logo-img
السیاسات و الشروط
( 30 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الزواج من الاماء

ماهي العلة من زواج الأئمة للأماء؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ما دام نكاح الإماء جائزاً بحكم الشريعة الإسلاميّة ولا يختلف فيه إثنان من علماء المسلمين بمختلف مذاهبهم, خصوصاً أنّ هناك آيات صريحة تدلُّ على ذلك, كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِم أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم فَإِنَّهُم غَيْرُ مَلُومِينَ). [المؤمنون: 5 – 6]. ولكون الإمام عليه السلام يُعَـدُّ فرداً من أفراد المسلمين المؤمنين بل سيّدهم, فإنّه يجوز له عليه السلام ما يجوز لغيره من المسلمين في أنْ ينكحوا الإماء, فيرى بعض أهل العلم في نكاح الأئمّة عليهم السلام للإماء عدّة أمور, منها: 1 ـ إلغاء الإعتبارات الإجتماعيّة الخاطئة التي خلّفها المجتمع الجاهليّ آنذاك وذلك لأنّ الإسلام عندما جاء إلى المجتمع العربيّ كان هذا المجتمع قد ثبّت مجموعةً من العادات والأعراف جعلها قوانينَ يجري عليها المجتمع جيلاً مِن بعد جيل. فالأعراف المتعلّقة بالعبيد والإماء لِـما فيها من حيف و ظلم وإلغاء لإنسانيّة هؤلاء البشر، كانت قد تحوّلت إلى قانون لا يخرقه إلّا من يوصف عندهم بالشذوذ، والفوارق التي ثبتَت بين القبائل مِن كون هذه القبيلة أعلى و تلك أدنى ، عبر مُفاخرات الشعراء ، كانت قد تحوّلت إلى آيات مقدّسة لا يرتابُ فيها أحد. وليس غريباً أن تجد الشخصَ عديم الكفاءة في نفسه ، ودنيءَ الخُلق في سلوكه ، ولكنّه يبقى الأفضل لأنّه من هذا البطن من قريش!! وعندما جاء الإسلام بتعاليمهِ السامية وضع حدّاً ـ منَ الناحية النظريّة ـ لهذه الإعتبارات و التقاليد وألغاها سواءٌ بالتوجيه إلى تساوي البشر في مصدر الخلق، والعبوديّة لله سبحانه أو بجعل مقاييس جديدة في الأفضليّة لا تعتمد على الجنس واللون والقبيلة, بل تعتمد على الكفاءة والجهد البشريّ الخاصِّ بالفرد . ٢-الإماءُ كُنّ مؤهّلات لاحتضان الأئمّة: إذ ثبت في التاريخ أنّ تلك الجواري كُنَّ نجيبات ومنجبات مع وجود الحرائر, وبعضهنَّ مـمّن يتمتّعنَ بمجد عائليّ متميّزـ حسب المقاييس السائدة آنذاك ـ إلّا أنّ تلك الجواري هُنَّ اللائي إختصصن باحتضان الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام). يضافُ إلى ذلك أنّ علينا أن نتوجّه جيّداً الى معنى ( الجواري ), وذلك أنّ المُتبادر إلى الذهن عن الجواري هو تلك الإماء الزنجيّات الممتهنات بالعمل ، والخادمات اللائي لا أخلاق عالية لهنَّ ، أو تلك النساء اللائي ينتقلن مِن حضنٍ إلى آخر للمتعة والجنس، و هذا التبادر وإن كان وارداً إلّا أنّه من باب الشائع في كتب الأدب ، لا أنّه ليس كلّ الجواري كُنَّ على هذه الشاكلة ، فإنّنا نجد أنّ الكثير من نساء الجواري كُنَّ من بيوت شريفة في مجتمعاتهنّ, ولكن تبعاً لظروف الحرب وما تجرُّ من سبي للنساء ، فلم يكن هذا السبيّ يميّز بين ذوي البيوتات الرفيعة أو غيرها ، بل ربمّا كانت نساء البيوت الرفيعة إجتماعيّاً أقرب إلى السبي والغنيمة مِن غيرها ، نظراً لكون رجال هذه البيوت يشكّلون القادة السياسيين أو العسكريين في المجتمعات التي فُتحت على يد المسلمين ، فكان هؤلاء الرجال يُقتلون أو ينهزمون في هذه الحروب, في حين تؤسر نساؤهم وبناتهم ويُؤخذن على شكل غنائم وجواري. ولعلّنا نجد في قصّة إبنتي يزدجرد مصداقاً واضحا لهذا المعنى ، ذلك أنّ جيوش المسلمين عندما دحرت جيوش الفرس واستولت على إيران ساقت من الغنائم الشيء الكثير ، وكان من بين ذلك، النساء اللاتي سُبين وحسب العرف المتّبع فإنّهُنَّ يُسترققن ويدخلن في مُلك المسلمين إلّا أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما هو معروفٌ بيّن أنّ هاتين البنتين من بنات الملوك . وتِبعاً لتوجيه الإسلام بإكرام أهل الكرم الذين خانهم الزمن. إذ جاء في الحديث : (أكرموا ثلاثةً وحقٌّ لهم أن يُكرموا : غنيٌّ إفتقر بعد غناه ، وعزيز قوم ذلّ ، وعالمٌ ضاع بين جهّال ), فأعتقَ نصيبه ونصيب بني هاشم فيها فأعتق المسلمون تبعاً لذلك نصيبهم ، وخيّرهما الإمام فاختارت إحداهما الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصبحت فيما بعد أمّ الإمام السجّاد ( عليه السلام ) وماتت في نفاسها به ، والأخرى إختارت محمّداً بن أبي بكر فأنجبت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، ويقول المؤرّخون إنّ الناس كانوا يرغبون عن إستيلاد الجواري خشية من أن يكون النسل غير نجيب ، حتّى ولد زين العابدين ( عليه السلام ) والقاسم بن محمّد بن أبي بكر, فرأى الناس في الأوّل أفضل الناس بعد أبيه علماً ومعرفة وتقوى ، ورأوا في الثاني فقيهاً من كبار الفقهاء ، فرغبوا في إستيلادهنّ. دمتم في رعاية الله

1