مامعنى الآية الكريمة
وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم
صدق الله العلي العظيم
ومن هن الاقوام الذي يستبدل الله غيرهم
ومتى يكون هذا الاستبدال
هل له توقيت معين ام هو مطلقاً لكافة الازمان
جزيتم خيرا
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٤٩-٢٥٠:
وقوله: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) قيل: عطف على قوله: (وإن تؤمنوا وتتقوا) والمعنى: إن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم وإن تتلوا وتعرضوا يستبدل قوما غيركم بأن يوفقهم للايمان دونكم ثم لا يكونوا أمثالكم بل يؤمنون ويتقون وينفقون في سبيل الله.
وفي الدر المنثور أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله هذه الآية: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) فقالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على منكب سلمان ثم قال: هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس.
أقول: وروي بطرق أخر عن أبي هريرة مثله. وكذا عن ابن مردويه عن جابر مثله.
وفي المجمع وروي أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: (إن تتولوا) يا معشر العرب (يستبدل قوما غيركم) يعني الموالي.
وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قد والله أبدل خيرا منهم الموالي.
والظاهر أن الآية الكريمة تحذر جميع المسلمين أن اعرفوا قدر هذه النعمة الجليلة، والموهبة العظيمة، حيث جعلكم سبحانه حماة دينه القويم وأنصار دينه وأتباع رسوله وأصحابه، فحذار أن تقصروا في تعظيم هذه النعمة وإكبارها، إذ: {وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم}.
أجل، إنّ هذا الحمل لن يسقط على الأرض أبداً، وهذه الرسالة العظيمة لا يمكن أن يتوقّف مسيرها، فإن أنتم لم تستمروا في موقفكم في الذب عن دين الله، واستصغرتم شأن هذه الرسالة العظيمة، فإنّ الله سبحانه سوف يأتي بقوم يتحمّلون أعباء هذه الرسالة.. أُولئك قوم يفوقونكم مرّات في الإيثار والتضحية وبذل الأنفس والأموال والإنفاق في سبيل الله!
دمتم في رعاية الله