logo-img
السیاسات و الشروط
إيمان علي حسين ( 52 سنة ) - العراق
منذ سنتين

دور الشباب في واقعة الطف

ماهو دور الشباب في واقعة الطف


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم لقد كان للشباب دور مهم في معركة كربلاء, حيث ان الإمام (عليه السلام) تقصّد اشراك هذه الفئة في نهضته لتصحيح المساروتعديل الأنحراف الذي حصل أثناء حكم يزيد المنحرف , فالحسين (ع ),أراد أيصال رسالة الى المجتمع ان نهضته ليست حكرا على كبار السن فحسب, بل هي لكافة فئات المجتمع, فقد كان في معركة كربلاء, الكبير والصغير, الشيخ والرضيع , المسلم والمسيحي, الشاب والفتى اليافع , الحسين (ع ) أراد منا ان نعلم ان نهضته لايختص بها احد. كان للشباب في واقعة الطف الدور البارز فيها, العباس أبن علي (ع) سيد شباب معركة الطف, ودوره البارز في حمل لواء واقعة الطف, العباس يكسر دفاعات العدو الحصينة ويصل الى نهر الفرات, علي الأكبر يقاتل أشرس فرسان بني أمية ويطيح برؤوس فرسانهم, القاسم يقتل العشرات, في الذود عن عمه الحسين عليه السلام,أخوة العباس الأربعه كلهم كانوا في ريعان شبابهم لم يدخروا جهدا في القتال, وهب الذي كان في أيام زواجه الأولى يقاتل هو وزوجته الشابه, وغيرهم عشرات من الأمثله لشباب الطف التي يعجر المكان عن ذكرهم. الرسالة التي أراد الإمام الحسين عليه السلام أيصالها لنا أن الشّباب في كلِّ زمان ومكان هم ركيزة المجتمع وسِرُّ نَهضة الأمة, وحاملُي لوائها ورايتها وقادة مَسيرتها إلى التقدم والبناء والتغير,وهم صُنَّاعُ مجدِها ,وصِمامُ الأمان فيها، فهم يملكون القوة والحماسة الّتي تؤهّلهم إلى أن يضحوا بحياتهم من أجل الأمة, والحفاظ على كيانها ومقدساتها, فكانت كربلاء وتضحية شبابها في تلك الصحراء المقفرة, دروسا وعبر, لشبابنا اليوم الذي أستلهم من تلك المعركة ذلك العنوان فقدموا أنفسهم على أكفهم دفاعا عن واقعة كربلاء ودروسها والعبر المستوحاة منها. وذكر أحد الباحثين حاولنا محاولة متواضعة سريعة لمعرفة عدد الشباب المشاركين في النهضة الحسينية في يوم عاشوراء وفق المدى العمري الممتد بين سن الرابعة عشرة والثلاثين، فظهر لنا أن عددهم تسعة عشر شاباً على أقل تقدير قاموا بدور الشباب في النهضة الحسينية. كان لكل شاب منهم مشهد يدعوا للتأمل والتوقف عنده تفكراً وتدبراً، فلنستعرض هذه المشاهد معاً استلهاماً للدروس والعبر لشباب اليوم لاستنهاض الهمم اقتداءً وتأسياً بهم قال تعالى: «أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ». إن من السمات البارزة في شخصية الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام «إباءه عن الضيم» فكان «سيد أهل الإباء، الذي علم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف، اختياراً له على الدنية، عرض عليه الأمان وأصحابه فأنف الذل، فاختار الموت على ذلك» فكان شبابه الناصر كسيدهم في إباءهم عن الضيم، وكان أبرزهم في ذلك علي الأكبر «أستشهد وعمره 25سنة» فكان من أمثلة إباء الضيم وكراهية الذل، فاختار القتل كريماً على الحياة مع الذل. «كان علي الأكبر من أركان الجيش في وقعة عاشوراء، ومن خصائصه تأكيده على محورية الحق والدفاع عنه، بل الإيثار بنفسه حين سمع نبأ الشهادة من أبيه أثناء مسيرهم إلى كربلاء، وتميز برفعه الأذان لإقامة صلاة الجماعة بإمامة الحسين في قضية مواجهة جيش الحر، وقيادته عمليات إيصال الماء إلى الخيام ليلة عاشوراء، وتطوعه للشهادة قبل سائر بني هاشم على المشهور». لقد كانت