تفسير اية قرائنيه
قال تعالى (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) . الايه هنا واضحه يعرج اليه في يوم كانه مقداره (١٠٠٠ سنه مما تعدون)في حياتنا الدنيا قال تعالى تَعْرُجُ الملائكة وَالرُّوحُ إِلَيْهِ في يوم كَانَ مِقْدَارُهُ خمسين ألف سنة هنا نلاحض اليوم (٥٠٠٠٠ سنه ) ولم يذكر الله سبحانه وتعالى ( مما تعدون ) هل المقصود هنا مابعد الموت واذا كان المقصود مابعد الموت اذن ٥٠٠٠٠ سنه تعادل ٥٠ يوم من حياتنا في الدنيا
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤٨ وقوله: (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) معناه على أي حال أنه في ظرف لو طبق على ما في الأرض من زمان الحوادث ومقدار حركتها انطبق على ألف سنة مما نعده فان من المسلم أن الزمان الذي يقدره ما نعده من الليل والنهار والشهور والسنين لا يتجاوز العالم الأرضي. وإذ كان المراد بالسماء هو عالم القرب والحضور وهو مما لا سبيل للزمان إليه كان المراد أنه وعاء لو طبق على مقدار حركة الحوادث في الأرض كان مقداره ألف سنة مما تعدون. وأما أن هذا المقدار هل هو مقدار النزول واللبث والعروج أو مقدار مجموع النزول والعروج دون اللبث أو مقدار كل واحد من النزول والعروج أو مقدار نفس العروج فقط بناء على أن (في يوم) قيد لقوله: (يعرج إليه) فقط كما وقع في قوله: (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) المعارج: 4. ثم على تقدير كون الظرف قيدا للعروج هل العروج مطلق عروج الحوادث إلى الله أو العروج يوم القيامة وهو مقدار يوم القيامة، وأما كونه خمسين ألف سنة فهو بالنسبة إلى الكافر من حيث الشقة أو أن الألف سنة مقدار مشهد من مشاهد يوم القيامة وهو خمسون موقفا كل موقف مقداره ألف سنة. ثم المراد بقوله: (مقداره ألف سنة) هل هو التحديد حقيقة أو المراد مجرد التكثير كما في قوله: (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) البقرة: 96، أي يعمر عمرا طويلا جدا وان كان هذا الاحتمال بعيدا من السياق. والآية - كما ترى - تحتمل الاحتمالات جميعا ولكل منها وجه والأقرب من بينها إلى الذهن كون (في يوم) قيدا لقوله: (ثم يعرج إليه) وكون المراد بيوم عروج الامر مشهدا من خمسين مشهدا من مشاهد يوم القيامة، والله أعلم. وجاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٩ - الصفحة ١٤-١٥: المشهور أن المراد من عروج الملائكة هو العروج الروحي، وليس العروج الجسمي، يعني أنهم يسرعون في التقرب إلى المقام الإلهي وهم مهيئون لاستلام الأوامر في ذلك اليوم الذي يراد به يوم القيامة، وكما قلنا سابقا في تفسير الآية (17) من سورة الحاقة من أن المراد من الآية والملك على أرجائها هو اليوم الذي يجتمعون فيه في السماء ينتظرون لتنفيذ ما يأمرون (1). والمراد بالروح هو (الروح الأمين) وهو أكبر الملائكة، وهذا ما أشير إليه أيضا في سورة القدر حيث يقول تعالى: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ومن الطبيعي أن الروح لها معان مختلفة بحسب تتناسب مع القرائن الموجودة، فمن الممكن أن يعطي في كل موضوع معنى خاص، والروح يراد به روح الإنسان، وكذا يراد منه القرآن، وبمعنى روح القدس، وبمعنى ملك الوحي، كل ذلك من معاني الروح، وهذا ما يشار إليه في بقية آيات القران. وأما المراد بكون (خمسين ألف سنة) هو ذلك اليوم الذي بحيث لو وقع في الدنيا كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا، وهذا لا ينافي ما جاء في الآية (5) من سورة السجدة من إن ذلك يوم مقداره ألف سنة، ولأجل ذلك ذكر في الروايات أن ليوم القيامة خمسين موقفا، وكل موقف منه يطول بمقدار ألف سنة. (2) واحتمل البعض أيضا أن هذا العدد (خمسين ألف سنة) للكثرة لا العدد، أي أن ذلك اليوم طويل جدا. على أي حال فقد كان هذا ما يخص المجرمين والظلمة والكفار، ولهذا روي في حديث عن أبي سعيد الخدري أنه سأل سائل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد نزول هذه الآية عن طول ذلك اليوم؟ فقال: " والذي نفس محمد بيده إنه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا " (3). دمتم في رعاية الله