزول من محلّ أوّلىّ، و لا يلاحظ فيه جهة استقرار في محلّ. و أمّا جهة القهر و الاستخفاف: فلا تستفاد من المادّة. . وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ ... المزید. وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‌- 2/ 74 أى ينحدر من عالى مكانه الى سافل الجبل، بالتأثّر من العظمة و بحصول الخشية الذاتيّة من نفوذ الجلال فيه. ثمّ إنّ الخشية هو مراقبة و وقاية مع حصول خوف. و هذه الآية نظير ما في-. لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى‌ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ‌- 59/ 21 أى بتجلّي عظمة نور القرآن، فانّ نور القرآن من تجلّيات نور اللَّه. فلمّا تجلّى‌ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا. فإذا أثّرت الأمور المادّيّة في المادّيّات كالماء و النار و الريح و الحرارة و البرودة، فكيف لا تؤثّر الروحانيّات النافذة اللطيفة. . قِيلَ يا نُوحُ‌ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَ بَرَكاتٍ عَلَيْكَ‌- 11/ 48 أى انزل من السفينة الى سطح الأرض سالما و غانما، و استقرّ فيها. و ليس في هذا المورد قهر و لا استخفاف. . قالَ‌ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ‌- 7/ 13 أى من المقام الّتى كنت فيها مع الملائكة الساجدين، و المراد هبوط روحانىّ من مرتبة القرب الى مرتبة المبغوضيّة، و يدلّ عليه قوله فيما بعد: فَاخْرُجْ‌، أى اخرج عن جماعة الملائكة بعد انحطاط مقام الروحانيّة-. قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً- 7/ 17 و المراد من السجود أيضا غاية الخضوع و التذلّل الروحانىّ، فانّ هذا السجود هو المناسب في عالم الملائكة اللطيفة القدّيسة. و كما أنّ التكبّر منتف في عالم الملائكة، كذلك الرياء و إظهار عمل كالسجدة الظاهريّة على خلاف ما في باطنه. فيظهر أنّ التكبّر في قبال السجود و الخضوع التامّ، و هو أعظم سبب للخروج و الهبوط من عالم الطاعة و الروحانيّة و الخضوع. و من علامات الاستكبار: التعادي و كون البعض عدوّا للآخر، فانّ العداوة و التعدّى يكشف عن فقدان الخضوع و السجود للَّه تعالى، فالتعادى كالرياء، فانّه يدّعى خضوعا مع تخلّفه و تكبّره باطنا. . قالَ‌ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ- 7/ 24 فالعداوة في قبال السلامة، و السلامة عنوان أوّلي في الحياة في الجنّة، فانّه من حيث هو عبارة عن اعتدال في ذات الشي‌ء و نظم كامل فيما بين الأجزاء و التنزّه عن العيوب-. سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ. دمتم في رعاية الله

1