نهضة الحسين حركة قائمة على رفض الظلم والفساد مقرونة بالتضحية والفداء، من أجل الإبقاء على العقيدة الإسلامية خالية من كل انحراف وتشويه، هادفة لإيقاظ الضمائر وتحريك العواطف نحو الحق، فكان ممن لبى الإستنصار الحسيني شبان أخوة ثلاثة هم أبناء أمير المؤمنين من زوجته ام البنين وعلى رأسهم أخيهم الأكبر العباس ، كان العباس يرغب بأن يرى إخوانه يفدون أرواحهم ويتفانون في سبيل إمامهم وأخيهم الأكبر لينال أجر الصابرين، ولهذا خاطب أخاه عبدالله «25عام» قائلاً «تقدم بين يدي حتى أراك وأحتسبك» ثم تقدم من بعده عثمان «21عام» وكان جعفر بن علي آخر أخ للعباس عليهما السلام استشهد في كربلاء وكان عمره تسعة عشر عاماً، وهكذا قدم العباس قرابينه الثلاثة صابرين محتسبين مستسلمين للقتال في سبيل نصرة الحق وإمام الحق. لقد تبنى هؤلاء الشباب أهداف ومبادئ الثورة ضد الظلم والطغيان والانحراف متحملين مسؤولياتهم تجاه دينهم وأمتهم مستجيبين لنداء إمامهم رافضين للذل والمساومة على الحق. ومن المشاهد المشرقة في ملحمة عاشوراء مشهد «الصلابة في الحق» فلم يعرف الناس أكثر من أصحاب هذا اليوم اندفاعاً في نصرة الحق وصلابة في دك حصون الباطل، فقد رأى الإمام الأمة الإسلامية قد غمرها الظلم والجور ولم يعد في ساحتها أي ظل للعدل ولا للحق، فانبرى إلى ساحة الجهاد ليرفع كلمة الله تعالى معلناً بندائه ليلة العاشر: «ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً». فكان ممن رغب في لقاء ربه استجابة لنداء الحق الشاب القاسم ابن الحسن عليهما الصلاة والسلام «عمره الشريف بين 14 - 16 سنة»، «إن كيفية استئذان هذا الفتى من الإمام الحسين تدل على قوة معرفته وكمال درايته وشهامته وإيمانه - وصلابته في الحق ونصرته - ولعله بسبب صغر سنه لم يأذن له الإمام بالذهاب لسوح القتال في بادئ الأمر، إلا إن القاسم قبل يدي ورجلي الإمام وأصر كثيراً عليه حتى أذن له. وفي حين كانت قطرات الدموع تسيل على خديه حمل على صفوف العدو وهو يرتجز وبعد ان أهلك عدداً من عسكر ابن سعد التحق بركب الشهداء». ومن الشباب الملتحق بالركب الحسيني في سفر الشهادة عبدالله بن مسلم بن عقيل «وعمره 26سنة» استشهد بعد علي الأكبر، ومنهم جعفر بن عقيل وكان عمره حين استشهد «23 سنة» وكذلك محمد بن أبي سعيد بن عقيل وعمره «25سنة»، ومحمد الاصغر ابن أمير المؤمنين وعمره «22 سنة»، ومن شبان ذلك اليوم ابنا عم وأخوان لأم المعروفين بالجابريان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع، ومنهم عمرو بن جنادة الأنصاري، ومنهم الأخوين عبدالله وعبدالرحمن الغفاريان، وغيرهم من شباب النصر الحسيني في يوم كربلاء الذي كان لكل منهم مشهد مشرف ودور جهادي. لقد كان هؤلاء الشبان يتسابقون إلى القتال ويتنافسون إليه، كانوا «مستميتون لا عاصم لهم إلا سيوفهم»، حتى وصفهم بعض رجال عدوهم من معسكر ابن سعد قائلاً: «ثارت علينا عصابة، أيديها في مقابض سيوفها كالأسود الضارية، تحطم الفرسان يميناً وشمالاً، وتلقي أنفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب في المال، ولا يحول حائل بينها وبين الورود على حياض المنية، أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها». كيف لا يكونون كذلك وهم القائلين لسيدهم ليلة العاشر «نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك». وهم الذين قال فيهم الحسين واصفاً لهم: «والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمه». دمتم في رعاية الله

3