سلام عليكم .. كم كان عدد اولاد الأمام الحسن اللذين شاركوا في معركة الطف وماهي اعمارهم وهل قتلوا جميعا في المعركة ؟
ارجوا الأجابه وعدم ترك السؤال للمجيب الآلي ♥️ جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
تشير المصادر إلى أنّ الحاضرين من أولاد الإمام الحسن عليه السلام في كربلاء، كانوا خمسة أشخاص، ثلاثة منهم استشهدوا وهم: القاسم، وعبد الله الأكبر، وعبد الله الأصغر، وشخصان نجيا من بينهم وهما: عمرو بن الحسن، والحسن بن الحسن المعروف بالحسن المُثنّى.
وقد ورد في زيارة الناحية المقدّسة ذكر هؤلاء الشهداء الثلاثة، ووقع التسليم عليهم، ما يُؤكّد صحة عدد المستشهدين في كربلاء من أولاد الإمام الحسن عليه السلام، كما سيأتي.
أ- عبد الله الأكبر: وهو المكنّى بأبي بكر، كما ذكر ابن عنبة في عمدة الطالب.
وأمّه أم ولد، وهو زوج السيدة سكينة عليها السلام، استشهد ولم يبنِ بها.
برز إلى الميدان يوم عاشوراء بين يدي عمّه الإمام الحسين عليه السلام، وكان يرتجز بقوله:
إن تُنكروني فأنا ابن حيدره ضرغام آجام وليث قسوره
على الأعادي مثل ريح صرصره أكيلكم بالسيف كيل السندره
وقاتل حتى قتله عبد الله بن عقبة الغنوي.
وفي زيارة الناحية المقدّسة: "السلام على أبي بكر بن الحسن الزكيّ الوليّ، المَرميّ بالسهم الرديّ، لعن الله قاتله عبد الله بن عقبة الغنوي".
ب- عبد الله الأصغر: وهو من أطفال كربلاء، الذين قتلوا في كربلاء، وكان عمره حوالَى أحد عشر عاماً، ويذكر الرواة أنّه: لمّا أحاط القوم بالحسين عليه السلام، خرج إليهم عبد الله بن الحسن بن عليّ عليهما السلام -وهو غلام لم يراهق - من عند النساء يشدّ حتّى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علي عليهما السلام لتحبسه، فقال لها الحسين: "أحبسيه يا أختي"، فأبى وامتنع عليها امتناعاً شديداً، وقال: والله لا أفارق عمّي. وأهوى أبجر بن كعب إلى الحسين عليه السلام بالسيف، فقال له الغلام: ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّي؟! فضربه أبجر بالسيف فاتّقاها الغلام بيده فأطنّها إلى الجلدة فإذا يده معلّقة، ونادى الغلام:يا أمتاه! فأخذه الحسين عليه السلام فضمّه إليه وقال: "يا بن أخي، اصبر على ما نزل بك، واحتسب في ذلك الخير، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين".
قال في اللهوف: فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمّه الحسين عليه السلام.
السلام على عبد الله بن الحسن بن عليّ الزكيّ، لعن الله قاتله وراميه حرملة بن كاهل الأسديّ.
ج- القاسم بن الحسن بن عليّ عليهم السلام، وهو أشهر من أن يعرف، وقصّته معروفة، لكن نكتفي بما ورد في حقّه في زيارة الناحية المقدّسة: "السلام على القاسم بن الحسن بن عليّ، المضروب هامته، المسلوب لامته، حين نادى الحسين عمّه فجلى عليه عمّه كالصقر، وهو يفحص برجله التراب، والحسين يقول: بعداً لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك، ثمّ قال: عزَّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك، هذا والله يوم كثر واتره، وقلّ ناصره، جعلني الله معكما يوم جمعكما، وبوّأني مُبوّأكما، ولعن الله قاتلك عمر بن سعد بن نفيل الأزدي، وأصلاه جحيماً، وأعدّ له عذاباً أليماً".
د. عمرو بن الحسن بن عليّ، وكان في كربلاء لكنّ القوم استصغروه فتركوه، فهو من الناجين الذين كانوا مع الأسارى والأطفال في موكب السبي.
ومن المواقف التي تروى له، ما جرى معه في مجلس يزيد، حيث قالوا: إنّ يزيد كان لا يتغدّى ولا يتعشّى إلّا دعا عليّ بن الحسين إليه، فدعاه ذات يوم ودعا عمرو بن الحسن بن علي وهو غلام صغير، فقال لعمرو بن الحسن: أتقاتل هذا الفتى يعني خالداً ابنه؟ قال: لا، ولكن أعطني سكيناً وأعطه سكيناً، ثمّ أقاتله، فقام يزيد وأخذ خالداً فضمّه إليه ثمّ قال: شنشنة أعرفها من أخزم هل تلد الحيّة إلّا حيّة.
هـ، الحسن بن الحسن بن عليّ، وهو المعروف بالحسن المثنّى، وكان قد جاء إلى عمّه الحسين عليه السلام وسأله أن يزوّجه إحدى ابنتيه، فقال له الحسين: "اختر يا بني أحبّهما إليك"، فاستحيا الحسن ولم يحَرّ جواباً. فقال له الحسين عليه السلام: "فإنّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثرهما شبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
وكان قد قاتل بين يدي عمّه الحسين عليه السلام حتّى ارتُثّ وجرح ووقع صريعاً، فلمّا قُتِل الحسين وأُسِر الباقون من أهله، جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسرى وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً، فقال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسان ابن أخته .وفي نصّ آخر أنّه كان قد أثخن بالجراح، فلمّا أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقاً، فقال أسماء بن خارجة الفزاريّ: دعوه لي، فإنْ وهبه الأمير عبيد الله بن زياد لي وإلّا رأى رأيه فيه. فتركوه له فحمله إلى الكوفة، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد، فقال: دعوا لأبي حسان بن أخته. وعالجه أسماء حتّى برئ ثمّ لحق بالمدينة. وقد ذكروا أنّه أصيب بثمانية عشر جراحة وقطعت يده.
دمتم في رعاية الله